عناصر من حزب الله و إيران يتسللون إلى الجولان .. و شكاوى في تل أبيب بسبب الشرطة الروسية
تمسّكت إسرائيل، بصمتها الرسمي المعتاد إزاء الضربة الجديدة التي استهدفت قاعدة عسكرية سورية في الجولان فجر أمس.
لكن مصادر أمنية رسمية سرّبت معلومات عن أن الضربة التي استهدفت موقعاً استراتيجياً في قرية تل الحارة كانت بمثابة «رسالة تحذير» ليس فقط للسوريين والإيرانيين بل أيضاً للروس كي يلتزموا تعهدات سابقة تقضي بإبعاد «حزب الله» وإيران عن منطقة الجنوب السوري، وفق ما ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”.
وبحسب الصحيفة، فقد قالت المصادر الإسرائيلية إن مقاتلين من «حزب الله» عادوا للتسلل إلى الجولان، وإن القاعدة التي استهدفت بالقصف كان «حزب الله» يستخدمها لجمع معلومات استخباراتية ضد إسرائيل.
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت موقعين تابعين لـ«حزب الله» اللبناني، دون أن توقع ضحايا، وأضاف أن الصواريخ أصابت تل الحارة الاستراتيجي الواقع في محافظة درعا الجنوبية حيث نصب «حزب الله» رادارات ولديه نظام بطاريات دفاع جوي.
وقالت مصادر أمنية في تل أبيب -بحسب الصحيفة- إن تل الحارة يعتبر أعلى نقطة في منطقة الجولان، ويتيح الرصد البصري والإلكتروني للتحركات على الجانب الآخر من الحدود، الذي تحتله إسرائيل منذ سنة 1967، وإنه قاعدة عسكرية مغلقة، منذ عشرات السنوات وهو كقاعدة استخبارية للجيش السوري، لكن جهات أخرى تستخدمه اليوم إلى جانب السوريين، أكان ذلك من إيران وميليشياتها أو من روسيا.
ولفتت إلى أن «جبهة النصرة» كانت قد سيطرت على هذه القرية لفترة معينة خلال النزاع السوري، واستولى عناصرها على وثائق لعناصر الاستخبارات الروسية والإيرانية الذين كانوا يراقبون مواقع المعارضة في منطقتي درعا والجولان.
لكن الجيش السوري عاد وسيطر على المنطقة، نهاية العام الماضي، وفي إطار التنسيق الأمني المثابر بين إسرائيل وروسيا حول سوريا، اتفقت روسيا مع قوات النظام بألا يسمح لأحد سوى الجيش السوري بالوجود في المنطقة، وأبلغ الروس الإسرائيليين بأنه تم إبعاد القوات الإيرانية والقوى الموالية لها إلى شرق طريق دمشق – درعا، الذي يمر قرب تل الحارة، إلى مسافة 80 كيلومتراً بعيدا عن الحدود مع إسرائيل. وأكدت المصادر الإسرائيلية أن النظام السوري التزم بالاتفاق بشكل عام، لكن لوحظ في الأسابيع الأخيرة أن عناصر أخرى وخاصة من «حزب الله» اللبناني، وكذلك قوات إيرانية أو موالية لها، بدأت تصل إلى الموقع.
وبحسب هذه التقديرات الإسرائيلية، فإن الهدف من هذا التحرك هو جمع معلومات استخبارية تتيح لهم «التسلل» مستقبلا إلى داخل إسرائيل، ومهاجمة بلدات إسرائيلية ومواقع عسكرية، أو لتوجيه الصواريخ والمدفعية، ومتابعة تحركات الجيش الإسرائيلي وطائراته الحربية. وأضافت أن تل الحارة عاد ليكون قاعدة استخبارية لمهاجمة إسرائيل ضمن «قيادة الجنوب» في «حزب الله»، وكذلك ضمن «الجبهة السورية» التي يحاول إقامتها قائد «فيلق القدس»، قاسم سليماني.
وأكدت المصادر المذكورة أن إسرائيل توجهت إلى روسيا بهذا الخصوص ولكن الوضع لم يتغير، ولذلك فإن الهجوم كان مسألة وقت، وهو يعتبر أولاً إشارة للروس أن عليهم أن يعملوا على احترام التفاهمات، وإلا فإن إسرائيل ستهتم بذلك بنفسها.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه تنتشر في المنطقة الشرقية من الجولان السوري، اليوم، عناصر من الشرطة العسكرية الروسية، تستطيع أن تستوضح وتعرف بسهولة الحقائق حول ما يجري في تل الحارة.
ورأت أن مصلحة روسيا أن تعرف وتمنع هذا النشاط، وليس فقط في إطار تنافس موسكو المتصاعد مع إيران، بل أيضا في إطار إنجاح الجهود للتسوية السياسية والإصلاح الاقتصادي في سوريا.[ads3]
الفائز بجائزة “سمير القصير” لا فرق في أنماط السلطة والإدارة بين النظام والمعارضة