سجين في الكويت ينتحل شخصيات شيوخ و يستهدف فنانين من داخل محبسه
تمكن سجين في #الكويت من ممارسة عمليات نصب واحتيال متقنة وهو داخل محبسه، مثيراً دهشة السلطات بالأعمال التي يمكنه القيام بها، ومن بينها انتحاله لشخصيات شيوخ في الكويت، مستهدفاً عدداً من المشاهير للنصب عليهم.
وكشفت صحيفة “القبس” الكويتية قصة السجين، الذي وصفته بـ “الخطير”، وقالت إنه “ينتحل شخصيات شيوخ ورجال أعمال ومشاهير، ليمارس النصب والاحتيال، وهو في محبسه بالسجن المركزي”، مشيرة إلى أن تحقيقات موسعة بدأت بالقضية.
ولا يتجاوز المُتهم الذي اكتفت الصحيفة بذكر حرفين من اسمه (خ.ب) العقد الثاني من عمره، وقالت إنه قام بعمليات هدفها توريط عدد من الشخصيات البارزة والفنانين والمشاهير في قضايا نصب وغسل أموال.
وبدأت تتكشف ممارسات السجين، وفق صحيفة “القبس” الكويتية، عندما شكّ صديق أحد الضحايا، واتصل بالشيخ (الذي تم انتحال شخصيته) لما بينهما من علاقات، وسأله عن بعض التفاصيل المزعومة، فاتَّضح أن الشيخ لا يعلم شيئاً، فتم إبلاغ وزارة الداخلية بالأمر.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها، إن المتهم “مجرم يقضي عقوبة السجن (19 سنة) بسبب قضايا نصب واحتيال أيضاً، ولعملياته الحديثة يستخدم هاتفاً برقم ذهبي للإيقاع بضحاياه الذين يختارهم بعناية، فتم إلقاء القبض عليه داخل زنزانته، واقتيد للتحقيق معه في القضية”.
ويعيش السجين حياة مرفهة في محبسه، حيث يطلب مئات الدنانير يومياً له، كما يتمتع بتلفزيون واشتراكات مدفوعة بقنوات رياضية وغير رياضية.
ووصفت المصادر الأمنية المتهم بـ “الداهية”، وقالت إنه يجيد تمثيل الشخصيات التي ينتحلها، متحدثة عن إيقاعه بضحاياه البارزين عن طريق مظاهر عدة، منها استخدامه رقم هاتف يوهم المتلقي بأنه من الشخصيات الرفيعة، أو إرسال سيارات فارهة لتوصيل بعض الطلبات والهدايا إليهم.
وأضافت المصادر أنه تمكّن من خلال انتحال شخصية «الشيخ» من حجز طائرة خاصة لرجل أعمال مرموق من البحرين إلى الكويت، وكشفت أنه يستخدم 4 مناديب خارج السجن في عملياته ويحوّل الأموال إلى حساباتهم.
وبدأت عمليات نصب السجين من خلال إيهام الشخصيات التي يتصل بها بأنه يبيع ساعات من ماركة عالمية لا تُباع إلا لجهة واحدة عالية المستوى جداً في الدولة، إذ يقوم في المرة الأولى بشراء تلك الساعات لحساب الراغبين فيها، وتتجاوز قيمة الواحدة 50 ألف دينار، لكنه في المرات التالية عندما يحصل على مبالغ أكبر لا يفي بالوعد.
وقالت “القبس”، إنه بحسب المعلومات التي حصلت عليها من مصادر متابعة، فإنه يتميز بقدرة كبيرة على القيام بمظاهر تدل على أنه بالفعل “شيخ مرموق أو شخصية رفيعة”، ويستخرج شيكات ومستندات مزورة، وكل ذلك وهو في محبسه!
ونقلت الصحيفة أيضاً عن المصادر الأمنية قولها إن “القضية حساسة”، وأكدت أن التحريات كشفت مفاجآت خطيرة جداً، وذكرت أن “هناك فاشينستات ومشاهير وفنانين وقعوا ضحايا، إلا أنه، بعد التحقيق والتحري، جرى إدخال بعضهم كمتهمين في القضية، وقد يقدمون إلى المحاكمة قريباً”.
