فاينينشال تايمز : ألمانيا أحدث ساحة في أوروبا لحروب دراجات السكوتر

نصف شركات دراجات السكوتر الكهربائية في باريس تقريبا أوقفت عمليات التصنيع أو قلصتها في الأسبوع الماضي، بعد أن تعهدت عمدة العاصمة الفرنسية بقمع “الفوضى” الناجمة عن الانتشار المفاجئ لآلاف المركبات الجديدة ذات العجلتين في شوارعها.

في الوقت ذاته، يسارع عديد من الشركات الناشئة المماثلة إلى افتتاح فروع في مختلف المدن الألمانية، بعد أن أجاز أكبر اقتصاد في أوروبا استخدام هذا النوع من المركبات في الشهر الماضي.

قال بوريس ميترمولر، المؤسس المشارك وكبير مسؤولي التشغيل في “سيرك” Circ، إحدى أوائل الشركات التي بدأت أعمالها هناك: “ألمانيا مولعة بدراجات السكوتر”. وأضاف: “الطقس رائع. لدينا حماس كبير بالفعل. حتى نحن مندهشون”.

الشركات الناشئة الأوروبية في مجال دراجات السكوتر التي تشمل “سيرك” و”فوي” Voi و”تاير” Tier، تنافس نظيرتيها الأمريكيتين “لايم” Lime و”بيرد” Bird لتثبت نفسها في ألمانيا. وتفرض متطلبات محددة للمركبات، مثل الفرامل المزدوجة وحاملات لوحات ترخيص المركبات، على الشركات الناشئة تصميم وتصنيع نماذج جديدة خاصة للسوق الألمانية.

قال مكسيم رومين، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لـ”دوت” Dott: “إنها الحرب التالية – باريس القادمة الآن هي ألمانيا”. وأضاف: “يركز الجميع عليها”.

يؤجج ذلك الأمر حملة جديدة لجمع الأموال في سوق أوروبية مزدحمة بالفعل بخيارات النقل. بعد إعلان “دوت” التي تتخذ من أمستردام مقرا لها عن جولة جمعت خلالها 30 مليون يورو يوم الجمعة، قال مديرون تنفيذيون في كل من “سيرك” – المعروفة سابقا باسم فلاش -، و”فوي” إنهم يناقشون المستثمرين كذلك بشأن جمع رأس مال جديد.

ولاحظ ميترمولر أن “عام 2019 يعد عاما مهما للغاية بالنسبة لشركات النقل الصغيرة في أوروبا، خصوصا مع انفتاح ألمانيا الآن”. وقال: “من الواضح أنه سيتعين علينا جمع مزيد من رأس المال”.
سجل الشركات الناشئة في باريس، التي سرعان ما أصبحت أحد أكبر أسواق دراجات السكوتر في العالم، سيكون ضروريا لإقناع المستثمرين بإعادة فتح دفاتر الشيكات الخاصة بهم. وتم بالفعل ضخ أكثر من 1.5 مليار دولار في مشاريع دراجات السكوتر في جميع أنحاء العالم، بعد أكثر بقليل من عامين من طرح مفهوم النقل الجديد.

بعد مرور عام منذ أن أصبحت “لايم” التي يوجد مقرها في وادي السيليكون أول شركة دراجات سكوتر تفتتح فرعا في باريس، أصبحت المدينة وسكانها فأرا تجارب بصورة غير متعمدة لعشرات من مشاريع دراجات السكوتر المختلفة. تشير بعض التقديرات إلى أن أكثر من 20 ألف دراجة سكوتر كانت متاحة في جميع أنحاء باريس خلال الأشهر الأخيرة ـ بعد تراجع خلال الشتاء، عاد النمو مع حلول فصل الربيع.

