العلماء يفسرون ماهية حلقات كوكب زحل و كيفية تشكلها
قدمت مركبة كاسيني خلال مهمتها الأخيرة حول كوكب زحل، بيانات لا تقدر بثمن، تتعلق بمتى وكيف تشكلت حلقات الكوكب المميزة.
ويقول العلماء إن أقمار زحل العديدة و”أقماره الصغرى” هي المسؤولة عن تكوين الحلقات المميزة التي تحيط به.
واعتقد العلماء في السابق، أن جاذبية الكوكب ذاته هي التي أدت إلى ظهور هذا التكوين الفريد المحيط به، لكن بيانات كاسيني الجديدة، كشفت أن التفاعل المعقد بين الجليد والغبار والأجسام الصخرية الموجودة في النظام هو الذي يقف وراء تكوين الحلقات.
وفتنت كيفية تشكل حلقات زحل ومتى كان ذلك، علماء الفلك وعلماء الكواكب منذ قرون عدة.
وتتكون الحلقات في معظمها من جزيئات الجليد المائي التي يتراوح حجمها من أصغر حبة رمل إلى أعتى الجبال الكبيرة، ويمتد نظام الحلقات إلى 282 ألف كلم من الكوكب، وعلى الرغم من عرضها الهائل، إلا أن سماكتها رقيقة جدا، حيث تبلغ نحو 10 أمتار في معظم الأماكن.
ويدرس فريق دولي، يضم خبراء من مركز ساغان لدراسة الحياة في الكون وجامعة كوين ماري في لندن، بيانات المسبار الفضائي بحثا عن أدلة حول كيفية تكوين هذه الحلقات.
ووجدوا أن بنية حلقات زحل الرئيسية، وهي عبارة عن قرص استوائي واسع من جزيئات المدار، تتشكل بتفاعلات الجاذبية مع أقمار صغيرة تدور بالقرب من الحلقات أو داخلها.
كما لاحظ العلماء أن أقمار زحل تتفاعل مع الجسيمات المحيطة بها بالطريقة نفسها التي يتشكل بها كوكب جديد.
واقترحت الدراسة أيضا حدوث عدد من الخطوط الدقيقة في الحافة الخارجية لحلقات زحل عندما ضربت مجموعة من الصخور التي تدور حول الكوكب في وقت واحد.
ووجد العلماء أن تفاعل الجزيئات المحيطة بالكوكب مع الأقمار الكبيرة يسبب اضطرابات في هذه الحلقات، وهذا ما يؤدي إلى فرق متميزة في أحجام الحلقات التي التقطتها مركبة كاسيني.
وكتب فريق العلماء: “هذه المهمة تترك إرثا غنيا من الاكتشافات التي غيرت وجهات نظرنا حول نظام زحل وكيف تتشكل النظم الشمسية، وإمكانات الحياة خارج الأرض”.
يذكر أن مركبة كاسيني أطلقت من كيب كانافيرال بولاية فلوريدا في عام 1997، ثم أمضت سبع سنوات من السفر للوصول إلى زحل، وتلتها 13 سنة من الدوران حول الكوكب، وظلت طوال تلك الفترة تتقاسم عجائب زحل وعائلته من الأقمار الجليدية مع الأرض قبل أن ينفد وقودها، بعد 20 عاما أمضتها في الفضاء و إنهاء مهمتها بالاحتراق داخل الغلاف الجوي للكوكب في 15 سبتمبر 2017، عقب إرسال جميع البيانات إلى كوكبنا. (RT)[ads3]