لماذا يشتهر التاكسي باللون الأصفر و شاحنات الحرائق بالأحمر ؟

لو رأينا طائرة خضراء أو شاحنة إطفاء صفراء أو إشارات مرور زهرية اللون، نستغرب ! فما أسباب ألوان المواصلات هذه دوناً عن غيرها؟

لا نتخيل أن تكون الطائرة إلا بيضاء، ومثلها إشارات المرور بألوانها الثلاثة المعروفة.

فما أسباب ألوان المواصلات اليومية، وفق ما اورد موقع “عربي بوست”:

– لون التاكسي الأصفر

يُعتبر اللون الأصفر هو اللون الفعلي لسيارات الأجرة، على الرغم من إمكانية ظهورها بألوان مختلفة وفقاً للوائح المحلية لكل مدينة.

يرجع سبب انتشار هذا اللون بين سيارات الأجرة إلى رجل مبيعات السيارات الأمريكي جون هيرتز، الذي طور شركة Yellow Cab Company لسيارات الأجرة في شيكاغو عام 1907.

موَّل هيرتز الأبحاث لتحديد اللون الأكثر وضوحاً لسيارات الأجرة، واكتشف أن اللون الأصفر هو اللون المناسب والأكثر وضوحاً لسيارات الأجرة.

بدأت سيارة الأجرة الصفراء في الانتشار، وسرعان ما استعانت شركات سيارات الأجرة الأخرى باستراتيجية هيرتز، وبدأت في اعتماد الطلاء الأصفر.

أصبح اللون شائعاً، لدرجة أن ولايات مثل نيويورك عدلت قوانينها، لتلزم جميع سيارات الأجرة باللون الأصفر.

وأفادت دراسة جديدة صادرة عن الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، بأن اللون الأصفر لسيارات الأجرة له علاقة بمعايير الأمان.

إذ تبين أن التاكسي الأصفر أقل تعرضاً للاصطدام من الخلف بنسبة 5% مقارنة بسيارات التاكسي ذات اللون الأزرق خلال النهار.

كما تبين أن تعرض التاكسي الأصفر للتصادم من الخلف يقل بنسبة 19% عن نظيره الآخر بعد غروب الشمس، وذلك بسبب سهولة رؤية وملاحظة اللون الأصفر تحت أضواء أعمدة الإنارة الممتدة على الطرق.

– شاحنات الإطفاء حمراء.. لماذا؟

السبب في أن شاحنات الإطفاء كانت حمراء اللون غير واضح، والتفسيرات متناقضة.

النظرية الأولى تشير إلى أنها كانت تستخدم سابقاً من قِبل إدارات مكافحة الحرائق، التي تتكون من متطوعين يعملون من دون أجر وليس لديهم كثير من الأموال؛ وهو ما دفعهم إلى طلاء عربات الإطفاء باللون الأحمر، الذي كان أرخص لون طلاء في ذاك الوقت.

وتزعم نظرية ثانية متناقضة أنه في الفترة نفسها عندما كانت إدارات مكافحة الحرائق تتألف من المتطوعين من دون أجر، كانت هناك منافسة قوية بين كتائب المتطوعين في البلدات المجاورة.

لذلك كانوا يستخدمون اللون الأحمر في الطلاء من أجل التفاخر، لأنه كان لون طلاء ثميناً.

وتزعم النظرية الثالثة أن سيارات الإطفاء المبكرة كانت حمراء، لأن رجال الإطفاء أرادوا أن تكون سياراتهم مرئية وبارزة بين كل السيارات الأخرى على الطريق.

لذا اختار رجال الإطفاء اللون الأحمر، الذي كان بارزاً وفريداً، في الوقت الذي كانت فيه معظم السيارات سوداء.

ومع ذلك، فإن هذه النظرية موضع خلاف، لأن الألوان مثل الأصفر والأخضر تُقدِّم رؤية أفضل من اللون الأحمر.

– لماذا ألوان إشارات المرور أحمر وأخضر وأصفر؟

في أوائل القرن التاسع عشر، تم اختراع إشارة المرور لتنظيم حركة السكك الحديدية والقطارات.

في ذلك الوقت، كان هناك لونين فقط لإشارة المرور: الأحمر للتوقف والأبيض للذهاب. في وقت لاحق تم إضافة ضوء أخضر يعني ضرورة توخي الحذر.

سرعان ما ثبت أن الضوء الأبيض يمثل مشكلة، لأن سائقي القطارات غالباً ما أخطأوا في تمييزه بشكل دقيق، وقد يخلطون بينه وبين ضوء لنجم بعيد أو ضوء آخر.

وفي عام 1914 وقعت حادثة تسببت في سقوط العدسة الحمراء من حامل الإشارات الضوئية، وتركت اللون الأبيض خلفها؛ وهو ما تسبب في عدم تمييز السائقين الإشارات بشكل دقيق، وانتهى الأمر باصطدام قطارين أحدهما باﻵخر.

لاحظت شركات القطارات هذا الأمر، واستبدلت الضوء الأبيض بالضوء الأخضر.

لذلك كان اللون الأحمر للتوقف والأخضر للذهاب، في حين تم اختيار اللون الأصفر للانتباه وتوخي الحذر، لأنه لون مميز ومختلف عن اللونين الآخرين.

– لماذا الطائرات بيضاء اللون؟

هناك عدة أسباب لاختيار اللون الأبيض للطائرات:

السبب الأول أنه متوافر دائماً، كما أن إضافة ألوان أخرى تعني إضافة مزيد من الوزن، وهو ما يؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود.

ثانيا: يوفر الطلاء الأبيض أيضاً المال، لأنه لا يحتاج كثيراً من الصيانة مثل الألوان الأخرى.

ثالثاً: يعكس اللون الأبيض أشعة الشمس خارج الطائرة، عكس الألوان الغامقة التي تمتص الحرارة وتجعل الجزء الداخلي للطائرة أكثر سخونة.

في الوقت نفسه، يقلل اللون الأبيض من الخطر الناتج عن الإشعاع ويحمي أجزاء الطائرة المهمة مثل مخروط الأنف، الذي يحتوي على الرادار في كثير من الأحيان.

رابعاً: تسمح وظيفة الطلاء الأبيض لطواقم الصيانة باكتشاف التشققات والخدوش والتسربات بسهولة.

خامساً: يقلل من احتمال اصطدام الطيور، لأنها تستطيع رؤية الأبيض بشكل أفضل.

أخيراً: من السهل رؤية أجزاء الطائرة البيضاء على الأرض أو المحيط في حال تحطمها.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها