يورغن كلوب .. عن لاعب الدرجة الثانية الذي أصبح واحداً من أفضل المدربين في العالم ! ( فيديو )
عام 1997، شهدت المرحلة الأخيرة من بطولة دوري الدرجة الثانية الألماني، الفرصة الوحيدة ليلعب يورغن كلوب (30 عاماً) في الـ بوندسليغا مع فريقه المغمور ماينز.
احتاج ماينز في تلك المباراة للفوز على فولفسبورغ ليضمن تأهله عبر الحلول بالمركز الثالث، إلا أنه خسر أما فولفسبورغ (5-4) وفشل بالتأهل الأقرب في تاريخه، في المباراة التي شهدت تسجيل كلوب لهدف.
كلوب المهاجم/ المدافع، الذي سجل مع ماينز 52 هدفاً، أصبح مدرباً للفريق عام 2001، ونجح في 2004 بتحقيق المعجزة وصعد بالفريق للبوندسليغا لأول مرة في تاريخه، وتمكن من البقاء 3 مواسم على غير المتوقع، ولعب في أحدها في الـ يوروبا ليغ، قبل أن يهبط مجدداً، وينتقل لاحقاً إلى بروسيا دورتموند حيث بدأ مشواره الحقيقي.
يتذكر كلوب عندما كان بعمر 19 عاماً، ولعب إلى جانب النجم أندرياس مولر في فرانكفورت، وعن ذلك يقول: “قلت لنفسي إن كانت هذه كرة القدم فأنا أمارس لعبة مختلفة تماماً” في كناية عن تواضع مستواه مقارنة بالنجم، ويضيف أنه يملك (كلاعب) أقداماً تنتمي للدرجة الرابعة، ورأساً / عقلاً ينتمي للدرجة الأولى.
لتعرف مدى شغف هذا اللاعب المدرب وعشقه لكرة القدم ولتفاصيل عمله كمدرب، يكفي أن تعرف أن أجمل لحظات مشواره لم تكن تأهله لدوري الأبطال مرتين متتاليتين، والثانية منهما كانت إعجازية (بعد العودة أمام برشلونة).
يرد، الحائز على دبلوم بالعلوم الرياضية من جامعة غوته في فرانكفورت، على صحافي سأله عن ذلك بالقول: “أكبر وأفضل لحظات مسيرتي ليست التأهل مرتين لنهائي الأبطال، بل التأهل مع ماينز للبوندسليغا.. لو كنت تعرف كمية المال الذي نملكه والظروف التي كنا نمر بها.. لم يكن هناك أحد يريد رؤيتنا في الدرجة الأولى (أصغر فريق بأصغر ميزانية وأصغر ملعب).. إن فزت بلقب دوري الأبطال حينها سأعيد التفكير في الأمر، ولكن حتى الآن هذه هي أفضل لحظات مسيرتي”.
رغم الحظ العاثر الذي لازمه في النهائيات التي خاضها، لا يرى كلوب صاحب مبدأ “كرة القدم يجب أن تلعب بحرية” أنه غير محظوظ في مسيرته، وعن ذلك يقول: “مسيرتي حتى الآن ليست غير محظوظة، منذ العام 2012 (باستثناء 2017) أصل لنهائي مع فريقي كل عام.. أعتقد أنني حالياً حامل الرقم القياسي منذ سبع سنوات، بعدد الانتصارات في أنصاف النهائيات”. يضيف مازحاً: “لو قمت بكتابة كتاب عن ذلك لا أظن أن أحداً سيشتريه.. لا أعتقد أن مسيرتي لم تكن محظوظة، كما أنه ما زال لدي عدة سنوات قادمة.. الوضع جيد بالنسبة لي”.
أتمنى بشدة أن يحمل كلوب ذات الأذنين اليوم لأنه يستحقها، ولا يوجد من هو أكثر استحقاقاً منه بعد مشواره المتعب وأسلوبه الجميل واستمتاعه وحبه لكرة القدم والجمهور، وحظه العاثر في التجارب السابقة.
لهواة التشاؤم، في 2013 لعب تشلسي نهائي يوروبا ليغ وفاز باللقب، وفي الوقت ذاته كان كلوب يلعب نهائي دوري الأبطال، وخسر اللقب مع دورتموند أمام بايرن ميونخ.. في 2019 تشلسي يفوز بلقب يوروبا ليغ وكلوب يخوض نهائي دوري الأبطال.
عمر قصير
[ads3]