في معتقلات بشار الأسد .. ” أسيرة تعرضت لأزمة قلبية فأعيدت للسجن بعد يوم ” ( فيديو )
لا يترك سجانو النظام السوري وسيلة إلا ويلجأون لها من أجل إهانة وتعذيب الأسرى والمعتقلين دون النظر إلى السن والعمر أو جنس المعتقل.
“أم هشام” من حلب، رغم أن عمرها وقت الاعتقال 42 عامًا، إلا أنها تعرضت لأزمة قلبية من المعاناة القاسية.
كان ذنب “أم هشام” أنها سافرت لتركيا وعادت فقط، خلال العام 2011 الذي شهد بداية الحراك الشعبي ضد النظام، فتسببت الإهانات والتعذيب في تعرضها لأزمة قلبية نقلت للمستشفى ليوم واحد، وأعيدت بعدها للمعتقل مجددًا.
“أم هشام” روت قصتها للأناضول قائلة “جئت لتركيا عام 2011 كانت في أوج الثورة السورية، وبقيت فيها 3 أشهر، وعدت بعدها لجلب أوراق أبنائي من أجل جامعة ابني، فتم توقيفي على الحدود عند معبر باب الهوا، ومنها لفرع أمن الدولة وكانت التهمة التشجيع على المظاهرات، والتهمة الثانية دعم الثورة والثوار”.
وأضافت “تم توقيفي بحلب، ومن بعدها لأسبوعين انتقلت لفرع أمن الدولة بدمشق، وكل فترة اعتقال 4 أشهر، أول أسبوعين بفرع أمن الدولة بحلب كانت الأسوأ، وتحولت للمحكمة العسكرية بدمشق، وحولت بعدها لحمص، بقيت فيها فترة، ومنها لحلب”.
وتشير إلى أنه “لا يوجد احترام للسن، كان عمري 42 عاما وقتها لم يحترموني، يلجأون فورا لأسلوب التعذيب والإهانة، وبعدها خرجت من حلب”.
خلال التوقيف تعرضت لأزمة قلبية ونقلت للمستشفى لمتابعة التحقيق هناك، وتضيف: “زوجي وأولادي كانوا بتركيا وكنت وحيدة في سوريا، وبالأصل لدي مشكلة بالقلب ونتيجة التعذيب والحالة النفسية تعرضت لأزمة قلبية، دخلت المشفى مكبلة الأيدي برفقة جنود، واليوم الثاني عدت للمعتقل وعدت للتعذيب والإهانات”.
تمضي “أم هشام” بالقول: “كنا لا نصدق وجود هذه المعتقلات، ولكن لمسناها بأم أعيننا، في المحكمة العسكرية اسمي معارضة سياسية، في حمص بقيت فيها فترة وجدت فيها أسوأ الحالات، وقبلها بسجن عدرا رأيت النساء في حالات لا توصف، من يدخله بمشكلة يخرج بمشاكل نتيجة المعاناة، تخرج المرأة مدمرة نفسيًا من الإهانات”.
وزادت متحدثة عن السجون التي قبعت فيها “في حمص كان سجنا جماعيا، بدمشق وحلب كان الاعتقال بشكل منفرد، وفي حمص رأيت فيها أحوال المعتقلات، وفي إدلب حوكمت وأفرج عني فيها، بعد دفع مبالغ كبيرة”.
وأوضحت أن أسرتها “اضطرت لدفع أموال لأشخاص من عائلة بشار الأسد، كان نصف مليون ليرة سورية (10 آلاف دولار آنذاك)، حينها خفف عني التعذيب وخرجت بعد 4 أشهر، وعند خروجي عبر الحدود كان اسمي على قائمة الإرهاب ممنوع المغادرة، فبقيت عامًا في سوريا لحين تمكني من دخول تركيا لاحقا”.
وعن التحقيق الذي جرى معها والتعذيب، قالت “من لا يحكي مباشرة يقاد للتعذيب، والأجهزة معروفة وهي الدولاب (إطار السيارة) بإحناء الشخص وإدخاله داخل الإطار، إذا استمر لساعتين على هذه الوضعية يؤدي لكسر الظهر، أو للشلل، وهو يشمل النساء والرجال، لا يهم الأمر السجانين، فترك عندي إعاقة في الفقرات أثرت على يدي وظهري”.
وأردفت متحدثة عن مشاهداتها “رأيت أناسًا بات لديهم إعاقات دائمة، التعذيب أثر علي بشكل كبير، وحتى الآن من 2012 لا أصدق أني في غرفتي وخرجت من سجون النظام، ويوميا لا أصدق أنني حرة، فمن يدخل مفقود ومن يخرج مولود”.
وتضيف بالقول “نحاول قدر الإمكان تجاوز هذه المرحلة، وأملنا بالمحكمة الدولية والدولة التركية والمحامين العرب، لنيل حقنا، الحقوق المادية والمعنوية، فمنزلي استولى عليه ضابط، كل ما نملكه استولوا عليه، وتعويضنا الأكبر بخروج المعتقلات”.
وردًا على سؤال حول أكثر من أثر فيها قالت “أم هشام”: “كل شيء قذر وسيئ، يعطونا بطانية لا نعرف هل نضعها تحتنا أو نتغطى بها، ناهيك عن القذارة والطعام الملوث الذي تسممت منه، وفقدت 20 كغ من وزني، بالإضافة إلى الحشرات.. لا توجد أي إنسانية”.
ولفتت إلى أن “ابنتها كانت معها بالطريق عند عودتها من تركيا، استلمها خالها، وعند الاعتقال جردت من الحلي الذهبي، أخذوا كل شيء، وعندما خرجت من السجن لم أحصل سوى على القليل منه”.
وعن وضعها بعد الإفراج عنها، قالت “خرجت واستقرت عائلتي وعشت معهم بشكل طبيعي وبقيت عامين ملتزمة بالبيت بعد الاعتقال لا أريد رؤية أي شخص بسبب الآثار النفسية”.
وختمت “أم هشام” بالقول “أهلي وزوجي وقفوا معي، ولكن من خارج عائلتي عانيت من مشاكل ونظرة المجتمع، وتجاوزتها بتأن من خلال شرح ما عانيناه، ونجحت بإيصال الفكرة لكثيرين”.
غير أنه يبقى هناك تأثير جسدي ونفسي، موضحة أن هناك إعاقة في الرقبة والعمود الفقري، بسبب فتق نتيجة الدولاب الذي وضعت به لمدة ساعتين. (ANADOLU)
*العنوان والنص كما وردا في النسخة العربية للوكالة[ads3]