وروت الصحيفة إحدى عمليات النصب التي قام بها السجين، كانت ضحيتها لاعبة رياضية، حيث اتصل بها منتحلاً صفة ابن الأسرة الحاكمة، وطلب منها أن تحصل على قرض، وأنه سوف يقوم الديوان بسداده لمعسكرها التدريبي، وبالفعل استمر أكثر من ثلاثة أشهر في سداد القرض، لكنه استولى على باقي المبلغ بحجة أنه سيقوم بصرفه على معسكرها التدريبي.
وقالت الصحيفة إن مصدراً مطلعاً على القضية، نقل على لسان السجين قوله في آخر حكم قضائي صدر بحقه: “حتى لو حكمتم عليَّ بالسجن 100 عام، سأبقى أمارس هذه الهواية لأنها تجري بدمي”.
وكان ما أدهش السلطات الكويتية أنَّ السجين إلى جانب إتقانه لتقليد أصوات الشيوخ الذين ينتحل شخصيتهم، أن لديه القدرة الكبيرة أيضاً على انتحال شخصيتين في وقت واحد “وهو الأمر الذي يجعلك تصدقه، ربما من دون تردد”، وفقاً لقول الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله، إن “السجين لا يصطاد ضحاياه بالصدفة، بل يقوم بتحريات عن كل شخص مستهدف، ويسأل عن هواياته في مجال الساعات أو المركبات، ويدخل إليه من هذا الباب. البضاعة تأخرت.. من الأمور التي يقوم بها المتهم المقبوض عليه، ولكي يوحي أنه صادق ولا يمارس النصب والاحتيال يقوم بتوفير المتطلبات للمرة الأولى، لكنه في المرات التالية، وبعد أن تثق به، لا يفي بالوعد، بحجة أن البضاعة المطلوبة تأخرت”.
كذلك كشفت التحقيقات تزوير ضمانات بنكية، وقالت “القبس”، إن “السجين يقدم ضمانات بنكية مزوّرة باسم الديوان الأميري لعدد من ضحاياه، الذين يستخدم حساباتهم في تحويل مبالغ إليهم من ضحايا آخرين لإبعاد الشبهات عن نفسه، وقد نجح بهذه الطريقة في غسل أمواله، وكوّن شبكة علاقات واسعة، إذ إن كل ضحية يتعامل معها، وبعد أن يحقق بعض مطالبها، يسألها عن آخرين لديهم هوايات مشابهة”.
وتحدثت الصحيفة عن مفاجآت تكشفت خلال التحقيقات مع السجين، من بينها وجود 9 شركاء للمتهم في قضايا النصب والاحتيال وغسل الأموال وغيرها من التهم.
وقالت “القبس” إنه “جرى ضبط 7 منهم (4 كويتيين ومصريان وهندي)، وحجزهم بقرار من النيابة العامة، بينما يجري رصد اثنين آخرين (كويتي وسوري) خارج البلاد، تمهيداً لضبطهما فور عودتهما” .
وكشفت مصادر مطلعة للصحيفة أن وزارة الداخلية فتحت تحقيقاً سرياً بالواقعة، وجرى جمع كاميرات المراقبة داخل السجن، لمعرفة أدق التفاصيل وزوار المتهمين، وجميع الذين يلتقي بهم المتهم المسجون داخل السجن.
وقالت المصادر نفسها، إن المتهم اعترف تفصيلياً بما كان يقوم به، وتحدثت عن واقعة نصب أخرى قبل 4 سنوات، عندما استطاع السجين بيع تذاكر وهمية لمكاتب سفر بقيمة 150 ألف دينار.
ووصفته المصادر بأنه «مجنون تزوير»، مبيّنة أن التحقيقات كشفت أنه زوّر بطاقة مدنية لرجل أعمال معروف، كما زوّر جواز سفره.
كذلك كشفت التحقيقات في القضية عن خروقات أمنية خطيرة وفوضى في السجون، حيث قالت “القبس” إنه “رغم الجهود المتواصلة لوزارة الداخلية لضبط الأوضاع في السجون، فإن التحقيقات كشفت عن سجناء يعيشون كأنهم في «أماكن» بلا رقيب أو حسيب، مع استفادتهم من تواطؤات تسمح لهم بفعل ما يشاؤون لقاء مبالغ مالية”.
وتحدثت الصحيفة عن ممنوعات متداولة كالهواتف النقالة بأنواعها، فضلاً عن بيع وشراء المواد المخدرة من حشيش وحبوب.[ads3]
غريب مافي ولا واحد سوري من شركائه