صحيفة روسية : ” ما الفائدة الجيوسياسية التي تجنيها روسيا وتركيا من إس – 400 ؟ “

نشرت صحيفة “فزغلياد” الروسية مقالاً لبيوتر أكوبوف، تحدث فيه عن “النقلة التي يحققها أردوغان لتركيا بامتلاك منظومة الصواريخ الروسية إس-400”.

وجاء في المقال: “تم تسليم إس-400 الروسية إلى تركيا في الـ 12 من يوليو، ولاحظ الأتراك، حالا، أن اختيار هذا اليوم لم يكن صدفة، فقد كتب الصحفي مراد بردكشي في صحيفة خبر تورك: ثمة بعد رمز في أن توريد إس-400 جرى في الـ 12 من يوليو: في الـ 12 من يوليو 1947، وقّعت تركيا والولايات المتحدة اتفاقية حول المساعدة.

وثمة دلالة تتجاوز الأطر العسكرية البحتة في أن إحدى أهم دول الناتو لم تستسلم للضغوط الأمريكية الصريحة واشترت منظومة السلاح الروسية. هذا منعطف جيوسياسي، وعلى الرغم من عدم جواز تسمية هذا المنعطف تحوّلا نحو التحالف مع روسيا، إلا أنه من المشروع تماماً الحديث عن سيادة كاملة للدولة التركية. فليس من قبيل الصدفة أن وصف أردوغان استلام أنظمة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات بالأكثر أهمية في تاريخ البلاد.

إلى ذلك، فلسياسة أردوغان المتمثلة في مزيد من الاستقلال الجيوسياسي والانفصال عن الغرب أسباب داخلية عميقة، وهي نتيجة للاختيار الواعي لجزء من النخبة التركية، لكن في الوقت نفسه، تدرك أنقرة جيدا أن ابتعادها عن الغرب، في نظر العالم الإسلامي، يكسبها دعما وتأثيرا أكبر. وهذا مهم للغاية بالنسبة لأردوغان، الذي يطمح إلى أن تقود بلده الأمة الإسلامية البالغة 1.5 مليار نسمة.

حاولت تركيا الجلوس على كرسيين، لتكون في الوقت نفسه جزءا من العالم الأطلسي، وريادة العالم الإسلامي، الذي يشكل هدفا لتوسع الغرب والتلاعب فيه. ولم يكن لهذا الوضع أن يستمر طويلاً، لكن أردوغان لا يريد تغييره من خلال التخلي عن التعاون مع الغرب، وبالتأكيد ليس من خلال تحويل تركيا إلى دولة معادية للغرب.

إنما هو يريد إضعاف العلاقات مع الغرب، والتقرب أكثر من روسيا، والسعي إلى قيادة العالم الإسلامي، هذه ليست ثلاثة كراس، إنما هي الرغبة في جعل تركيا لاعباً عالمياً كاملاً ومستقلاً، وقوة كبرى في القرن الحادي والعشرين، بل أهم لاعب في عملية تطوير قواعد جديدة للنظام العالمي”. (RT)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. لو نظرنا إلى تاريخ المنطقة لوحدنا انه منذ عهد الخليفة هارون الرشيد بدء التنافس التركي الفارسي على العالم الإسلامي و كان الترك السنة أكثر وفاء للإسلام من أي عرق آخر بعد أن تخلى العرب شيئاُ فشيئاُ عن ريادة العالم الإسلامي.
    كان للأمتين الفارسية و التركية أثر كبير على العالم الإسلامي و العربي لا ينكره إلا جاحد أو جاهل بالتاريخ و العثمانيين لم يكونوا أو الأتراك الحاكمين للعالم الاسلامي بل سبقهم بمئتي عام السلاجقة و غيرهم حتى الأخوه الاكراد الذين ينتمي صلاح الدين الايوبي و احفاده إليهم خدموا الأسلام و حرروا القدس و حاربوا الصليبين.
    للأسف النزاع القومي العلماني العربي التركي الفارسي و الكردي دمرا المنطقة و حولوها لمنطقة نزاعات دامية زادها دمويه دخول العنصر الصهيوني و الماروني لتكتمل قصه سفك الدماء و تدمير هذه الأمه التي كانت لأكثر من 1100 عام الأمه الأولى في العالم و منبع الحضارة و العلم للأمم الأخرى.