ألمانيا : يجب تنظيم استقبال اللاجئين و توزيعهم قبل إطلاق مهمة إغاثة بحرية
أكدت الحكومة الألمانية أنها تعتبر أنه ليس مجديًا القيام بمهمة إغاثة بحرية حكومية حاليًا في البحر المتوسط.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، الاثنين، أنه من الضروري أولًا تنظيم مسألة استقبال مهاجرين وتوزيعهم بصورة مستمرة.
ولكنه أقر في الوقت ذاته، قائلاً: “هناك ثغرة في الإغاثة البحرية”، وأكد أنه لا يمكن سد هذه الثغرة إلا “إذا توافر ميناء يمكن للسفن الدخول إليه”.
يشار إلى أنه لم يعد هناك حاليا مهمة إغاثة بحرية حكومية، منذ تعليق الاتحاد الأوروبي عمليات الإغاثة لمهاجرين في البحر في آذار الماضي، بسبب خلاف مع إيطاليا حول استقبال الأشخاص الذين يتم إنقاذهم في إطار مهمة “صوفيا”، التي كان من شأنها مكافحة مهربي البشر في البحر المتوسط وكذلك إنقاذ لاجئين من الغرق.
يذكر أن المشكلة تصاعدت مطلع الأسبوع الجاري، بعدما ظلت عدة سفن على متنها مهاجرون تم إنقاذهم تبحث عن ميناء آمن ترسو فيه، كما كان هناك حالة دبلوماسية من الشد والجذب بصورة متكررة خلال الأشهر الماضية، بسبب المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من البحر المتوسط، وتطورت الأوضاع مؤخراً إلى حدوث خلاف بصورة متكررة؛ لأن إيطاليا ومالطا تمنع سفن إغاثة تابعة لمنظمات خاصة من الدخول إلى موانئها.
ولم توافق مالطا مثلاً على دخول السفن إلى موانئها إلا بعد تعهد دول أخرى بالاتحاد الأوروبي باستقبال المهاجرين الذين على متن هذه السفن، ولكن يظل الأمر مقتصراً على اتفاقات فردية، وليس هناك آلية دائمة حتى الآن.
ومن جانبها أكدت وزارة الداخلية الألمانية، الاثنين، أنها لم تتخل عن الأمل فيما يتعلق بالتوصل إلى آلية توزيع شامل للاجئين على مستوى الاتحاد الأوروبي.
وجاء ذلك كرد فعل على تصريحات وزير الدولة الألماني لشؤون أوروبا، ميشائل روت، الذي اعتبر التوصل لحل مشترك بين جميع دول الاتحاد الأوروبي بشأن التعامل مع المهاجرين الذين يتم إنقاذهم بالبحر المتوسط، أمراً غير واقعي.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الاتحادية، الاثنين: “نستمر في الحث بشكل مكثف على أن يكون هناك آلية توزيع ثابتة كي يتسنى للسفن (التي تقل لاجئين على متنها) التوجه على الفور إلى الميناء الآمن الأقرب”.
وكان روت قال لبرنامج “مورغن ماغازين” الإخباري بالقناة الأولى الألمانية (إيه أر دي)، صباح الاثنين: “تخليت عن الأمل بأنه يمكننا الاتفاق بصفتنا الاتحاد الأوروبي على آلية توزيع مناسبة”، واستدرك قائلاً: “ولكننا نعمل منذ شهور على أن يكون هناك تحالف من الدول التي تعتزم استقبال لاجئين”.
ولكنه أشار إلى أن النقطة المحورية، التي تتمثل دائماً في وجود ميناء آمن، وقال: “ولا يمكننا وضعها (وضع هذه النقطة) في ألمانيا، يعني ذلك أن دولاً أخرى مثل إيطاليا أو مالطا أو غيرها ستكون موضع طلب”، موضحاً أنه من الممكن أن يتم العرض على هذه الدول أن تقوم بتوزيع اللاجئين بسرعة كبيرة.
وأضاف أنه يمكن على المدى الطويل رؤية “أننا نوفر هناك مراكز بشكل مناسب، يتم بها رعاية اللاجئين جيداً واستقبالهم وإتمام الإجراءات… ولكننا بحاجة أيضاً لحلول أوروبية مشتركة، لا يمكننا تحمل ذلك بمفردنا”.
تجدر الإشارة إلى أنه وفقا لما يسمى بقواعد دبلن، تعد أول دولة يصل إليها اللاجئ بالاتحاد الأوروبي، هي المسؤولة عن إجراءات اللجوء الخاصة به.
ومنذ أعوام لم يتسن للاتحاد الأوروبي الاتفاق على حصة ملزمة بشأن توزيع اللاجئين على جميع الدول الأعضاء به، وهناك كثير من دول الاتحاد الشرقية تعارض ذلك بصرامة. (DPA)[ads3]