كيف فر من الملاحقة ؟.. مجلة ألمانية تكشف معلومات عن مصير أعنف مجرم حرب تابع لبشار الأسد
سردت مجلة “دير شبيغل” تفاصيل جديدة حول مصير الرئيس السابق لمخابرات بشار الأسد الجوية، اللواء جميل حسن، المطلوب بموجب مذكرة توقيف دولية، بتهمة تورطه بجرائم حرب في سوريا.
وقالت المجلة، الثلاثاء، بحسب ما ترجم عكس السير، إن جميل حسن، أحد أتباع بشار الأسد الأكثر وحشية، سافر إلى بيروت، بعد تعرضه لمشاكل في القلب، من أجل تلقي العلاج، على الرغم من وجود مذكرة توقيف دولية بحقه.
وأضافت المجلة أن محاولةً لاحت في الأفق لمحاسبة أحد أهم قيادات “بشار الأسد”، المطلوب لتورطه بعشرات الآلاف من جرائم القتل ضد الشعب السوري، حين أصدرت محكمة العدل الاتحادية الألمانية، في حزيران 2018 ، مذكرة اعتقال بحق جميل حسن، رئيس جهاز المخابرات الجوية السورية السابق، وأتبعت فرنسا ذلك بمذكرة اعتقال أخرى بحق حسن، في تشرين الثاني من نفس العام.
ونوهت المجلة إلى أن تسمية “جهاز مخابرات”، هي تسمية خاطئة لقوات جميل حسن، حيث أن مهمة هذه القوات هي تعذيب السجناء واغتصابهم وتجويعهم وقتلهم في سجونها.
وكانت مذكرة الاعتقال الدولية أولاً كبيان سياسي، ولم يُعتقد جدياً بتوفر فرصة فعليةً لتقديم حسن للعدالة، على الأقل طالما بقيت ديكتاتورية بشار الأسد قائمة في سوريا.
واتضح الآن أن حسن سافر مرتين على الأقل منذ عام 2018 إلى الخارج، وكانت هناك فرص للقبض عليه وعرضه على المحاكمة، لكن جهود عدة حكومات خارجية حالت دون تنفيذ ذلك.
واللواء جميل حسن، الذي أصر دائمًا على القضاء على معارضي بشار الأسد، ولطالما قال علنًا إنه يجب ذبح جميع معارضي الديكتاتورية منذ البداية، هو نفسه من شارك، في عام 1982، في إخماد احتجاجات مدينة حماة.
وفي السنوات الأخيرة، عانى حسن من 3 أزمات قلبية، بحسب ما كشف أحد رفاق دربه السابقين لمجلة “دير شبيغل”، مضيفاً أن الأزمة الأعنف تعرض لها مباشرةً بعد إسقاط طائرة روسية من قبل المخبارات الجوية التي يرأسها، في أيلول الماضي، حيث كان مستاء من الحادثة بشكل رهيب.
وفي هذه الأثناء، ليس من الواضح ما إذا كان حسن سيتعافى في يوم من الأيام، ولكن على الأقل، عبر الهاتف، ثبتت مشاركته كوسيط، في بداية العام الحالي، بعد تبادل ميليشيات تابعة لجيش “بشار الأسد” وميليشيات تابعة لإيران وأخرى روسية إطلاق النار فيما بين أفرادها، بالقرب من محافظة إدلب.
ولكن في حزيران الماضي، تعرض حسن لأزمة قلبية أخرى، وفي نهاية ذات الشهر، وفقاً لمصدر من دمشق، سافر حسن بصفة غير رسمية وتحت اسم مزيف إلى بيروت، وتم نقله إلى مستشفى الجامعة الأمريكية، التي هي -ربما- أفضل مستشفى في بلاد الشام.
وأكد طبيب من المستشفى المذكورة لمجلة “دير شبيغل”، بحسب ما ترجم عكس السير، أنه تم استقبال مسؤول سوري رفيع المستوى في ذلك الوقت، مضيفاً أنه من خلال مدخل جانبي، لا تغطيه كاميرات المراقبة، نُقل المسؤول إلى قسم أمراض القلب في الطابق الخامس، محاطاً بحراسة مشددة، وأشار إلى أن حالته الصحية كانت سيئة.
وأضاف الطبيب، ساخراً، أن “كبار مسؤولي نظام بشار الأسد لا يكفون عن التجديف ضد الولايات المتحدة، إلا أنه حين تسوء حالتهم الصحية، يأتون إلى مستشفى الجامعة الأمريكية، وهذا ما يفعلونه منذ سنوات”، وأضاف أن النائب السابق لبشار الأسد نفسه (فاروق الشرع) تلقى العلاج في ذات المستشفى، كغيره من أعلى قيادات حزب البعث والأجهزة الأمنية.
لذلك، ليس من الغريب حضور جميل حسن إلى هناك، وهذا معروف بالنسبة للسلطات الألمانية، منذ شباط الماضي، بحسب المجلة.
وأرسل النائب العام الألماني، بيتر فرانك، حينها، طلب تسليم إلى الحكومة اللبنانية، لكن إجابة الأخيرة المقتضبة على الطلب لم تأتِ إلا في آذار -ولم تصل لوزارة الخارجية الألمانية رسمياً إلا في نيسان-، وجاء فيها أنه لم يدخل لبنان شخص اسمه جميل حسن، منذ بداية 2018 .
ومرةً أخرى، كان الألمان، وكذلك الفرنسيون وربما الأمريكيون، على دراية بالمريض السري القادم من سوريا إلى لبنان، لكن لم يحدث أي شيء.
وترددت في أوساط داخلية في لبنان، أنه، ببساطة، لم يكن هناك شخص يجرؤ على تحمل مسؤولية اعتقال جميل حسن، فرؤوس السلطة في الحكومة اللبنانية لا يريدون حدوث مشاكل مع بشار الأسد.
وقال الطبيب في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت إن المسؤول السوري تم إخراجه من المستشفى، في 21 تموز، دون معرفة إلى أين ذهب وكيف كانت حالته الصحية.
وختمت المجلة بالقول إن منصب جميل حسن كرئيس لجهاز المخابرات الجوية انتقل إلى نائبه، في أوائل تموز، كجزء من “عملية تجديد كبرى” لقيادات جيش وأجهزة أمن بشار الأسد.
مواضيع متعلقة:
عربدوا ما شئتم أيها الطغاة القتلة.. فنحن وأنت واقفون سوياً أمام الحكم العدل… وهناك هناك سيكون الحساب!
وهل يوجد في لبنان دولة ومؤسسات غالبيتهم زعماء مليشيات وطوائف وفاسدون…قال طلبوا من لبنان تسليم المجرم جميل حسن!!! ههههههه .