” كيف منعت روسيا نشوب حرب خاسرة مع تركيا وإسرائيل وحولتها إلى ورقة رابحة لصالحها “
سنتكلم اليوم عن السياسة الخارجية لدولة روسيا في التعامل مع المشاكل الجدية التي كانت ستؤدي إلى نشوب حروب طاحنة في حال كان ردها عسكريا وليس سياسيا، على سبيل المثال مع إسرائيل وتركيا.
وقد طرح العديد من الأشخاص لماذا لم تقم روسيا بالرد عسكريا على تركيا عندما أسقطت الأخيرة مقاتلة روسية من طراز “سو-24” وإسرائيل طائرة روسية من طراز “إيل-20″؟
تعتبر الجغرافية السياسية أمرا معقدا جدا وجادا في نفس الوقت، لذلك عندما تقوم دولة ما باتخاذ القرارات، تعتمد على العشرات من معاهد البحوث وعلى أجهزة الاستخبارات، والمعلومات السرية، وفي بعض الأحيان نصائح من الحلفاء.
حيث ينظر القادة إلى الأمور من منظور آخر لا نشاهده ولا نعيه نحن (أي عامة الشعب)، حيث يشاهدون الصورة كاملة والتي تجمع بين العشرات بل والمئات من العوامل المختلفة.
ويجب أن تعلم أن مبدأ “العين بالعين” توقف العمل به منذ فترة طويلة، حيث يتم استخدام طرق أخرى أكثر فاعلية في الرد على بعض الأمور.
ولهذا السبب لم تقم روسيا بالرد على خسارتها لطياريها وطائراتها بالوسائل العسكرية، أي أنها لم تقم بإسقاط طائرات تركية وإسرائيلية، ولم تختر الوسائل العسكرية في الرد على ذلك.
حادث إسقاط الطائرة “سو-24” الروسية من قبل الجانب التركي في سوريا
إذا تحدثنا عن حادثة إسقاط المقاتلة التركية لنظيرتها الروسية من طراز “سو-24” في نوفمبر من عام 2015، فمن الناحية النظرية، كان يتوجب على روسيا أن ترد عسكريا، على سبيل المثال إسقاط مقاتلة تركية يصل سعرها من 30 إلى 50 مليون دولار.
ولكن ماذا كان سيحدث آنذاك؟ في حال حدثت مواجهة عسكرية بين روسيا وتركات، كانت الخسائر أكبر بكثير لدى جميع الأطراف. ومن ثم فشل هدف العملية العسكرية الروسية في سوريا، (القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي)، عبر انسحاب القوات الروسية من هناك، وذلك بسبب عدم القدرة على الصراع في منطقة بعيدة عن الأراضي الروسية مع دولة عضو في حلف شمال الأطلسي، والتي يمكنها الحصول على دعم وإمدادات.
وبعد كل هذا، كان تنظيم “داعش” الإرهابي قد استعاد قوته، وبدأ بالانتشار في الأراضي السورية، وكان من الممكن أن يحتل أماكن استراتيجية في سوريا وتحدث أمور لا يحمد عقباها، ويبدأ بالانتشار في الدول الأخرى، والوصول حتى إلى روسيا بقوة.
وفي حال لم تصر روسيا على الوصول إلى هدفها النهائي، (وهو استعادة الأراضي السورية والقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي)، كان على أقل تقدير تم تأجيل تحقيق الهدف إلى أجل غير مسمى، وتطلب الأمر استثمارات كبيرة وتضحيات ضخمة.
لذلك، لم تتصرف روسيا عشوائيا وتضرب نفسها، عبر الرد عسكريا على حادثة إسقاط المقاتلة من قبل الجانب التركي.
بدلا من ذلك، فرضت روسيا قيودًا على عمل الشركات التركية، وعلى سفر السياح، وعلى تصدير البضائع من تركيا. ووفقا لبعض التقارير، فقد خسرت أنقرة أكثر بـ1000 مرة مما كانت خسرته في حال قيام روسيا بإسقاط مقاتلة تركية بسعر قد يصل إلى 50 مليون دولار، بل خسرت بعد القرارات الروسية حوالي من 50 إلى 60 مليار دولار.
وبفضل هذه السياسة/ وبعد 9 أشهر من الحادثة، أصبحت تركيا حليفا لروسيا، بعد أن قدمت الأخيرة معلومات استخباراتية لمحاولة الانقلاب، حيث لم يتلق أي مساعدة وقتها من “الناتو”، والذي كانت تعده تركيا الحليف الاستراتيجي المباشر.
وهكذا حولت روسيا تركيا من عدو محتمل إلى حليف يمكن التفاوض معه، حيث يمكننا ملاحظة المشاريع الضخمة بين البلدين ابتداءا من مشروع “التيار التركي” وبناء محطة نووية وانتهاءا بصفقة منظومة الدفاع الجوي “إس-400”.
