واشنطن بوست : ترامب ربما يحقق انتصاراً رمزياً على ألمانيا بشأن نفقات الناتو
ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن الرئيس دونالد ترامب قد يحقق قريبًا انتصاراً رمزياً أكبر من ألمانيا لدعم نفقات حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني، الأربعاء، أن هذا الأمر ربما يتحقق بموجب خطة تسوية من شأنها أن تُزيد قليلاً ما تدفعه ألمانيا لإدارة التحالف العسكري، مع تقليل حصة الولايات المتحدة في وقت واحد، مشيرةً إلى أن الخلاف برمته يتعلق بشأن الكميات الضئيلة نسبيًا التي يساهم بها أعضاء التحالف في إدارته، وهو شأن منفصل عن مسألة الإنفاق الدفاعي والانخفاض في إجمالي نفقات التحالف الشاملة، لكن بينما يواصل ترامب تقديم شكوى بشأن ما يصفه بالتمويل الضئيل من قبل ألمانيا، وهي أكبر اقتصاد في أوروبا والبلد المُضيف للمنشآت الدفاعية الأمريكية الكبرى، فإنه “من الممكن تحقيق زيادة حتى لو كانت طفيفة في المدفوعات الألمانية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأموال تُخصص لدفع أجور موظفي (الناتو) والحفاظ على الكهرباء داخل مكاتبهم حول العالم، وتمويل عدد صغير من الأصول العسكرية تحت قيادة الحلف، فيما أُعلن أن إجمالي نفقات عام 2019 وهي ما يُعرف باسم التمويل المشترك لحلف الناتو بلغت 2.6 مليار دولار، وبالمقارنة، فإن الإنفاق الدفاعي الجماعي لأعضاء الناتو البالغ عددهم 29 عضواً، يقدر بنحو 1.04 تريليون دولار.
ولفتت إلى أن البيت الأبيض لم يوضح تفاصيل الاقتراح الذي تم الكشف عنه رسميًا، الثلاثاء، في الاجتماع الأسبوعي لسفراء الناتو في بروكسل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، تحدث – شريطة عدم الكشف عن هويته – قوله: “لقد دأبت الولايات المتحدة على دعم الجهود الرامية إلى تعزيز تقاسم الأعباء، مما أدى إلى توفير أكثر من 100 مليار دولار في إجمالي الإنفاق الدفاعي الجديد منذ عام 2016”.
وأضاف: “ندعم أيضًا اقتراح الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج بتعديل طريقة حساب مساهمات التمويل المشترك لحلفاء الناتو، كما نقدر العمل الذي أنجزه مكتبه في تطوير هذه الخطة”.
ولم ترد وزارة الخارجية الألمانية على الفور على طلب الإدلاء بتعليق.
وقال مسؤولون إنه بموجب الاقتراح الذي تدعمه الولايات المتحدة، ستنخفض المساهمات الأمريكية في التمويل المشترك لحلف الناتو من 22.1 % من إجمالي التمويل إلى 15.9%، ابتداء من عام 2021.
في الوقت ذاته، ستقوم ألمانيا بزيادة حصتها من 14.8% إلى 15.9%، بما يتناسب مع حصة الولايات المتحدة، وبالنسبة إلى ألمانيا، من المرجح أن تكون الزيادة الضئيلة في التمويل الإداري لحلف (الناتو) كمؤسسة متعددة الأطراف أكثر قبولا من الناحية السياسية عن الزيادات الكبيرة في الإنفاق الدفاعي الشامل، وفقاً لقول جيف راثكي، رئيس المعهد الأمريكي للدراسات الألمانية المعاصرة في جامعة جونز هوبكنز.
وأضاف راثكي أنه من الطبيعي أن تزيد ألمانيا من مساهمتها في التمويل المشترك لحلف الناتو كتعبير عن الأهداف الأمنية الدولية لألمانيا والأولوية التي توليها للحفاظ على حلف الناتو، حيث صدقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على زيادة الإنفاق الدفاعي الألماني منذ عام 2014، على الرغم من المعارضة السياسية الداخلية للزيادات التي يقول بعض خصوم ميركل إنه ينبغي إنفاقها على الخدمات الاجتماعية وغيرها من الأولويات المحلية.
ومن المتوقع أن يصل الإنفاق الدفاعي الألماني إلى 54 مليار دولار هذا العام، لكن ما تزال البلاد متأخرة عن مواكبة تعهد دول الناتو بإنفاق 2% من إجمالي الناتج المحلي على الدفاع، وقد عقد ترامب وميركل اجتماعاً، الشهر الماضي، في قمة مجموعة السبع التي عٌقدت في (فرنسا)، وأوضحا أنهما ناقشا قضايا الدفاع. (أ ش أ)[ads3]