قال رومين: “كانت السوق الأكثر تنافسية، حتى وقت قريب – كان الجميع هناك”. وأضاف: “إنها سوق صعبة للغاية. إنها مدينة كبيرة بالفعل، لذا من الصعب إداراتها من الناحية التشغيلية. لديكم بالتأكيد كثير من التخريب أو السرقة”.

على الرغم من إثبات باريس في البداية أنها صفقة رابحة لمشغلي دراجات السكوتر، اضطر مسؤولو المدينة إلى التخلي عن موقفهم الأصلي المتعلق بالحرية الاقتصادية بعد شكاوى من بعض السكان.
قالت عمدة باريس، آن هيدالجو، الشهر الماضي: “الوضع ليس بعيدا عن الفوضى ومن الصعب جدا لمدينة مثل مدينتنا إدارة هذه الخدمة”.

مشغلو دراجات السكوتر يرون أن مركباتهم يمكن أن تساعد في تخفيف الازدحام والتلوث في المدن، حيث يبحث كثيرون عن وسائل تحد من استخدام السيارات في مناطق وسط المدينة. لكنهم يعترفون بأن باريس كانت تجربة صعبة للغاية فيما يخص مستقبل النقل.

قال فريدريك هيلم، الرئيس التنفيذي لشركة فوي: “من الرائع أن نرى مدى سرعة تغير المدينة، لكنكم ترون كثيرا من نقاط الألم كذلك”. وأضاف: “هناك العديد من الشركات غير الاحترافية التي تحاول خوض التجربة لعلها يحالفها الحظ. نتفهم غضب الناس”.
وأوضح أن شركة فوي “أوقفت” عملياتها في باريس بشكل مؤقت، وفي الوقت نفسه تعمل على تحديث أسطولها، مع خطط للعودة إلى طاقتها الإنتاجية الكاملة “في غضون بضعة أسابيع”.

وقالت “تاير” إنها سحبت دراجات السكوتر الخاصة بها من شوارع باريس قبل أن تعود في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع بطراز دراجة سكوتر جديد. الشركات المشغلة الصغيرة “بولت” Bolt و”ويند” Wind و”يوفو” Ufo اختفت إلى حد كبير من شوارع باريس خلال الأسبوع الماضي، في حين أن “بي موبيليتي” B Mobility المدعومة من “يوسين بولت” Usain Bolt لديها 65 سكوتر فقط.

بحسب ميترمولر “أنت بحاجة إلى أسطول بحجم كبير لكي تكون لك مكانة في باريس”. وأضاف: “يتطلب ذلك رأسمال وتكاليف تشغيلية، لذلك من المحتمل ألا يكون لدى اللاعبين الأصغر فرصة في باريس”.
وتنبأ وين تينج، الرئيس العام للعمليات والتخطيط الاستراتيجي في “لايم”، بأن عام 2019 سيكون “عاما توضيحيا” لشركات دراجات السكوتر.

مع فتح أسواق جديدة، مثل ألمانيا، ترتفع تكاليف رأس المال، لكن المستثمرين أصبحوا كذلك أكثر حذرا. أثبت عدد قليل من شركات التشغيل التي تؤجر دراجات السكوتر أن التبني المبكر القوي من المستهلكين يمكن تحويله إلى عمل مستدام طويل الأجل.
قال رومين: “لقد بدأتم ترون كثيرا من المخاطر المرتبطة بالمشهد التنافسي”. وأضاف: “لذلك يريد عدد من المستثمرين التريث قليلا ومعرفة ما إذا كان بإمكان الشركات الناشئة أن تبني شيئا ما ينمو بصورة مربحة وما إذا كانت إحدى الشركات ستربح بشكل واضح”.

كان أحد المستثمرين في هذه الصناعة صريحا جدا بشأن التحديات التي ستواجه السوق الأوروبية المكتظة بدراجات السكوتر: “من المحتمل أن نرى مزيدا من الشركات تخرج من السوق مع نهاية هذا العام”.

تيم برادشو – فاينينشال تايمز / الاقتصادية[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها