علبة ” بازلاء ” تحول زوجين أمريكيين إلى ثريين !
صار زوجان محظوظان مليونيرين بين عشية وضحاها، بعد أن انطلقا في رحلةٍ إلى المتجر لشراء علبة بازلاء طرية بأمريكا.
إذ كانت صوفي ريتشاردز (26 عاماً) تطبخ وجبة عشاءٍ مشوية لعائلتها، داخل منزلها بمدينة سوانسي في مايو/أيار من العام الماضي، حين اشتهت شيئاً ما، حسب تقرير صحيفة “ميرور” البريطانية.
ولكنَّها أدركت أنَّ خزانتها خاليةٌ من العلب التي تبحث عنها، فأرسلت إلى زوجها ويليام (33 عاماً) رسالةً ليشتري بعض العلب في طريق عودته إلى المنزل.
وفي نزوةٍ عابرة، اتَّخذ الزوج قراراً بشراء خمسة تذاكر يانصيب صندوق الحظ في آخر لحظاته داخل المتجر، ولم تخطر في مخيلة الزوجين أنَّ بحوزتهما الأرقام التي ستجني لهما بسهولة مليوناً وربع مليون دولار، بحسب موقع “والس أونلاين” البريطاني.
ويقول الزوجان إنَّ حياتهما تغيَّرت جذرياً منذ فوزهما بهذه الجائزة غير المتوقعة، وفي الأيام التالية لوصول الجائزة إلى حسابهما البنكي، قرَّرا تسديد كامل قيمة الرهن العقاري المفروض على المنزل الذي اشترياه لنفسيهما وأطفالهما الثلاثة.
وقال ويليام: «أتذكَّر وقوفي أمام الشباك، والموظف الذي نظر إليَّ حين قلت إنَّني سأُسدِّد القيمة كاملة. فاتصل بمديره حينها».
واستطاع الزوجان الحصول على إجازةٍ مُستحقة، بعد أن اعتادا العمل على مدار الساعة سابقاً لضمان ازدهار تجارتهما لبيع الألعاب عبر الإنترنت.
وحلمت صوفيا وويليام كثيراً بيومٍ يتسنى لهما فيه اصطحاب عائلتهما المُكوَّنة من خمسة أفراد إلى مُتنزه Disney World بولاية فلوريدا.
لكنَّهما قررا اللجوء إلى الادخار، لأنَّ الرحلة مُكلِّفة، والذهاب لاحقاً حين يكبُر الأولاد قليلاً. فهي رحلةٌ يحصل عليها المرء مرةً واحدة في العمر، ولم يرغبا في إهدارها.
رحلات وهدايا لأحبائهما
وقد حجزا الآن رحلتهما لزيارة فلوريدا في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بل يُخطِّطان للذهاب مرةً أخرى بعد عدة سنواتٍ من الآن.
وقالت صوفيا: «أُحِبُّ أميرات ديزني وما إلى ذلك بالتأكيد. ومع هذا الفوز، نستطيع الإقامة في أيّ فندقٍ نُريده، ونستطيع حجز كثير من الرفاهيات التي لم نكُن لنُفكِّر بها في السابق. هذا هو الأمر الثاني الذي فعلناه».
علاوة على ذلك، تمكَّن الزوجان من اصطحاب أحبائهما معهما، ومنهم جينيفر ريتشاردز، جدة صوفيا التي تبلغ من العمر 72 عاماً.
وأضافت صوفيا: «كان من اللطيف أن نتمكن من دفع تكاليف سفرهم. إذ ستُساعدنا الجدة في الاعتناء بالأطفال، لنتمكَّن نحن أيضاً من الاستمتاع. ولم يكن أخي ليتمكَّن من تحمُّل تكاليف هذه الرحلة أيضاً».
بعد أسابيع قليلة من الفوز، اكتشفت صوفيا أنَّها حامل بابنهما الرابع، وهو ما شجَّعهما على عقد صفقتهما الكبيرة الثالثة: شراء سيارة Range Rover سوداء بسبعة مقاعد، وفق ما اورد موقع “عربي بوست”، إذ قالت صوفيا: «تُمثِّل هذه السيارة رفاهيةً عملية. وليست هنالك سيارةٌ جيدة بسبعة مقاعد في السوق؛ لذا فمن الرائع الحصول عليها دون الحاجة للقلق حيال التكلفة».
واشتريا في تلك الأثناء أيضاً سيارةً جديدة لشقيق صوفيا الأصغر، وفاجآ الجدة جينيفر بشراء مطبخٍ مُصنَّعٍ خصوصاً لها.
لكن جينيفر تقول إنَّ هذه المشتريات كافة مجرد أشياء. فقد رأت أنَّ تأثير المال كان أكثر عمقاً على الزوجين، إذ تقول مُساعِدة التمريض المتقاعدة: «أصبح ويل شخصاً مختلفاً. لقد استغرقا بعض الوقت حتى يهدئا بعد فوزهما. لكنَّه أصبح قادراً على أخذ عُطلةٍ الآن، بعد أن كان لا يستطيع الاسترخاء لحظاتٍ في السابق».
وهذا يعنى أنَّه استطاع إغلاق تجارته الإلكترونية خلال عطلة الكريسماس وبداية العام الجديد، وأنَّه لم يهرع عائداً إلى العمل حين وُلِدت ابنته الثالثة في الـ10 من يناير/كانون الثاني.
وقال ويليام: «أستطيع الاسترخاء وقضاء مزيد من الوقت إلى جوار صوفيا. لقد ساعدنا المال في هذا الأمر كثيراً».
