أمريكا تهدد ألمانيا حال استمرارها في استخدام ” هواوي “
هددت الولايات المتحدة الأمريكية حليفتها ألمانيا بأنها قد لا تتمكن من تبادل المعلومات الهامة مع واشنطن حال سماحها لشركة هواوي بتشييد البنية التحتية للاتصالات لديها وذلك في إطار الضغط الامريكي على عدة دول غربية من أجل دفهم للتخلي عن خدمات عملاق التكنولوجيا الصيني.
جاء تحذير وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بعد اجتماعه مع نظيره الألماني هايكو ماس في برلين التي لا تزال تقف صفا واحدا مع بريطانيا وفرنسا في رفض دعوات حظر شركة الاتصالات الصينية المملوكة للدولة من المشاركة في شبكات الجيل الخامس التي يجري تشييدها بالفعل.
وفي أحدث تصعيد للتوتر بين جانبي المحيط الأطلسي بشأن التجارة والأمن قال بومبيو في أول محطة في جولته الأوروبية إنه على الرغم من أن البلدان ستتخذ “قرارا سياديا” بشأن المعدات التي ستستخدمها فإن هذا القرار ستكون له تبعاته.
وقال خلال مؤتمر صحفي “(هناك) احتمال أننا قد نضطر لتغيير مسلكنا إذ من غير الممكن السماح لبيانات بشأن المواطنين أو الأمن القومي أن تمر عبر شبكات لا نثق بها”.
والتقى بومبيو في وقت لاحق مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وأجرى معها محادثات موجزة قبل المغادرة إلى سويسرا حيث وصف ألمانيا بأنها “شريك عظيم ومهم وحليف للولايات المتحدة”.
وقالت ميركل للصحفيين قبل الاجتماع “الولايات المتحدة هي أهم شريك لنا خارج أوروبا وستظل”.
وأضافت “هناك العديد من القضايا المطروحة للنقاش نظرا للتوترات التي تجتاح العالم” وأشارت إلى التحدي المتمثل في منع إيران من حيازة أسلحة نووية وردع “أفعالها العدائية”.
وحث بومبيو بريطانيا هذا الشهر على عدم استخدام تكنولوجيا هواوي في بناء شبكات الجيل الخامس الجديدة بسبب مخاوف من أنها قد تكون وسيلة للصينيين للتجسس.
وردا على تعليقات مماثلة بشأن هواوي لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في كندا يوم الخميس، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الولايات المتحدة لم تثبت بعد أن منتجات هواوي تمثل خطرا أمنيا.
وقال قنغ شوانغ “نأمل أن تتمكن الولايات المتحدة من إيقاف هذه التصرفات الخاطئة التي لا تتناسب على الإطلاق مع وضعها ومكانتها كدولة كبرى”.
وتختلف ألمانيا والولايات المتحدة بشأن مجموعة من القضايا تشمل التجارة والإنفاق العسكري ومنع الانتشار النووي.
اتفاق إيران
كانت زيارة بومبيو مقررة في وقت سابق هذا الشهر لكنها ألغيت في آخر لحظة مع تزايد التوتر بشأن إيران، التي تختلف واشنطن وبرلين بشأن برنامجها النووي.
وبموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع قوى عالمية والذي انسحبت منه واشنطن العام الماضي، قبلت طهران تقييد برنامجها لتخصيب اليورانيوم مقابل رفع معظم العقوبات الدولية.
ويهدد قرار إيران هذا الشهر بالتراجع عن بعض الالتزامات بموجب الاتفاق بانهياره. ويأتي قرار إيران ردا على إجراءات أمريكية لشل اقتصادها.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية على موقعها على الإنترنت “تتفق ألمانيا والولايات المتحدة على أنه من المهم ألا تمتلك إيران أسلحة نووية من أجل أمن المنطقة”.
وأضافت الوزارة أن ماس شدد خلال محادثاته مع بومبيو على أنه “مادامت طهران تلتزم بالقواعد المتفق عليها، فإن الاتفاق يجعل المنطقة أكثر أمانا”.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن بومبيو وماس “أجريا مناقشات مثمرة بشكل لا يصدق” بشأن إيران.
وقال المسؤول “من الواضح أن هناك جهدا واضحا من جانب الإيرانيين لتأليب الألمان على الأمريكيين والأوروبيين على الأمريكيين”.
وأضاف المسؤول الأمريكي قائلا “ألمانيا تقف (معنا) بقوة، بحسب وزير الخارجية”. (EURONEWS – REUTERS)[ads3]