حادث إسقاط الطائرة “إيل-20” الروسية من قبل إسرائيل في سوريا
الوضع هنا يختلف قليلا، حيث بالفعل تم إسقاط الطائرة الروسية “إيل-20″، ولكن بمضادات جوية سورية، لأن الطائرات الإسرائيلية استخدمت نظيراتها الروسية كغطاء لها والهروب من المأزق.
ولا أستطيع أن أعفي إسرائيل من كامل المسؤولية، ففي حال أعلموا الجانب الروسي بالهجمات قبل يوم (وليس قبل دقيقة واحدة)، لما حدثت أي حادثة أو مشكلة.
ولا يمكنني القول إلا أن هذه الحادثة كانت عصيبة على الجانب الروسي، حيث قتل 15 عسكريا في حادثة إسقاط الطائرة، وكانت جميع الخيارات متاحة على الطاولة. ولام العديد من الأشخاص روسيا لعدم ردها عسكريا على هذه الحادثة، ولكن ماذا كان حصل في حال حدوث ذلك؟
ستصبح مواجهة مباشرة بين روسيا (القوات الروسية الموجودة في سوريا، وعددها قليل) وأحد أقوى الجيوش في الشرق الأوسط. ومن الصعب جدا احتساب الخسائر الناتجة عن هذه المواجهة لدى الطرفين.
والأهم من ذلك، ومرة أخرى، لم تكن لتستطيع روسيا أن تحقق هدفها في سوريا (القضاء على الإرهابيين، واستعادة الأراضي السورية منهم)، ولهذا السبب بالتحديد لم يكن هناك أي رد عسكري من الجانب الروسي.
بالإضافة إلى ذلك، قامت روسيا بتزويد الحكومة السورية بمنظومة دفاع جوي أكثر تطورا عن تلك التي تمتلكها وهي “إس-300″، وهو الأمر الذي أصاب إسرائيل بتوتر، حيث أدت المنظومة إلى تقليل إحتمالية حدوث أخطاء متكررة في أنظمة الدفاع الجوي السورية.
بالإضافة إلى ذلك، زودت روسيا إيران بنفس المنظومة “إس-300″، وهذا ما كانت تخشى من إسرائيل والولايات المتحدة.
وهكذا تكون روسيا قد استخدمت سياسة خارجية حكيمة استطاعت من خلالها تحويل العدو المحتمل إلى حليف مباشر تجمعها وياه العديد من المشاريع المشتركة.
أحمد نحاس – وكالة سبوتنيك الروسية
*النص والعنوان كما وردا في الوكالة المصدر[ads3]
على مايبدو ان وكالة سبوتنيك تعيش على كوكب المريخ لانها لانعلم ان كل الحروب التي تجري من بداية تفجير البرجين في امريكا وحتى الان هي حروب مخطط لها من قبل الاسرائيلين والبريطانين والامريكين المسيحين الانجيلين والممول هم دول الخليج والعراق والجزائر وايران وان يتوقف التمويل الان تتوقف كل الحروب لان امريكا وروسيا غير قادرين على اطعام شعوبهم حتى يخوضوا في الحروب وهل نسي كاتب المقال ان الاتحاد السوفيتي انهار بسبب الجوع ولكن المصيبة ان كل العالم اصبح يعلم مايجري بفضل الثورة السورية الا حكام العالم الاغبياء
اولا هذا مقال مداهن فيه الكثير من روح الصحفيين العرب الذين تعودوا المديح للسلطة التي يعيشون في كنفها
ثانيا اعتقد ان الرئيس بوتين من دهاة السياسة الحاليين دون شك ولكن ادارته قائمة على اسلوب المخابرات التي تربى بها ابان الاتخاد السوفييتي والتي لا تقيم وزنا لارواح الابرياء بل هو يتبع الميكافيلية القائمة على الهدف يبرر الوسيلة
ثالثا شماعة داعش الارهابية التي يستخدمها الجميع دون خجل كان لا بد للكاتب ان يمر بها ليكون مقاله جزءا من حملة الكذب والتضليل التي يغطي فيها المجرمون جرائمهم ضد سوريا ارضا وشعبا
رابعا لست ادري كيف تسترت الطائرات الاسرائيلية واختبأت وراء الطائرة الروسية لتنفيذ هجماتها وكأن تلك الهجمات هي الوحيدة التي نفذتها اسرائيل في سوريا
خامسا ماذا فعلت صواريخ اس ٣٠٠ والتي زودت روسيا بها النظام السوري وايران فهي حتى الان لم تسقط ذبابة اسرائيلية رغم الغارات شبه اليومية التي تنفذها وتلحق دمارا كبيرا بالنظام وعصابات الحرس الايراني في سوريا
سادسا اريد ان ارى يوما يكون فيه الصحفي العربي صادقا ولكن يبدو ان ذلك اليوم بعيد جدا
صدقت
الله لايعطيك العافية بعد تعبك على هالتحليل
انت محلل استرتيجي ام محلل بول ؟