وأضافت صوفيا: «يُدرِكُ الأطفال أنَّنا ربحنا شيئاً؛ لكنَّهم لا يُدركون معنى ذلك تماماً. ولاحظوا بالتأكِّيد أنَّ عطلة الكريسماس في عام 2018 كانت أكثر بذخاً مُقارنةً بالعام السابق، مع رحلات تسوُّقٍ إلى لندن وإلى مركز Bullring للتسوُّق في برمنغهام. ولم نشتر كميات كبيرة، بل كانت المشتريات أغلى ثمناً فقط. إذ اشترينا أشياءً مثل المجوهرات، أو الحقائب النسائية الباهظة، أو الأحذية الجميلة».
إلى جانب ذلك، أُتيح لهم عددٌ أكبر قليلاً من الرحلات إلى فندقٍ بمنتجعٍ صحي جميل، مُقارنةً بالسابق، وتمكَّن ابنهم (ست سنوات) المولع بكرة القدم من الخروج إلى الملعب مُرتدياً تعويذة الحظ الخاصة بفريقه المفضل، سوانزي سيتي.
ويحلم ويليام بالدفع ليُمثِّل ابنه تعويذة الحظ في يوم مباراة سوانزي مع كارديف، إذ يقول إنَّها «ستكون مباراة العمر».
وقالت صوفيا إنَّ الأمور أصبحت أشبه بالدوامة منذ اللحظة التي وصل المال فيها إلى حسابهما البنكي قبل 12 شهراً.
ففي صباح يوم الإثنين، حين كانا على وشك استقبال مبلغهما الكبير، استيقظت صوفيا مبكراً وسجَّلت الدخول إلى حسابهما الإلكتروني لمشاهدة مبلغ المليون جنيه إسترليني (1.25 مليون دولار) وهي تُضاف إلى الحساب. وقالت ضاحكةً: «أخذت لقطةً للشاشة وأرسلتها إلى ويل. بعدها ذهبنا إلى البنك، وتسلمنا بياناً مطبوعاً يليق بالحدث، وما نزال نحتفظ به في المنزل».
وفي الأسبوع التالي للفوز، اجتمعت شركة اليانصيب الوطنية الإنجليزية Camelot Group مع الزوجين برفقة محامٍ، لمُساعدتهما على وضع الأمور في نصابها، وتعريفهما بأشياءٍ مثل كتابة الوصية. وما يزال الشطر الأعظم من المبلغ المالي سليماً على أيّ حال، وفي انتظار مَن يُنفقه.
وقالت صوفيا: «كبر الأولاد، وأصبح الرضيع ينام بشكلٍ أفضل. أصبحنا قادرين على إيجاد طريقنا أخيراً. وبدأنا في البحث عن طُرقٍ لاستثمار أموالنا، لأنَّنا صغارٌ وأمامنا مُتسعٌ كبير من الوقت لإنفاق هذا المال. ويُمكِنُنا أن نسترخي بهذا الشكل ما تبقَّى من حياتنا».
ما هي خطتهما؟
وأضاف الزوجان أنَّ العقارات هي أهم ما سيشتريانه، مع خُططٍ لشراء منزلٍ لكلٍ من أولادهم الأربعة.
إذ قال ويليام: «سنطرح تلك المنازل للإيجار حتى يصل الأولاد إلى سن الـ18. استغرقنا ثلاث سنوات لنتمكَّن من صعود سُلَّم العقارات، إذ قضينا ثلاث سنوات في استئجار المنازل، لذا سيكون من الرائع أن نُنهي هذا الأمر. وسنشتري منزلاً واحداً في البداية على الأرجح، لنستكشف الأوضاع».
ولا شكَّ في أنَّ الأموال غيَّرت حياتهما إلى الأفضل، ولكن صوفيا قالت إنَّهما حافظا على عقلانيتهما. إذ أوضحت: «لا يُشبه الأمر الفوز بيانصيب اليورومليونز، التي تُعَدُّ جائزةً أعلى قيمةً بفارقٍ كبير. ونحن مُلزمون بالحفاظ على العقلانية رغم أنَّ الجائزة غيَّرت حياتنا، لأنَّ لدينا أربعة أطفال، ولأنَّ أسعار المنازل على هذا الحال، وبسبب تكلفة الأشياء المُرتفعة».
وقالت صوفيا إنَّها قررت إعداد وجبة عشاءٍ مشوية في تلك الظهيرة المصيرية خلال شهر مايو/أيار، وأوضحت أنَّها نادراً ما كانت تُعِدُّ تلك الوجبة، لكنَّها كانت تشتهي البازلاء الطرية «المناسبة».
واسترجعت صوفيا ذكرياتها، قائلةً: «أمضيت أسابيع طويلة وأنا أتمنى تناول البازلاء الطرية، لكنَّني لم أجد أياً منها في الخزانة حين قررت إعدادها على العشاء في النهاية، رغم أنَّها كانت السبب الوحيد لإعداد العشاء من البداية».
وأضاف ويليام: «والآن، أشتري تذكرة (يانصيب) حين أكون في مكانٍ لا يُفترض بي زيارته، أو لم أُخطِّط للذهاب إليه. كان الناس يُرسلون إليَّ برسائل يقولون فيها إنَّهم اشتروا علبة بازلاء، لأنَّهم شعروا بلحظة حظ، لكن الأمر لا يتعلق بالبازلاء، بل بتذكرة صندوق الحظ التي اشتريتها ارتجالاً في أثناء وجودي هناك».[ads3]