ألمانيا تسعى لاستضافة مؤتمر من أجل الاستقرار في ليبيا

قال سفير ألمانيا لدى ليبيا، الأربعاء، إن بلاده تهدف إلى استضافة مؤتمر حول ليبيا هذا العام بالتعاون مع الأمم المتحدة لمحاولة إرساء الاستقرار في الدولة المنتجة للنفط والتي تشهد قتالا بين فصائل متناحرة من أجل السيطرة على العاصمة طرابلس.

ويقول دبلوماسيون إن هذه الخطط التي لا تزال في مراحلها الأولى هي أول مسعى دبلوماسي كبير منذ أن شنت قوات خليفة حفتر هجوما في أبريل/ نيسان لانتزاع السيطرة على طرابلس من حكومة فايز السراج المعترف بها دوليا.

وأدى الهجوم إلى نزوح أكثر من 120 ألف شخص وعرقلة جهود تبذلها الأمم المتحدة منذ سنوات لإقرار السلام، بيد أنه لم يحرز أي تقدم حيث لم يتمكن ما يسمى “الجيش الوطني الليبي” من اختراق الضواحي الجنوبية لطرابلس.

وكشف مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة في الشهر الماضي عن خطط لعقد مؤتمر دولي بشأن ليبيا يضم القوى الأجنبية التي تدعم الجماعات المتناحرة على الأرض دون أن يحدد مكان الانعقاد.

وقال سفير ألمانيا لدى ليبيا أوليفر أوفكزا على تويتر: “بدأت ألمانيا من أجل ذلك عملية تشاور مع أطراف دولية رئيسية. ومع وجود أعمال تحضيرية كافية، قد تقود هذه الجهود إلى حدث دولي مهم هذا الخريف”.

ولم يذكر أي تفاصيل عن المؤتمر الذي جاء الإعلان عنه بعد أن أبلغت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل البرلمان بأن الوضع في ليبيا يهدد بزعزعة الاستقرار في كل أنحاء أفريقيا.

وذكرت مصادر دبلوماسية أن المؤتمر سيعقد في برلين في أكتوبر/ تشرين الأول أو نوفمبر/ تشرين الثاني.

وتحول الصراع في ليبيا على نحو متزايد إلى حرب بالوكالة بين قوى خارجية تدعم جماعات مسلحة متعددة تتقاتل منذ الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة 2011.

وتقول تقارير للأمم المتحدة إن حفتر المتحالف مع حكومة موازية في الشرق يحظى منذ سنوات بدعم عسكري من مصر والإمارات.

ويقول دبلوماسيون إن تركيا تدعم السراج وترسل لقواته طائرات مسيرة مقاتلة ومركبات منذ بدء الحرب مما أحدث توازنا مع التفوق العسكري لقوات حفتر.

ويقول دبلوماسيون نقلا عن سلامة إن بمقدور ألمانيا القيام بجهود وساطة حيث ينظر إليها على أنها طرف محايد في الصراع على عكس فرنسا وإيطاليا اللتين تتنافسان على النفوذ ولهما مصالح في قطاعي النفط والغاز في ليبيا.

وشاركت الدولتان في ترتيب اجتماعات بين حفتر والسراج وأطراف إقليمية انعقدت في باريس وباليرمو العام الماضي لكنها لم تسفر عن أي انفراجة.

وتتمتع ألمانيا بعلاقات قوية مع تركيا ومصر اللتين توترت علاقاتهما الثنائية منذ أطاح الجيش المصري بقيادة وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي بالرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.

وقال المحلل الليبي عماد بادي: “ألمانيا فكرة جيدة نظرا لأنها لم تشارك فعليا في دعم أي طرف في الصراع وكذلك لما تحظى به من نفوذ في الاتحاد الأوروبي وما وراءه”.

ويقول دبلوماسيون إن هدف المؤتمر سيتمثل في دفع الأطراف الخارجية لتنفيذ حظر قائم على السلاح وكذلك تطبيق وقف لإطلاق النار كي يتمكن الليبيون من إجراء محادثات بشأن المشاركة في السلطة وتنظيم انتخابات في نهاية المطاف.

ويقولون إن العقبات الرئيسية ستكون في إقناع تركيا بالجلوس مع مسؤولين كبار من مصر والإمارات.

وانسحب الوفد التركي من آخر مؤتمر حول ليبيا والذي عقدته إيطاليا في نوفمبر/ تشرين الثاني وذلك بعد عدم السماح لنائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي بالمشاركة في اجتماعات بين حفتر والسراج والسيسي وأطراف أوروبية.

(REUTERS)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها