باحثون : السمنة عند البطن قد تزيد فرص الإصابة بالخرف

إذا كنت تعاني من الوزن الزائد، خاصة حول الوسط، فمن المحتمل أن يكون قد تقلص حجم المادة الرمادية في عقلك، وفقاً لدراسة نُشرت مؤخراً في مجلة طب الأعصاب، وتحتوي المادة الرمادية على غالبية الخلايا العصبية التي يبلغ عددها 100 مليار، بينما تمتلئ المادة البيضاء بالألياف العصبية التي تربط مناطق الدماغ.

وكتب مؤلف الدراسة مارك هامر، أستاذ التمرينات الطبية في جامعة لوبورو في إنجلترا في رسالة بالبريد الإلكتروني: “أظهرت الدراسات السابقة وجود ارتباط بين ضعف (ضمور) المادة الرمادية، وخطر الإصابة بالخرف.”

وسعت الدراسة التي نُشرت في يناير/كانون الثاني، وشملت 9652 شخصاً في منتصف العمر في المملكة المتحدة، إلى قياس مؤشر كتلة الجسم (BMI) ونسبة الخصر إلى الورك.

أما مؤشر كتلة الجسم، فهو معادلة تنطوي على وزن الشخص وطوله، وتعتبر صحية إذا كانت ما بين 18.5و24.9، بينما إذا كانت أكثر من 30، فذلك يدل على السمنة المفرطة.

وبالمثل، سُجلت نسبة الخصر إلى الورك، والنتيجة المرتفعة أي أعلى من 0.90 للرجال وأكثر من 0.85 للنساء، تعني أن الشخص مصاب بالسمنة عند الوسط، أو بطن أكبر من الوركين، وفق ما اوردت شبكة “سي إن إن”، بناءً على هذه المعايير، وجد أن واحداً من بين كل خمسة من المشاركين في الدراسة يعانون من السمنة المفرطة.

واستخدم هامر وزملاؤه أيضاً التصوير بالرنين المغناطيسي لمسح حجم المخ لدى المشاركين، وقد أخذوا في الاعتبار العمر، والنشاط البدني، والتدخين، وارتفاع ضغط الدم، وكل ما قد يؤدي إلى صغر حجم المخ.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتمتعون بأرقام عالية، في كل من مؤشر كتلة الجسم ونسبة الخصر إلى الورك، لديهم أقل حجم من المادة الرمادية. وهنا يقول هامر: “يزيد الانخفاض في حجم المخ، بخط متوازٍ مع الزيادة في حجم الدهون حول الوسط.”

كما أظهرت الدراسة عدم وجود فروقات حقيقية في حجم المادة البيضاء وارتباطها بالسمنة. ومع ذلك، ارتبط الوزن الزائد بالانكماش في مناطق معينة من الدماغ. وقال هامر: “من غير الواضح ما إذا كان الشذوذ في بنية الدماغ، يؤدي إلى السمنة أو ما إذا كانت السمنة تؤدي إلى هذه التغييرات في الدماغ.”

وفي هذا الخصوص كتبت كارا بوهون، أستاذة مساعدة في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية الطب بجامعة ستانفورد، في رسالة بالبريد الإلكتروني أن نتائج الدراسة “ليست جديدة أو مفاجئة.”

وأضافت بوهون التي لم تشارك في البحث، أن قوة الدراسة في حجمها مع “عينة تقارب الـ 10000 فرد.” وأوضحت أن الدراسات السابقة توصلت إلى استنتاجات مماثلة، ولكن مع عدد قليل من المشاركين، لذلك لم يشعر العلماء بالثقة في النتائج.

وأشارت بوهون إلى أن “أحد الاكتشافات المثيرة للاهتمام بشكل خاص هو أنه من بين الأفراد الذين يعانون من السمنة، فإن أولئك الذين لديهم نسبة أكبر من الخصر إلى الورك (علامة على تراكم الدهون حول البطن)، أظهروا كمية أقل من المادة الرمادية.”

ولفتت إلى أن هذه العلاقة بين انخفاض حجم المخ وتراكم الدهون حول البطن، يمكن أن تشير إلى أن الالتهابات وعوامل الأوعية الدموية قد تتمتع بدور كبير.

وتابعت: “لأن سبب وجود صلة بين حجم المخ والسمنة لا يزال غير واضح، فربما هناك أمر ما يسبب الاثنين. وعلى سبيل المثال، إذا كانت هناك عوامل غذائية تؤثر على حجم المخ، فإنها نفسها يمكن أن تكون سبباً مباشراً للسمنة.”

وقالت إن الأبحاث المستقبلية يجب أن تستكشف أثر الالتهاب والتغذية وصحة الأوعية لفهم الروابط المحتملة بين صحة الدماغ والسمنة بشكل أفضل. وأشارت البحوث التي أجرتها بوهون إلى أن إنقاص الوزن يمكن أن يعكس تغيرات في المخ، حيث ظهر أنه عندما فقد بعض الأشخاص من وزنهم، سواء قليلا أم كثيرا، فقد تحسن حجم المخ لديهم.

أما هامر فيقول إن بحثه سيساعد العلماء على معرفة المزيد عن مدى ارتباط السمنة بخطر الإصابة بالأمراض العصبية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها