دراسة تحذر : النوم على الضوء قد يؤدي إلى زيادة في الوزن

يبدو أن الإبقاء على الكثير من الأضواء أثناء الغفوة، مثل التلفاز أو الإضاءة الليلية الساطعة، يرتبط بخطر زيادة الوزن والسمنة.

فقد أظهرت دراسة جديدة، نُشرت في مجلة “جاما” الطبية، أن النوم على الضوء في الغرفة أو على ضوء شاشة التلفاز يرتبط بشكل إيجابي باكتساب 5 كيلوغرامات، أو 11 رطلاً، على مدى فترة خمس سنوات بين النساء.

وقالت ديل ساندلر، كبيرة الباحثين في المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية في ولاية كارولينا الشمالية وإحدى مؤلفي الدراسة، بحسب ما ذكرت شبكة “سي إن إن”: “كانت هناك فرصة بنسبة 17٪ لكسب 5 كيلوغرامات من الوزن، وفرصة بنسبة 22٪ للوزن الزائد، وفرصة بنسبة 33٪ للبدانة”.

وفقاً لمكتبة الولايات المتحدة الوطنية للطب، فإن السمنة تعني وجود الكثير من الدهون في الجسم، والوزن الزائد يعني الزيادة في الوزن. وتعتمد كل من زيادة الوزن والسمنة على مؤشر كتلة الجسم. ولكن “السمنة” تعني عموماً أن مؤشر كتلة الجسم أعلى من ذلك بكثير.

وتضيف ساندلر: “نحن في خضم وباء السمنة في الولايات المتحدة والأشياء التي نفكر فيها عادة للوقاية من السمنة يصعب على الناس القيام بها. فإذا كانت نتائج هذه الدراسة صحيحة، فالرسالة الصحية التي يجب أن تُوجّه للعامة: من السهل جداً إطفاء الأنوار أثناء النوم.”

وشملت الدراسة تحليل بيانات 43722 امرأة تتراوح أعمارهن بين 35و74 عاماً في الولايات المتحدة. وقد تناولت معلومات عن عادات النوم لكل امرأة، مثل ما إذا كانت تنام مع إضاءة ليلية صغيرة أو على ضوء شاشة تلفزيونية، بالإضافة إلى مؤشر كتلة الجسم لديها.

ويمكن استخدام مؤشر كتلة الجسم، وهو حساب مشتق من وزن الشخص وطوله، كأداة لفحص سمنة الجسم والمخاطر المتعلقة بها. وعادة، ما يعتبر مؤشر كتلة الجسم الطبيعي أو الصحي ما بين 18.5و24.9، بينما يدل على السمنة إذا كان يبلغ 30 وما فوق.

تم تصنيف عادات النوم الخاصة بالنساء إلى أربع فئات: النوم بلا ضوء، إضاءة ليلية خفيفة في الغرفة، إضاءة خارج الغرفة وإضاءة أو تلفاز في الغرفة.

وبين النساء، وجد الباحثون أن النوم على اضاءة التلفزيون أو بظل وجود ضوء في الغرفة، كان مرتبطاً باكتساب 5 كيلوغرامات أو أكثر، وزيادة مؤشر كتلة الجسم بنسبة 10٪ على الأقل، وارتفاع خطر زيادة الوزن أو السمنة، مقارنةً بعدم التعرض إلى أي ضوء مصطنع أثناء النوم.

وكان للدراسة بعض القيود، من ضمنها أنه لوحظ وجود ارتباط فقط في البيانات، وليس علاقة سببية. فهناك حاجة إلى مزيد من البحث، لتحديد ما إذا كان النوم مع الضوء في الواقع قد يسبب زيادة الوزن.

وقالت ساندلر: “هناك قيود أخرى تتمثل بأن بياناتنا تستند إلى تقارير ذاتية كما أنه لم يتم سؤال النساء عن سبب إبقائهن الأضواء أثناء النوم.”

ومع ذلك، يبدو أن نتائج الدراسة تتماشى مع الأبحاث المنفصلة بما في ذلك دراسة واحدة، نشرت في مجلة الغدد الصماء السريرية والأيض في عام 2016، والتي ربطت زيادة التعرض للضوء في الليل مع زيادة بنسبة 10٪ في مؤشر كتلة الجسم، على مدى 10 سنوات عند كبار السن.

وقال الطبيب ناثانيل واتسون أستاذ علم الأعصاب الذي لم يشارك في الدراسة إن “الدراسة الجديدة تسلط الضوء على التوصية الشائعة التي نقدمها للناس لإزالة التلفزيونات وغيرها من التكنولوجيا من بيئة غرفة النوم، لتسهيل النوم الصحي. وكما يذكر المؤلفون، لا يمكنك أن تشير مباشرة إلى العلاقة السببية بين التعرض لضوء غرفة النوم في الليل لشخص نائم وزيادة الوزن، لكنني أعتقد أن ذلك بالتأكيد خطوة في هذا الاتجاه. كل ذلك يشير إلى أننا بحاجة إلى احترام نومنا بجعل بيئة النوم خالية من أي نوع من الضوء بشكل مثالي.”

وقال البروفيسور مالكولم فون شانتز، أستاذ علم الكرونولوجيا في جامعة ساري بالمملكة المتحدة والذي لم يشارك في الدراسة: “نعلم أن الضوء في وقت متأخر من الليل سيؤخر ساعات أجسامنا. نعلم من خلال الدراسات التجريبية التي أجريت على أشخاص بأن الضوء في الليل يؤثر على عملية الأيض لدينا بطرق تتفق مع زيادة خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي. وهذه النتائج الجديدة لن تغير النصيحة للحفاظ على صحة جيدة للنوم، وتجنب الضوء والأجهزة الإلكترونية في غرفة النوم، لكنها تضيف المزيد من القوة على هذه النصيحة.”[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها