ألمانيا : شاب يتحدث عن مرض غريب يعاني منه و يكشف كيف دفعه في إحدى المرات للصراخ ” الله اكبر ” في مطار !
يصف زيرمان، أحد المصابين بمتلازمة توريت، هذه الحالة بأنها مثل العطس، فبين الحين والآخر لا يشعر زيرمان، بالحاجة للعطس فوراً، لكنه يعلم أنه يجب أن يعطس لاحقاً.
وقالت صحيفة “تاغس شبيغل” الألمانية، بحسب ما ترجم عكس السير، إنه مع يان زيمرمان، تتلاعب المتلازمة بحباله الصوتية، فتخرج منه كلمات مثل: “قاتل!”، أو “إنسان متدن!”، أو “إخرس، أو “أحمق”، أو “وجودك غير مرغوب فيه هنا!”.
زيمرمان، البالغ من العمر 21 سنة، يعاني من متلازمة توريت، حيث إنه يسيء إلى أشخاص آخرين بإهانات، وأحيانًا بشكل جمل كاملة، كما أنه يعاني أيضاً من القراد.
من المواقف التي تعكس أعراض المتلازمة، أنه ذات مرة، كان زيمرمان يجلس على مقعد خشبي في الفناء الخلفي، بالقرب من شارع “كاستينين أليه”، في برينتسلاوربيرغ، في شهر حزيران الماضي، وفجأة صرخ في وجه أحد الأشخاص “أنت قبيح!”.
بجانبه (تيم ليمان 20 عامًا)، صديقه المقرب، وقد عرف الاثنان بعضهما البعض منذ الصف السادس، في ذلك الوقت لم يكن زيمرمان يتلفظ بأي إهانات في كلامه، حيث بدأ في إطلاق الإهانات فقط قبل عامين.
في بداية العام، قرر الصديقان نشر مشاكل زيمرمان على موقع يوتيوب، والتكلم عن التشنجات اللاإرادية التي تحدث ليان، وأسبابها، وتأثيرها على الحياة اليومية له.
سموا قناتهم “عاصفة رعدية في الرأس”، في شباط، قاموا بنشر الفيديو الأول، والآن لديهم 1.3 مليون مشترك.
في الواقع، يعيش الصديقان في بون، لكنهم يأتون كثيراً إلى برلين.
في كل مرة يطلق فيها يان أي إهانة، يبدو الأمر كما لو أنه يعاني من التشنج لفترة وجيزة، حيث يتذبذب رأسه وعيناه، وتتوقف ذراعه وصوته يعلوا، لكن في الواقع، هذا لا يؤثر عليه جسديًا، كما يقول زيمرمان، ولا يؤذيه.
وصّف اختصاصي الأعصاب الفرنسي، جورج جيل دو لا، متلازمة توريت منذ 130 عامًا، فما يحدث في دماغ المريض، غير معرف بالضبط حتى اليوم، حيث تتأثر ما تسمى بالعقد القاعدية أسفل القشرة الدماغية.
عدد الأشخاص المصابين بمرض توريت غير واضح أيضًا، وتتراوح التقديرات حوالي 500 ألف في ألمانيا، معظمهم يعانون من حركات لا إرادية، مثل الوخز، والبعض الآخر يصدر ضوضاء بشكل لا إرادي، أو بعض أصوات الحيوانات.
يقول البعض إن كل ما يحدث من يان هو عن قصد، وأنه ليس بمريض أو شيء من هذا القبيل، حيث يتهمونه بأنه يريد أن يصبح مشهوراً.
من المواقف التي حدثت ليان بسبب المتلازمة، مثلاً في الانتخابات الأوروبية مؤخرًا، وقف زيمرمان في بون، في مركز الاقتراع، وصرخ: “لقد انتخبت NSDAP”، أو عندما دخل بنكًا، قال “ارفعوا أيديكم هذا سطو”!، وأحيانًا يخفي يده في جيب معطفه، ويشكل أصابعه كما لو كان مسدسًا مرسومًا تحت الملابس.
حتى أن السفر صعب بالنسبة له، فعند التفتيش في المطار ذات مرة، قال يان “الله أكبر”، مما أدى لإطلاق نظام إنذار المتفجرات.
كل ثلاثة أشهر، يذهب يان بسيارته إلى بون، ويزور طبيب الأعصاب.
لا توجد أدوية مصممة خصيصاً لمتلازمة توريت، لكن أدوية الأمراض الأخرى تساعد أيضًا بعض مرضى توريت.
لا يأمل زيمرمان أن يتم تطوير عقار قريبًا يشفيه تماماً من جميع أعراض المتلازمة، نظرًا لأن المتلازمة نفسها لا تشكل تهديداً على الحياة.
هناك أيضًا أشخاص يقدمون النصح للصديقين، حيث يقولون إنه يتعين على زيمرمان وليمان الاستفادة من نجاحهم على موقع يوتيوب، بشكل أفضل تجاريًا، ويكسبون المال من خلال مقاطعهم.[ads3]