الرئيس الألماني : الاعتداء على الصحفيين اعتداء على الديمقراطية

خلال احتفال وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بمرور 70 عاماً على تأسيسها، أدان الرئيس الألماني، فرانك-فالتر شتاينماير، الاعتداءات التي تستهدف صحفيين وساسة، معتبراً إياها اعتداءات على الديمقراطية.

وفي الخطاب، الذي ألقاه يوم الاثنين خلال الاحتفال في برلين، ذكر شتاينماير أن كليهما صارا هدفاً للاعتداءات على نحو متزايد، وقال: “من العنف النفسي حتى محاولة الاغتيال أو حتى القتل، مثلما حدث حالياً لـ(السياسي الألماني) فالتر لوبكه – هذه هجمات على ثقافتنا السياسية والسلام الداخلي والديمقراطية”.

وأضاف شتاينماير: “سيتضح من واقعة لوبكه ما إذا كانت دولتنا ومؤسساتنا تعلمت الدروس المستفادة من اغتيالات خلية إن إس يو (اليمينية المتطرفة)”.

وذكر شتاينماير أن المعلومات الحالية تعزز الاشتباه في أن الجاني استعان بداعمين ومساعدين وأنشأ مخزن أسلحة على نحو غير مشروع، مضيفاً أن الجاني كان يتصرف على ما يبدو باحترافية عالية، وقال: “الكثير من الأمور تشير إلى أننا نتعامل هنا مع نوعية جديدة من التطرف اليميني، الذي يتعين علينا مواجهته بكل حسم وبتسخير كافة وسائل الدولة”.

ودعا شتاينماير إلى فصل واضح بين السياسة والإعلام، وقال: “الديمقراطية والإعلام يحتاجان إلى بعضهما البعض، لكن ليس بإمكانهما أن يكونا فعالين، إلا إذا حافظا على المسافة المهنية بينهما”، موضحاً أن التغطية الإعلامية والسياسة يجب أن يظلا كل في مداره بقواعد لعبته المختلفة.

وقال: “الساسة لا يجب أن يكونوا صحفيين، والعكس صحيح. فقط بهذه الطريقة تحافظ الصحافة على استقلالها، وتستفيد الديمقراطية من الرأي العام الناقد”.

وأكد شتاينماير أن استقلالية وسائل الإعلام وموضوعيتها أساس جوهري لنجاح الديمقراطية، معيداً إلى الأذهان التعهدات المؤسسة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بالموضوعية والاستقلالية في التغطية الإعلامية، مضيفاً أن هذه جزء من “التعهدات المؤسسة للجمهورية الاتحادية”، مثل حرية الصحافة.

وقال شتاينماير: “عندما نسأل اليوم، عقب سبعة عقود على دخول القانون الأساسي (الدستور) حيز التنفيذ وتأسيس وكالة الأنباء الألمانية، عن أسباب نجاح هذا الطريق الديمقراطي عقب انهيار الديكتاتورية، سنجد أن وكالة الأنباء الألمانية جزء من الإجابة… لقد ساهمت في إنجاح هذه الديمقراطية”، مضيفاً أن (د.ب.أ) تستحق الشكر على ذلك.

وتدور فعاليات الحفل، المدعو له نحو 300 ضيف، حول وضع حرية الصحافة في ألمانيا.

وتحت شعار “حرية الصحافة في خطر؟ الديمقراطية في خطر؟” تُقام ندوة في إطار فعاليات الحفل بمشاركة رئيس الاتحاد الألماني لناشري الصحف، ماتياس دوبفنر، ورئيس شبكة “إيه آر دي” الألمانية الإعلامية، أولريش فيلهليم، ورئيس تحرير القناة الثانية في التليفزيون الألماني “زد دي إف”، بيتر فري، ومديرة مكتب صحيفة “نيويورك تايمز” في ألمانيا، كاترين بينهولد، والمدير التنفيذي لوكالة الأنباء الألمانية، بيتر كروبش.

وتأسست وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في 18 آب عام 1949، وتمد الوكالة، بصفتها رائدة في السوق الإعلامي بألمانيا، وسائل الإعلام اليومية داخل وخارج البلاد والشركات والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والسلطات بعروض تحريرية، وتُصدر الوكالة أخبارها باللغات الألمانية والإنجليزية والإسبانية والعربية، ويساهم في الوكالة 180 شركة إعلامية ألمانية. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها