أخبار ألمانيا .. AksAlser.com

في تشرين الأول 2015، أول يوم دراسي لها، تدخل منال قدور، خائفةً، الفصل الدراسي للصف الحادي عشر في مدرسة “فيلهلم أولبرس” الثانوية، في حي “هيميلنغن”، بمدينة بريمن الألمانية.

حينها سألها المعلم: “ألا تريدين تقديم نفسك لنا؟”، فأجابته: “لا”، وهي في حينها لم تكن تعرف معنى كلمة “vorstellen” بالألمانية، والتي تعني تقديم النفس بالعربية.

وقالت صحيفة “فيسر كورير”، الأربعاء، بحسب ما ترجم عكس السير، إن منال قدور، كانت قبل ذلك بأشهر قليلة، الأولى في صفها في دمشق، ثم اندلعت الحرب، لتضطر إلى الفرار، وهي كانت تبلغ من العمر 16 عاماً، والبدء من الصفر في ألمانيا.

والآن، تبلغ منال من العمر 20 عامًا، وكغيرها من طلاب المرحلة النهاية من الدراسة الثانوية، البالغ عددهم 2987 طالباً وطالبةً في ولاية بريمن، قدمت الامتحنات النهائية.

والآن أيضاً، بالتشارك مع زميل لها، أصبحت الأولى في المرحلة الثانوية، بمعدل 1.6 درجة.

ولا يبدو أن الشابة نفسها تصدق الإنجاز الذي حققته، وهي التي لم تستخدم يوماً في الفصل قاموس عربي-ألماني، حيث أنها “أتقنت اللغة بمفردها”، بحسب تأكيد سوزانا نادلر، منسقة المرحلة الثانوية في مدرسة منال.

وأضافت نادلر أنه تم فحص الطالبة السورية، كغيرها من زملائها، فيما تجد معلمة الجغرافيا أنه من المدهش والمثير للإعجاب مدى سرعة تعلم منال في تحسين مهاراتها في اللغة الألمانية.

وبسؤال الصحيفة حول الكيفية التي أنجزت فيها تقدمها باللغة، Aksalser.com أجابت منال: “لقد حفزني والداي دائمًا على متابعة هدفي”، والهدف هو ذاته الذي حددت سابقاً في سوريا، وهو دراسة الطب.

وعندما وصلت منال إلى ألمانيا، نظرت على الفور إلى ما كان عليها فعله للحصول على تعليم طال انتظاره بالنسبة لها، وبدأت على الفور بتعلم اللغة، الذي “كان صعباً في البداية”، بحسب قولها.

وشاركت منال لمدة نصف عام، في دروس نظامية للمرحلة التمهيدية من المدرسة الثانوية، قبل الانتقال إلى دورة تمهيدية أخرى في عام 2016.

وبعد الدوام المدرسي، كانت منال تستمر في الدراسة لمدة أربع ساعات يومياً، وقالت حول ذلك: “الحياة تفرض على المرء أن يعمل بجد”.

وبالإضافة إلى منال، شارك طلاب من روسيا وغانا واليونان وكينيا وسوريا وأفغانستان في الدورات التمهيدية لدخول المدرسة الثانوية، كما تقول المعلمة مارتا هونهولت، التي أضافت أن الطالبة السورية كانت واحدة من ضمن 70 طالبة وطالب في الفصل، و”انتهت من الدورة، بشكل أسرع من المتوسط، ​​بعد خمسة أشهر فقط، حيث أن الطلاب غالبًا ما يحتاجون إلى حوالي سنة واحدة من وقت الإعداد قبل أن يتمكنوا من التبديل بالكامل إلى الفصل الدراسي النظامي”.

لكن منال لم تستعد بشكل كافٍ للمدرسة الثانوية، بإنجاز الدورة التمهيدية وحدها، فهي كزميل مبتدئ، أنجزب دورات لغة ألمانية أخرى، بالإضافة إلى تدريبات، على سبيل المثال حول كيفية التحدث أمام مجموعة، وفي السنوات الثلاث للتعليم الثانوي النظامي، كانت تتعلم الشابة أيضًا ثلاث ساعات في اليوم بعد الدوام في المدرسة، إلى أن أتقنت اللغة تماماً.

ووفقاً لوزارة التعليم في ولاية بريمن، Aksalser.com فإنه منذ عام 2015 اجتاز 28 مشاركاً من أصل 200 طالب وطالبة، في الدورات التمهيدية، الشهادة الثانوية، والكثير من الطلاب الآخرين لم يصلوا إلى ما وصلت إليه منال قدور.

ووفقاً لمعلمة منال في مدرسة “فيلهلم أولبرس” الثانوية، مارتا هونهولت، فإن بعض الطلاب إما أن ينقطعوا عن الدورة التمهيدية أو يتركوا المدرسة لاحقًا، وأضافت أن الظروف الصعبة للطلاب اللاجئين، مثل الطريق الطويل إلى المدرسة، والإقامة في مساكن اللاجئين الصاخبة، وعمليات البحث الطويلة عن السكن، والكثير من العقبات البيروقراطية، وتابعت بالقول: “كان لدينا مراهقون تركوا المدرسة لأنهم أرادوا كسب المال لعائلاتهم”، وبالنسبة لهؤلاء الطلاب، ترغب هونهولت في توفير خدمات استشارية أفضل حول توجهاتهم المهنية، على أن تكون بلغتهم الأم أيضاً.

ورغم الانتقادات للمرحلة الإتحضيرية بالنسبة للطلاب الأجانب، إلا أن منال قدور لا تصوغ أي انتقاد لها، بل هي تؤكد أنه يجب على الطالب أن يكون صاحب هدف ولديه الدافع.

وختمت الصحيفة بالقول إنه لسوء الحظ، لم تصل منال قدور إلى معدل الدراسة التراكمي 1.0، ما يعني عدم حصولها على مقعد جامعي لدراسة الطب، وعلى الرغم من ذلك، لا يوجد مشكلة بالنسبة لها، فهي تعرف بالفعل ثلاث طرق أخرى لكي تصبح طبيبة، بحسب قولها.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها