كانتونا وشيكسبير والملك لير! ( فيديو )

كعادته في إثارة الجدل وسرقة الأضواء، أصبح النجم الفرنسي إيريك كانتونا حديث وسائل الإعلام، بعد التصريحات التي أدلى بها عقب تسلمه جائزة رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، على هامش قرعة دوري الأبطال وتوزيع جوائز الاتحاد.

كانتونا تم تكريمه بالجائزة عرفاناً لمسيرته كلاعب وكشخص رافض للمساومة مدافع عن القيم، على حد تعبير رئيس الاتحاد تشيفيرين، إلى جانب نشاطاته الخيرية المتعلقة وغير المتعلقة بكرة القدم.

ملك أولدترافورد، تسلم الجائزة بقميصه الأحمر الذي ميزه عن الحاضرين بأزيائهم الرسمية، ثم أدلى بتصريح غريب جعل الجميع وكأن على رؤوسهم الطير، قبل أن يصفقوا له باستغراب.

بدأ كانتونا تصريحه بجملة لم تنقلها معظم وسائل الإعلام وقفزت مباشرة للجملة التي تليها، والجملة هي اقتباس من مسرحية الملك لير لشيكسبير.

يقول كانتونا مقتبساً عن الأمير غلوستر (شخصية في المسرحية): “لسنا بالنسبة للآلهة إلا كالذباب بالنسبة للصبية العابثين.. يلهون بنا ويقتلوننا في سبيل المتعة”.

ويضيف: “عما قريب، سينجح العلم بالإبقاء على الخلايا كما هي، وليس فقط في إبطاء الشيخوخة، ما يعني أننا سنصبح خالدين، ولن تقتلنا سوى الحوادث والجرائم والحروب، ولسوء الحظ فإنها ستتضاعف…. أنا أحب كرة القدم.. شكراً لكم”.

كانتونا الذي اعتزل وهو في القمة، وبكاه سير أليكس فيرغسون، وأرسل له رسالة شكر وامتنان مؤثرة، وتمنى أشد التمني أن يعثر على لاعب مثله، أكمل مشواره كمدرب لمنتخب فرنسا للكرة الشاطئية وقاده لإحراز بطولة العالم، كما اتجه للفن وشارك في العديد من المسلسلات والأفلام (الأجمل والأبرز فيلم Looking for Eric).

إيريك كما أسلفت، أستاذ في التصريحات المثيرة، وقد كان أشهرها بعد الإعلان عن عقوبته إثر ركله لمشجع خلال مباراة، حيث قال للصحافيين: “تتبع طيور النورس قوارب الصيد لاعتقادها بأنها سترمي أسماك السردين في البحر” ثم غادر المؤتمر!

وقبل نهاية الموسم الماضي، سألته مذيعة عن الفريق الذي يفضل فوزه بلقب الدوري (ليفربول أو سيتي)، فأجاب: “لا أحد.. وكأنك تسألينني عما إذا كنت أرغب بأن يكون لي أسنان من خشب أو سيقان من إسفنج”.

يطول الحديث عن كانتونا، هو ساحر بأدائه ووقفته المرعبة وياقته المرفوعة، لاعب من طينة مارادونا (طينة وليس مستوى)، أي أنه يمثل كرة القدم النقية الخام الصرفة البديهية الطبيعية الخالية من المحسنات والملونات الكيميائية والكوليسترول.

لعب في مانشستر العديد من الأساطير وكثير منهم حققوا أكثر مما حققه كانتونا بكثير، لم يحصل على لقب دوري الأبطال، لم يتوج هدافاً للدوري، لم يفز بالكرة الذهبية معهم، لم يصبح هدافهم التاريخي، لم يستمتعوا بما قدمه سوى لبضع سنوات، ورغم كل ذلك منحوه لقب “الملك” دوناً عن غيره، وما زالوا يهتفون باسمه إلى اليوم.. الحب الحقيقي لا تفسير له ولا يحتاج إلى أسباب.

عمر قصير

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها