تقرير المناخ : الطعام سيكون نادراً و مكلفاً و أقل تغذية
أزمة المناخ ستكون السبب في ندرة الغذاء، وارتفاع أسعاره، وفقدان المحاصيل لقيمتها الغذائية، وفقاً لتقرير صادر عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة حول استخدام الأراضي.
وستكون أزمة المناخ السبب أيضاً في تغيير أنواع المحاصيل التي يمكن أن ينتجها المزارعون.
وقالت باميلا ماكلوي، أستاذة مشاركة في علم البيئة البشرية في كلية العلوم البيئية والبيولوجية بجامعة “روتجرز” إن الرسالة الرئيسية لهذا التقرير هي ضرورة خفض انبعاثات الكربون، والحفاظ على ارتفاع درجة حرارة الأرض عند أقل من درجتين.
ووفقاً للتجارب التي أُجريت على بعض النباتات، وجد التقرير أن كمية الطعام المغذي قد تنخفض أيضاً. وعلى سبيل المثال، سيوفر القمح المزروع بظل مستويات مرتفعة من ثاني أكسيد الكربون، بروتيناً أقل بنسبة 6-13٪، وزنكاً أقل بنسبة 4-7٪ وحديداً أقل بنسبة 5-8٪.
وقالت سينثيا روزنزويغ، كبيرة الباحثين في معهد غودارد لدراسات الفضاء، التابع لناسا: “إننا ندرس كيف يمكن أن يترجم هذا في الطعام الذي نتناوله، وفي مجموعة من المحاصيل المختلفة، نشهد نتائج مماثلة”، موضحة أنه بالنظر إلى أن الأحداث القاسية مثل موجة الصيف الحارة في أوروبا، تزداد في الحجم والكثافة، فإن أنظمة الغذاء تظهر بالفعل بعض التغيير.
وبحسب ما اوردت شبكة “سي إن إن”، شكلّ نقص التغذية لفترة طويلة مصدر قلق للعلماء، الذين يراقبون أزمة المناخ عن كثب.
وسيتسبب نقص الطعام من قدرة الأشخاص على العمل جسدياً، وقد يقلل من قدرتهم على التفكير بوضوح. وأظهرت الدراسات بأن ذلك يعرضك لخطر أكبر للإصابة بأمراض مزمنة والموت.
ورغم أن الكثير من الناس ليس لديهم ما يكفي من الطعام، إلا أن العالم يحرز تقدماً في هذا المجال. ووفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية، فإن عدد سكان العالم الذين ليس لديهم ما يكفيهم من الطعام في التسعينيات بلغ 1.01 مليار شخص، ولكن بحلول العام 2015، انخفض العدد إلى 80.5 مليون، أي حوالي 11 ٪ من سكان العالم.
ووجدت دراسة نُشرت في شهر أيار/مايو، وتناولت إنتاج أفضل 10 محاصيل عالمية ومنها الشعير، والكسافا، والذرة، وزيت النخيل، وبذور اللفت، والأرز، والذرة الرفيعة، وفول الصويا، وقصب السكر، والقمح، أنه بسبب أزمة المناخ، شهد العالم بالفعل خفض 35 تريليون سعرة حرارية كل عام. وهذا يعادل حوالي 1 ٪ من السعرات الحرارية الغذائية المفقودة كل عام.
وقال مؤلف الدراسة ديباك راي إن ذلك يعني أنك تزيل السعرات الحرارية الغذائية لنحو 50 مليون شخص، مضيفاً أننا قد نرى في المستقبل انخفاضا أكبر، ما لم نستعد لذلك، ونعمل على خفض انبعاثات الكربون.
وأوضح راي أن أزمة المناخ تؤثر على المناطق بشكل مختلف. وتشعر أوروبا، وجنوب إفريقيا، وجنوب آسيا، وأستراليا، بالتأثير السلبي الأكبر لإنتاج الغذاء بسبب أزمة المناخ حتى الآن. وفي الولايات المتحدة، شهدت إلينوي انخفاضاً بنسبة 8٪ في محصول الذرة، ولكن في ولايات مثل أيوا وفي الغرب الأوسط العلوي، كانت هناك بعض المكاسب في الإنتاج بسبب تغير المناخ.
ومن المحتمل أن تكون الدول ذات الدخل المرتفع قادرة على التعامل مع الأمر، لكن مناطق مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وأجزاء من آسيا والهند ستصبح أكثر عرضة للخطر.
وقال راي “إنها مشكلة صعبة للغاية، وبالنسبة للعديد من البلدان التي هي أصلاً غير آمنة للغذاء، قد يصبح الجوع قضية أكبر بكثير.”
ويوافق الفسيولوجي النباتي لويس زيسكا على ذلك. فقد ساهم عمله في تقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ. وكان قد وجد في عمله السابق مع وزارة الزراعة الأمريكية أن ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون كان له تأثير سلبي على القيمة الغذائية لبعض المحاصيل مثل الأرز، وأزمة المناخ قللت من غلة المحاصيل. كما أنها قد أثرت سلباً على نمو الأزهار، مما يعني أن الملقحات والنحل والفراشات التي تعتمد على حبوب اللقاح معرضة للخطر بسبب أزمة المناخ.
ويعتبر زيسكا الغذاء أحد أهم القضايا التي يجب على صناع السياسات النظر إليها في ظل أزمة المناخ.[ads3]