للمرة الأولى في العالم .. اليابان تسمح بتطوير هجين بشري حيواني

بعد انتظار طويل وجدل علمي ممتد، أعطت اليابان الضوء الأخضر لأحد الباحثين، للبدء في تطوير “هجين بشري حيواني”، في خطوة غير مسبوقة حتى الآن على مستوى العالم.

وتعتمد التجربة على زرع أجنة حيوانية مدمجة مع خلايا بشرية، داخل حيوان والانتظار حتى تتم ولادتها. وترغب المجموعة البحثية بقيادة الباحث هيروميتسو ناكاوشي، في التجربة أولا على الفئران والأرانب، وفقا لتقرير نشرته مجلة “ناتشر” العلمية المتخصصة.

ويهدف العلماء على المدى الطويل، إلى تطوير هجين بين الإنسان والحيوان، تنمو بداخله أعضاء بشرية، يمكن الاستفادة منها بعد ذلك في مساعدة المرضى الذين ينتظرون طويلا للحصول على أعضاء بديلة.

ومنذ فترة طويلة يحاول علماء في دول مختلفة من العالم، تطوير هجائن بين الإنسان والحيوان، لكن القوانين كانت تقيد الأمر إذ تسمح بنمو هذه الأجنة لعدة أسابيع فقط وعدم الانتظار حتى تمام النمو. وكانت القوانين في اليابان تسمح حتى الآن، بنمو الأجنة الهجينة لمدة 14 يوما فقط.

ويخطط ناكاوشي، لزرع نمو هذه الهجائن لمدة 5ر15 يوم أولا، ومراقبة نمو الأعضاء، على أن يطلب في المرحلة المقبلة، السماح له بترك هذه الهجائن تنمو داخل الخنازير لمدة 70 يوما. أما بالنسبة للخلايا البشرية التي سيستخدمها العلماء، فيتعلق الأمر هنا بما يعرف بـ “الخلايا الجذعية المستحثة وافرة القدرة” والتي يمكن للعلماء الحصول عليها من خلايا الجلد على سبيل المثال وتطويرها بشكل يمكنها من النمو لاحقا داخل أعضاء وأنسجة مختلفة.

ويهدف العالم الياباني، إلى تطوير بنكرياس باستخدام الخلايا الجذعية البشرية وافرة القدرة، بعد أن سبق وأجرى اختبارات على خلايا جذعية من الفئران.

ويأمل ناكاوشي في إقناع الرأي العام على المدى الطويل بفكرته، في حين يخشى بعض العلماء من إمكانية أن تستقر هذه الخلايا البشرية داخل الحيوان في أماكن غير تلك المخطط لها، كالمخ على سبيل المثال، الأمر الذي من الممكن أن يغير طبيعة النظام الداخلي للحيوان بالكامل.

ويقول عالم الأحياء الياباني، إنه سيمنع حدوث هذا الأمر، من خلال تعديل الخلايا جينيا، بحيث لا يمكنها التطور سوى بشكل معين ومحدد مسبقا.

مشكلة أخرى يواجهها العالم الياباني، إذ سبق له وقام بزراعة خلايا بشرية جذعية مستحثة وافرة القدرة، داخل خراف. وبعد 28 يوما من الزراعة، اختفت الخلايا البشرية تماما، إذ لفظها الجسم بسبب الاختلاف الكبير بين طبيعية الخلايا المزروعة وخلايا جسم الحيوان. ورد ناكاوشي على هذه النقطة، بقوله إنه يرغب في حل هذه المشكلة عن طريق علم تعديل الجينات، لكنها مسألة قد تحتاج لعقود.

ولا تتوقف العقبات العلمية التي تواجه ناكاوشي عند هذه الحد، إذ أن هناك صعوبة أخرى تتمثل في اختلاف فترات الحمل بين الكائنات الحية المختلفة. والسؤال هنا: هل تنطبق مدة حمل الإنسان أم الحيوان على الأجنة المهجنة بخلايا جذعية بشرية داخل جسم حيوان؟

وبسبب كل هذه العقبات، يميل بعض العلماء لاتجاه بحثي آخر يتمثل في تطوير أعضاء الحيوان نفسها بشكل يمكن معه بعد ذلك من استخدامها داخل أعضاء جسم الإنسان. المؤكد الآن هو أن جهود العلماء تجري على قدم وساق في اتجاهات مختلفة بهدف حل مشكلة قوائم الانتظار الطويلة للمرضى الذين يحتاجون لنقل أعضاء. (Deutsche Welle)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها