تربية الحمير في إيران تزدهر .. كيلو غرام من جبنها بمئات الدولارات !
لطالما اعتبر الحمار رمزا للغباء ومدعاة للسخرية بدعوى أنه عديم الفائدة، غير أن حاله تغيرت في إيران، وتفوقت قيمته على الكثير من الحيوانات الأصيلة الأخرى، وتخطت استخداماته نقل البضائع والركوب، وصار إنتاجه نشاطا اقتصاديا مربحا.
وبات الحمار في عدد من المناطق الإيرانية منتجا للحليب والجبن والزيت واللحم، وأضحى من الممكن الاستفادة من جلده، وحتى فضلاته تستخدم في الطب التقليدي، وتباع بأثمان مرتفعة.
وانتشرت في الفترة الأخيرة مزارع تربية الحمير في إيران لتنوع مشتقاته الحيوانية، وتعدد طرق الاستفادة منه، ومردودية تجارته، وانخفاض تكاليف تربيته مقارنة بغيره من الحيوانات والدواب التي يستخدمها الإنسان عموما.
يقدر سعر الليتر الواحد من حليب الحمير في إيران بـ15 دولارا، ويبلغ أضعاف سعر لتر حليب البقر الذي يباع بـ0.60 دولار، في حين يتراوح ثمن جبن الحمير بين 700 و850 دولارا للكيلو الواحد، مما يظهر القيمة الكبيرة لمنتجات حليب الحمير مقارنة بغيرها من الحيوانات.
ويعود سبب ارتفاع ثمن حليب الحمير لقلة إنتاجه مقارنة بحليب البقر أو الجمال، ويدخل لبنه في مستحضرات التجميل، وصناعة الصابون، ومساحيق العناية بالبشرة.
ويقول أحمد رضا شهركن، وهو صاحب مزرعة لتربية الحمير في مدينة شهريار (غرب طهران)؛ “سعر الأتان (أنثى الحمار) مع صغيرها 250 دولارا تقريبا، وكل واحدة تعطي نصف ليتر من الحليب يوميا بعد الولادة، لكن تتراجع هذه الكمية بعد مرور الأيام وتصبح قليلة للغاية”.
وأشار إلى أن مزاج حليب الحمار بارد، ويفضل استخدامه مع بعض الأدوية ذات المزاج الدافئ مثل بودرة الزنجبيل أو العسل، كما يستخدم لأغراض علاجية بعد الغلي واستخراج الدهون الموجودة تحت جلده وتنحية الإفرازات المستخرجة منه.
تصنع الصين من جلد الحمير عقار “إي.جي.يائو” (EJIAO) لأغراض علاجية، واستوردت لأجل ذلك الحمير وجلدها من بعض دول المنطقة، مثل باكستان وأفغانستان وطاجيكستان، والدول الأفريقية مثل نيجيريا وكينيا وبوركينافاسو، فضلا عن تقديم لحمه للحيوانات المفترسة في حدائق الحيوانات.
وتحتوي فضلات الحمار -المعروفة في إيران “بعنبر نسارا” حسب وكالة المراسلين الشباب الرسمية في إيران- على خصائص مضادة للأكسدة وللبكتيريا والفطريات والالتهابات، وذلك بعد دراسات أجريت في مختبر جامعة شهيد بهشتي في طهران.
وتساعد فضلات الحمار حسب الوكالة في علاج التهاب الجيوب الأنفية والأمراض المعدية والأمراض النسائية والجروح والحروق واضطرابات الجلد والحكة والروماتيزم، دون أن تكون لها آثار جانبية.
ويقول حسن (واحد من الذين ساعدهم حليب الحمير على الشفاء من سرطان الرئة) “جربت العديد من الطرق العلاجية حتى أشفى من مرضي دون جدوى، لكن بعد شربي ليترا واحدا يوميا من حليب الحمير لمدة أسبوعين متواصلين لاحظت فرقا كبيرا وشفيت بحمد الله”.
ويعتقد كثيرون أن الحمير نجت من الانقراض في كثير من الدول الأفريقية والآسيوية بعد معرفة قيمتها كثروة حيوانية، بدأت مشاريع لتربيتها خاصة في الصين، التي تحرص على زيادة عددها داخل أراضيها. (aljazeera)[ads3]