هل زرعت إثيوبيا 350 مليون شجرة في يوم واحد حقاً ؟

تقول إثيوبيا إنها غرست 350 مليون شجرة خلال يوم واحد، ضاربة رقما قياسيا عالميا، كما تقول.

لكن هل هذا ممكن ؟ألقينا نظرة على الأرقام.

ما ضرورة زراعة الأشجار ؟

أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حملة زرع “مليار شجرة في بداية السنة لعلاج إزالة الغابات والتغير المناخي”.

وتقول الأمم المتحدة إن المساحات المغطاة بالغابات في إثيوبيا تراجعت من 35 في المئة في بدايات القرن العشرين إلى 4 في المئة في بداية الألفية الثالثة.

وكان الهدف الأولي زراعة 200 مليون شجرة خلال 12 ساعة يوم 29 يوليو/تموز، لكن غيتاهن ميكورا وزير التكنولوجيا والابتكار قال إن ما زرع في النهاية بلغ 350 مليون شجرة.

والهدف هو زراعة 4.7 مليار شجرة بحلو شهر أكتوبر/تشرين أول .

كيف نظمت العملية ؟

وزعت الأشجار على متطوعين في أنحاء البلاد قبل بدء العملية بثلاثة أيام، كما تقول الحكومة.

وأعطي بعض الموظفين إجازة لمدة يوم واحد للمساعدة في العملية التي شارك فيها مسؤولون من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ودبلوماسيون أجانب.

وكان معظم أصناف الأشجار محلية، لكن كان هناك أيضا أشجار فاكهة كالأفوكادو.

وتكفل موظفون بإحصاء الأشجار التي غرست، كما أفاد كاليدان يبلتال، مراسل بي بي سي في العاصمة أديس أبابا

ما هو احتمال أن يكون هذا العدد الضخم من الأشجار قد زرع فعلا ؟

يقول الخبير تيم كريستوفرسون الذي يقوم بتنسيق الأعمال المرتبطة بالغابات والتغير المناخي في الأمم المتحدة إن ذلك ممكن، مع التنظيم المناسب.

واضاف في تصريح لوكالة أنباء فرانس برس إن متطوعا واحدا يستطيع زراعة مئة شجرة في اليوم.

و شارك في العملية 23 مليونا من أصل 105 ملايين هم سكان إثيوبيا، كما يقول د تيفيرا مينغيستو، منسق تطوير قطاع الغابات في إثيوبيا.

إذن، لو غرس كل متطوع مئة شجرة فإن بالإمكان تجاوز ال 350 مليون شجرة بسهولة.

لكننا لا نعرف مساحة الأراضي التي استهدفت في العملية.

وقال مدير إحدى المؤسسسات المرتبطة بالحكومة لبي بي سي إنهم تلقوا أوامر بزراعة 10 آلاف شجرة، وكان عليهم دفع التكاليف من ميزانية المؤسسة، لذلك فقد اكتفوا بزراعة خمسة آلاف شجرة، لكنهم رفعوا تقريرا بزراعة العدد الكامل.

كذلك هناك اختلافات بين البيانات الصادرة عن وزير التجديد والتكنولوجيا وتلك التي نشرت على موقع رئاسة الوزراء على الإنترنت.

طلبنا توضيحا من رئاسة الوزراء، لكنا لم نتلق ردا حتى الآن.

وأثنت الأمم المتحدة على جهود الحكومة الإثيوبية وحثت دول المنطقة على أن تحذو حذوها.

مع ذلك فإن جهات أخرى نظرت للادعاءات بشي من التشكك.

“أنا شخصيا لا أظن أننا غرسنا هذا العدد من الأشجار. قد يكون مستحيلا غرس هذا العدد في يوم واحد”، كما قال زيلالم ووركاغيغينهو، المتحدث باسم حزب إيزيما المعارض.

ويقول بعض منتقدي رئيس الوزراء إنه يستخدم الحملة لحرف الأنظار عن التحديات التي تواجهها حكومته، ومنها التطهير العرقي الذي أجبر 2،5 مليون شخص على مغادرة أماكن سكناهم.

هل كان رقما قياسيا ؟

تقول مؤسسة “رقم غينيس القياسي” إنها لم تتلق طلبا من إثيوبيا لتوثيق العملية.

وقالت جيسيكا داوز، المتحدثة باسم المؤسسة “نحن دائما نراقب الأرقام القياسية الجديدة ، لذلك نشجع المنظمين على الاتصال بنا”.

ومطلوب من إثيوبيا تقديم أدلة دقيقة على غرس الأشجار والمشاركين في العملية ومكان حدوث عمليات الغرس . كما أن هناك حاجة لشاهدين مستقلين يؤكدان الرقم القياسي.

ويعود الرقم القياسي الحالي للهند.
وكان 800 ألف شخص في إقليم براديش وحده قد زرعوا 50 مليون شجرة عام 2016.

أما على مستوى الأفراد فصاحب الرقم القياسي في زراعة أكبر عدد من الأشجار هو الكندي كين تشابلين الذي زرع 15170 شجرة عام 2001 في ساسكاتشيوان الكندية. (BBC)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

One Comment