سياسي ألماني يطالب ميركل بحسم الجدل حول المشاركة في مهمة محتملة في الخليج

طالب خبير الشؤون السياسية في الحزب الديمقراطي الحر بألمانيا، ألكسندر جراف لامبسدورف، المستشارة أنجيلا ميركل بحسم الجدل حول ما إذا كانت ألمانيا ستشارك في مهمة محتملة لحماية ناقلات النفط في الخليج.

وقال لامبسدورف في تصريحات لصحيفة “بيلد” الألمانية الصادرة اليوم الجمعة: “الوزراء الألمان يعارضون بعضهم علانية وأمام حلفائنا في الخارج. هكذا تجعل ألمانيا من نفسها أضحوكة… على الحكومة أن تتحدث بصوت موحد. تنسيق ذلك من مهمة ديوان المستشارية”.

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تسعى منذ أسابيع للحصول على دعم عريض لمهمتها العسكرية في حماية سفن تجارية من هجمات إيرانية في الخليج.

وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس رفض مشاركة بلاده في مثل هذه المهمة، لأن الحكومة الألمانية لا تؤيد استراتيجية “الضغوط القصوى” الأمريكية تجاه إيران.

وتسعى ألمانيا للتنسيق مع فرنسا حاليا بشأن الخطوات المقبلة، ومن الناحية النظرية، من الممكن إرسال مهمة أوروبية للخليج موازية للمهمة التي تقودها الولايات المتحدة.

ومن جانبه، طالب منسق الحكومة الألمانية للتعاون عبر الأطلسي، بيتر باير، بأن تلعب بلاده دورا رياديا في مهمة أوروبية محتملة لتأمين النقل البحري في مضيق هرمز.

وقال باير في تصريحات لصحف شبكة “دويتشلاند” الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم: “على ألمانيا أن تتولى هنا القيادة السياسية، ولا تتملص من الأمر… الإشارات التي تصدر في هذا الصدد غير موحدة وغير واضحة بالقدر الكافي”.

وأكد باير أن إرسال مهمة أوروبية للخليج سيكون خطوة مهمة، وقال: “لا يمكن لأوروبا ألا تفعل شيئا حيال الأمر”.

وفي سياق متصل، عبر قطاع النقل البحري في ألمانيا عن شعوره بآثار الأزمة في الخليج، حيث قال المدير التنفيذي للاتحاد الألماني لشركات النقل البحري، رالف ناجل، في تصريحات لصحيفة “هاندلسبلات” الألمانية: “خطورة المرور (عبر مضيق هرمز) تزداد، وتزداد معها أيضا أقساط التأمين”.

وأعرب ناجل عن تشككه إزاء مهمة “الحارس” الأمريكية لمرافقة السفن بغرض الحماية، وقال: “لا يمكن أن يكون للملاحة البحرية التجارية مصلحة في جر الطواقم والسفن إلى نزاع بين الولايات المتحدة وإيران”، مضيفا في المقابل أن إرسال مهمة مراقبة أوروبية سيكون “أمرا جديرا بالدراسة، طالما أنها ستساهم في التهدئة”.

ومن جانبه، دعا الرئيس المؤقت للكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، رولف موتسنيش، الحكومة الألمانية إلى إطلاق مبادرة جديدة للسلام مع إيران.

وقال موتسنيس في تصريحات لصحيفة “راينيشه بوست” الألمانية الصادرة اليوم: “لا ينبغي أن تتوقف الدبلوماسية عن السعي نحو درء الحروب… كافة الأطراف في المنطقة تنظر إلى ألمانيا على أنها دولة ليس لديها مصالح جيوسياسية. هذا الأمر ينبغي أن تستفيد منه كل حكومة ألمانية على المستوى السياسي في المستقبل أيضا”.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو جوتيريش، حذر أمس الخميس من التصعيد في مضيق هرمز في ظل الصراع الحالي بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال جوتيريش للصحفيين في نيويورك، إنه يشعر بالقلق حيال التوترات المتنامية هناك.

وأضاف الأمين العام:” سوء تقدير بسيط يمكن أن يؤدي إلى مواجهة كبيرة”، داعيا الأطراف المعنية إلى عدم التعرض للملاحة في مضيق هرمز، وحوله، وإلى التزام أقصى قدر من ضبط النفس، وقال: “آخر ما يحتاجه العالم هو حدوث مواجهة على نطاق واسع في الخليج، والتي سيكون لها تأثيرات مدمرة على الأمن والاقتصاد العالميين”. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها