سوري يصنع الحلويات في مدينة صينية
حرمت الحرب في سوريا الكثيرين من مساكنهم ودفعتهم إلى التجوال والترحال بحثا عن أماكن أخرى للعيش بسلام، والهرب من رحى الحرب التي عصفت بالشباب وجعلت منهم حطبا لحرب لم تبق ولم تذر.
جاء عمر ومن معه إلى مدينة ييوو في مقاطعة تشجيانغ الصينية، وفيها أطلق مشروعه لصنع الحلويات السورية، ظل يعمل بكد وجد لترويج بضاعته في السوق الصينية وخلق مكان جديد له ويكفل له العيش الكريم والآمن.
تعتبر مدينة ييوو جنة لتداول السلع الصغيرة، وتجري فيها العديد من التبادلات المتخصصة بين #الصين والشرق الأوسط، كما أنها تحتضن أيضا ما يقرب من 20 ألف تاجر عربي.
كانت سوريا الأعلى عربيا من حيث مستوى التعليم في الشرق الأوسط، وكان متوسط العمر المتوقع فيها قبل الحرب 70 عاما، أي أطول من نظيره في العديد من البلدان. كما كان البلد بلدا سياحيا بامتياز ويحقق أرباحا كثيرة من هذا القطاع.
بعد الحرب، لم يعد من الممكن السفر إلى سوريا للسياحة. وبات عمر وأصدقاؤه يفكرون في كيفية المغادرة، فالحياة صارت لا تطاق والاكتئاب الاقتصادي بعد الحرب لم يعد يحتمل. غادر عمر البالغ من العمر 41 عاما الآن منزله وجاء إلى الصين لكسب عيشه. فكر حينها في كيفية تطوير الحلويات السورية في الصين، وكان له مطعم في مدينة ييوو، ورغب في أن يشعر الضيوف بأنهم في منازلهم في الشرق الأوسط، لذلك من الأحسن أن توجد الحلويات على الموائد.
عندما تعرف عمر على صاحب مصنع الحلوى الشهير في دمشق (والد حازم)، سأله عما إذا كان مستعدا للسفر إلى الصين لصنع الحلويات، فجاءه الرد من صاحب المصنع بسرعة: “نعم، ابني الثاني (حازم) يريد الذهاب إلى الصين.” وهكذا أصبح حازم طاهيا آخر للحلويات العربية في مدينة ييوو.
لكن الحظ السيء كان بانتظارهم، لم ينجح مشروعهم في الصين. وفقد الشركاء العرب ثقتهم في عمر، فأفلس المطعم، واضطر عمر إلى رهن المنزل والسيارة… ولكن إفلاسه لم يثن حازم عن البقاء معه.
بعد نصف عام، استأنف عمر عمله، واستأجر متجرا صغيرا وفتح مقهى مساحته أقل من 15 مترا مربعا. في هذه المرة وجد عمر شريكا صينيا وقررا استخدام الحلوى السورية التقليدية البقلاوة التي كان يصنعها حازم كمنتج وتم تسويقه في متجر إلكتروني.
ازدادت الطلبات تدريجيا على المقهى، وقدم حازم لعمر صديقه عمران في دمشق بسوريا كطباخ.
بعد الحرب، لم يعد عمر إلى منزله. وصار نادرا ما يقرأ الأخبار عن سوريا، لكنه ذكريات الشوارع أمام منزله عندما كان مراهقا، والطعام الذي كانت تصنعته أخته، ورائحة العطور والحلوى العربية المنتشرة في الهواء لم تفارقه يوما.
واليوم، يعيش عمر وفريق عمله في مدينة ييوو الصينية الصغيرة والعادية، وما زالوا كعادتهم يعملون بجد لإعداد الحلويات السورية وترويجها في السوق الصينية.
*العنوان والنص لشبكة تلفزيون الصين الدولية[ads3]
الله يوفقهم، الصين بلد صعب للاستثمار الداخلي، فالسوق الصينية مغلقة على الصينيين ولا يقبلوا الغريب ولكن بالمقابل الاستثمار الناجح هو في التصنيع بالصين والاستفادة من التقنية ورخص اليد العاملة و التصدير للخارج.
مشان الله ما عندكم غير الشاورما والتبولة والحلويات تقدموا للحضارة والشعوب الأخرى؟