” تأشيرة الترفيه ” .. ملاذ الحجاج و المعتمرين للتخلص من تعقيدات السعودية

أقدم عديد من المسلمين الأجانب على حجز تذاكر سفر إلى المملكة العربية السعودية لتأدية مناسك الحج، لكن بتأشيرات دخول تمنحها سلطات المملكة حصراً للزوار الذين يريدون المشاركة في حفلات هيئة الترفيه.

وبدلاً من أن يتابع هؤلاء الحفلات الموسيقية توجهوا إلى أداء مناسك الحج والعمرة، لكون الحصول على تأشيرة لحضور الفعاليات الفنية والترفيهية بات أسهل وأسرع بكثير من الحصول على تأشيرات أخرى.

وتداولت صحف عربية وخليجية وكذلك ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأنباء بشكل لافت، مبدين استغرابهم من إجراءات السلطات السعودية التي تستمر أكثر من أسبوعين لاستخراج فيزا الحج، في حين تستغرق أقل من 24 ساعة لتأشيرة الفعاليات والحفلات التي تقيمها هيئة الترفيه التي يرأسها تركي آل الشيخ مستشار ولي العهد محمد بن سلمان.

ونشاطات الهيئة، ضمن برامج وخطط ولي العهد التي تهدف إلى تحديث المملكة اقتصادياً وثقافياً ودينياً، حيث يهدف من ورائها إلى تذليل العقبات أمام تحوُّل أرض الحرمين الشريفين إلى ساحة مفتوحة ومتعددة الثقافات، حيث أقيمت بالفعل عديد من المهرجانات الموسيقية الصاخبة والغنائية والفعاليات الفنية والثقافية وسباقات السيارات ومصارعة الثيران، بحسب ما ذكرته صحيفة “الشرق” القطرية اليوم السبت.

وتُرافق الفعاليات والحفلات التي تقيمها هيئة الترفيه حزمةٌ من التسهيلات التي تشمل تأشيرات دخول المملكة، والتي تهدف إلى إظهار السعودية بصورة الدولة المنفتحة على الثقافة والفنون والموسيقى، وفق ما ذكرته صحيفة “أم القرى” المحلية في مارس الماضي، لكن في المقابل ينتظر المتقدم للحصول على تأشيرة حج أو عمرة أكثر من أسبوعين، رغم أن الجهة التي تصدر التأشيرات واحدة.

ووفق ما اوردت “الخليج أونلاين”، يرى بعض المتابعين والمغردين على مواقع التواصل الاجتماعي أن هذا التناقض قد يشكل صدمة وإحراجاً للمملكة وهيئة الترفيه التي يرعاها مستشار بن سلمان.

ويتطلب الحصول على التأشيرة إثبات حضور الفعالية بشراء التذكرة المخصصة لها، مقابل إصدار التأشيرة خلال مدةٍ أقصاها 24 ساعة، وأحياناً يتطلب الحصول على تأشيرة لحضور سباق للسيارات دقائق معدودة.

وطرحت شركات السياحة تأشيرة للحج تسمى تأشيرة زيارة فعالية، وصلاحيتها شهر واحد، ومن شروطها حجز تذكرة حفلة بمهرجان في جدة بـ400 ريال، وميزتها النزول في مطار جدة بخلاف التأشيرات التجارية وتباع أرخص من تأشيرات الحج العادية.

وما يميز تأشيرة الحفلات، أنها خالية من الأعباء التي يتحملها الراغب في تكرار أداء العمرة أو فريضة الحج، برفع الرسوم تصاعدياً، حيث قررت السعودية مؤخراً تعديل رسم التأشيرة للدخول المتكرر.

وفي سبتمبر الماضي، أعلنت الهيئة العامة للرياضة بالسعودية أن المملكة ستمنح للمرة الأولى تأشيرات لحضور الأحداث الرياضية، مثل “فورميلا إي الدرعية”، موضحة أن الحصول عليها يستغرق دقائق معدودة.

ووفق وكالة الأنباء السعودية، فقد تقرر أن يكون رسم تأشيرة الدخول لمرة واحدة 2000 ريال سعودي، أي ما يعادل 533.3 دولاراً أمريكياً، على أن تتحمل الدولة هذا الرسم عن القادم أول مرّة لأداء الحج أو العمرة.

وعدَّل مجلس الوزراء رسم تأشيرة الدخول المتعدد إلى 3000 ريال سعودي (نحو 800 دولار) لستة أشهر، وإلى 5000 ريال (1333 دولاراً) لمدة سنة، وإلى 8000 ريال (2133 دولاراً) لمدة سنتين.

ويرى كثيرون أن “رؤية 2030″، التي أطلقتها السعودية في أبريل 2016، أصبحت وبالاً على ملايين من المسلمين حول العالم؛ إذ إن بين خططها فرض رسوم عالية على زوار الأراضي المقدسة؛ وهو ما أثار سخطاً واسعاً.

وتعوّل السعودية على رفع رسوم التأشيرات، لزيادة إيرادات ميزانيتها، بعد تراجعها بسبب هبوط أسعار النفط الذي يعد المورد الأساسي للمملكة، وتكبُّدها في السنوات الماضية خسائر في الجانب الاقتصادي نتيجة ذلك، وفي ظل الضغوط الاقتصادية لجأت السعودية إلى الاقتراض من الخارج، فضلاً عن السحب من احتياطاتها النقدية.

وقاد بن سلمان تغييرات كبيرة منذ صعود نجمه في يونيو 2017، من بينها الانفتاح في وسائل الترفيه والفنون، وإسقاط قوانين كانت مفروضة على المرأة السعودية.

لكن قرار فرض رسوم على المعتمرين أكثر قسوة، بحسب المتضررين منه، لكونه يحرم كثيرين من تكرار زيارة المقدسات الإسلامية بالسعودية.

وكان بن سلمان تحدث عن هذه الرسوم في حوار متلفز، في مايو الماضي، قائلاً إن سلطات المملكة كانت تفرض من قبلُ 50 ريالاً سعودياً رسماً على كل تأشيرة عمرة أو حج، وحتى بالنسبة للقادمين أول مرة.

وأضاف: “هذا القرار لا يستهدف تأشيرات العمرة والحج فقط، بل كل أنواع تأشيرات الدخول”، مشيراً إلى أن “مصاريف الحج الأول والعمرة الأولى لكل مسلم تتكفل بها حكومة المملكة ولا يدفع الحاج أو المعتمر أي مقابل، في حين سيدفع الرسم خلال أدائه هذه النسك ثاني وثالث مرة”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها