” لماذا لا يعود إلا القليل من اللاجئين السوريين إلى وطنهم ؟ ” .. قناة ألمانية تنقل واقع حال سوريين عادوا إلى ” مدن الأشباح “
عرض موقع “تاغس شاو“، التابع للقناة الألمانية الأولى “آ إر دي”، واقع حال سوريين، عادوا إلى بلدهم، وطرح الأسباب التي تمنع الكثير من العودة.
وقال الموقع، الاثنين، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الحرب تبدو بأنها قد انتهت في أجزاء كثيرة من سوريا، إلا أن العودة إليها ما تزال محفوفة بالمخاطر بالنسبة للاجئين.
وسلط الموقع الضوء على امرأة سورية تدعى إيمان، عادت إلى منزلها في سوريا، وبعد قضائها سنوات عند أصدقائها وأقاربها، عبرت المرأة عن سعادتها بالعودة إلى منزلها، أو بالأحرى، ما تبقى من منزلها.
وتعيش إيمان مرةً أخرى في حي الخالدية بحمص، وهو شبه مدمر بالكامل، وما يزال في جدران منزلها الصغير فجوات ضخمة، نتيجةً للقصف.
تقول إيمان: “على الرغم من الدمار، فأنا أشعر بأنني بخير.. أتمنى فقط أن يعود جميع الناس إلى منازلهم، هذا كل ما أتمناه”.
وعلق الموقع بالقول إن العودة يبدو بأنها لن تحدث قريبًا.
وتلعب منى، ابنة إيمان، بين الركام الهائل في حي الخالدية، الذي يشبه مدينة أشباح، وحيث لا يوجد أثر هناك لإعادة إعمار.
منذ حوالي ثلاث سنوات، استعادت قوات بشار الأسد سيطرتها على المدينة، لكن عائلتين فقط عادتا إلى الخالدية منذ ذلك الحين، وعائلة إيمان إحداهما.
وزوج إيمان يعمل لحساب الدولة السورية، وبالراتب الذي يتلقاه، تستطيع أسرته البقاء واقفةً على قدميها، على حد تعبير “تاغس شاو”.
وتقول إيمان، بحسب ما ترجم عكس السير، إنها تشعر بالأمان في حيها، مضيفةً: “لقد عدنا إلى منزلنا لأنه ببساطة منزلنا، هل هناك أي شيء أفضل من أن يمتلك المرء منزلاً؟.. سابقاً كان يتوفر لدينا الماء والكهرباء بشكل مستمر، وقد عدنا إلى المنزل، منذ أن أعادت الدولة خدمتي المياه والكهرباء”.
ولم يغفل الموقع الإشارة إلى أن لقاء مراسله مع إيمان كان برفقة موظف من وزارة الإعلام السورية (وهو عنصر مخابرات غالباً)، حيث أن مرافقته إلزامية للصحفيين الأجانب في سوريا، بغض النظر عن البلد القادمين منه.
وذكر الموقع أن الكثير من المناطق الأخرى في سوريا تم تدميرها بالكامل، ففي جوبر، إحدى ضواحي دمشق ، فقدت عائلة الشاب السوري “سبيرو” منزلها وجميع ممتلكاتها.
ولم ير سبيروس (28 عاماً) أي مستقبل لنفسه في سوريا، ففر في عام 2015، إلى النمسا، ونظرًا لعدم تمكن المصور الشاب من لم شمل أمه، عاد إلى سوريا بعد نصف عام.
وكان سبيرو محظوظًا، حيث أن صاحب عمله السابق أعاده إلى العمل، ومن حينها، ما يزال الشاب يكافح من أجل تلبية احتياجاته المعيشية.
ويقول الشاب لمعد التقرير: “أصعب شيء بالنسبة للشاب في سوريا هو العثور على منزل، وثاني أصعب شيء هو العيش حياة كريمة.. أنا لا أتحدث عن الرفاهية، عن (شاطئ ميامي) أو أي شيء من هذا القبيل، بل عن حياة بسيطة كريمة، يكون للمرء فيها ملابس وطعام وقليل من المخزون للأشهر الخمسة أو الستة التالية”.
ولأن والد سبيرو متوفى، ولأنه الرجل الوحيد في الأسرة، فلا يتعين عليه أداء الخدمة العسكرية، كما يقول الشاب، وهو بذلك، يختلف عن الكثير من اللاجئين السوريين في أوروبا، الذين يخشون من تجنيدهم في الجيش أو مواجهتهم لأخطار أخرى بسبب تخلفهم، في حال عودتهم إلى وطنهم.[ads3]