مصل جديد للوقاية من ” الكلاميديا ” يجتاز اختبارات السلامة الأولية

اجتاز مصل مضاد للعدوى الشائعة التي تنتقل عبر ممارسة الجنس المعروفة باسم المتدثرة (الكلاميديا) اختبارات السلامة الأولية في بريطانيا، ويُعد المصل الجديد الأول من نوعه للوقاية من هذا النوع من العدوى.

وقال خبراء إن هذا المصل قد يكون الطريقة الأفضل للوقاية من هذا المرض الذي يمثل 60 في المئة من أنواع العدوى الجنسية التي يتم تشخيصها في بريطانيا.

وقالت مجلة “لانسيت” المتخصصة في الأمراض المعدية إن هناك المزيد من الاختبارات لطريقة عمل المصل الجديد والجرعات التي ينبغي تناولها منه لابد من يجتازها المصل الجديد قبل التصريح باستخدامه.

ومن المتوقع أن تستغرق الاختبارات عدة سنوات، مما يجعل استخدام الواقي الذكري أثناء ممارسة الجنس خير وسيلة للوقاية من الكلاميديا حتى يعتمد استخدام المصل المضاد.

والكلاميديا هي عدوى بكتيرية تنتقل عبر ممارسة الجنس دون استخدام الواقي الذكري (حتى حال عدم حدوث الاتصال الجنسي الكامل).

وتوجد بكتيريا الكلاميديا في السائل المنوي للرجال وماء النساء، وغالبا لا تظهر أية أعراض على الشخص الذي تنتقل إليه العدوى، مما يجعل البعض يطلق عليه “المرض الصامت”.

وحال عدم علاجه بالمضادات الحيوية، قد يؤدي مرض الكلاميديا إلى مشكلات صحية معقدة ويؤثر على الخصوبة، ويُنصح النساء تحت سن 25 سنة اللاتي يمارسن الجنس بانتظام بإجراء فحص للكشف عن الإصابة بالكلاميديا سنويا.

وتوفر الهيئة الوطنية للرعاية الصحية في بريطانيا “ان اتش اس” هذا الفحص مجانا. كما يمكن شراء أدوات الفحص الذاتية من الصيدليات لإجراء هذه العملية في المنازل باستخدام عينة من سائل الرجل أو المرأة أو عينة بول.

رغم إمكانية علاجه بالمضادات الحيوية، قد يتعرض الشخص للإصابة بعد العلاج إذا ما حدث اتصال جنسي مباشر في وجود العدوى.

وتعتبر الكلاميديا من أكثر أنواع العدوى التي تنتقل عبر ممارسة الجنس شيوعا رغم توافر آليات الكشف المبكر عنها وطرق علاجها.

قد يتسبب مرض الكلاميديا في مشكلات صحية معقدة علاوة على تأثيره سلبا على الخصوبة، وفقاً “لهيئة الإذاعة البريطانية”، لكن خبراء يأملون في أن يوفر المصل الجديد حماية مستمرة من هذا المرض.

وأثناء الفترة التجريبية للمصل، استخدم باحثون من كلية الطب الملكية في لندن تركيبتين مختلفتين منه بالإضافة إلى استخدام عقار وهمي على عينة تتكون من 35 امرأة.

وثبت من خلال تلك التجربة أن كلتا التركيبتين آمنتان، لكن إحداهما أثبتت فاعلية أكثر من الأخرى. ويريد الباحثون نقل المصل الجديد إلى المرحلة المقبلة من التجريب والاختبار.

وقال الأستاذ الجامعي الذي يشارك في اختبارات المصل روبين شاتوك: “النتائج التي تم التوصل إليها مشجعة، إذ أظهرت أن المصل آمن وأنه يوفر نوعا من استجابة المناعة التي قد تقي الإصابة بالكلاميديا.”

وأضاف: “الخطوة التالية هي أن نتقدم بالمصل إلى المزيد من التجارب، لكن حتى يحدث ذلك، لن يتسنى لنا التأكد من أنه يوفر وقاية حقيقية.”

وتابع: “نأمل أن نبدأ المرحلة التالية العام المقبل أو الذي يليه. وإذا أثبت المصل فاعلية أثناء هذه التجارب، قد نرى المصل بين الأمصال المتوافرة للجمهور خلال خمس سنوات.”

ورجح شاتوك أن يُقدم هذا المصل مع مصل آخر مضاد لفيروس الورم الحليمي البشري، وهو مرض سرطاني، الذي يستخدم حاليا في الوقاية من سرطان عنق الرحم.

وقال متحدث باسم مؤسسة بروك الخيرية، المتخصصة في الصحة الجنسية للشباب: “بينما جاءت نتائج اختبارات هذا المصل واعدة، لا يزال الوقت مبكرا جدا على استخدامه، وقد يكون متوافرا على نطاق واسع بعد سنوات من التطوير.”

وأضاف: “يسعدنا أن نرى مصلا مضادا للكلاميديا في المستقبل، ونأمل أن نراه على أرض الواقع.”

وتابع: “يزداد اكتشاف أنواع العدوى التي تنتقل عبر ممارسة الجنس على المستويين المحلي والدولي، بما في ذلك مرض السيلان المقاوم للعلاج بالمضادات الحيوية، ولا يزال من الضروري استخدام الواقي الذكري لحماية أنفسهم.”[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها