مجوهرات مصنوعة من حليب الأم .. و الرجال يقدمونها كتذكار لزوجاتهم
الرضاعة الطبيعية، بالنسبة لبعض الأمهات، ليست مجرد مسألة تغذية فحسب، بل هي لحظة أمان ورابط حميمي بين الأم وطفلها.. الأمر الذي دفع الأم الألمانية، ميلاني كيبل، إلى تذكر هذه اللحظات بطريقة مختلفة ومميزة.
قبل ولادة ابنها في عام 2016، أرادت كيبل أن تُرضع ابنها بشكل طبيعي دون اللجوء إلى أي حليب اصطناعي للأطفال. ولكن، كانت تجربة الأم الألمانية صعبة للغاية مع الرضاعة الطبيعية، حيث رفض ابنها في البداية تناوله.
ولفترة حوالي 3 أشهر، سعت الأم الألمانية بجهد حتى ترضع ابنها. وفي حديثها مع شبكة “سي إن إن”، قالت: “أصبح حليب الثدي لدي أقل وأقل مع مرور الأيام، حتى استطعت أن أجمع 10 ملليلترات فقط من الحليب خلال يوم كامل”.
وبذلك، قررت الأم الألمانية أن تصنع قطعة مجوهرات من حليبها، كتذكار أو رمز على قتالها وعدم استسلامها.
من هذا المنطلق، أنشأت كيبل موقعاً الكترونياً عام 2017، بحيث تصنع فيه مجوهرات من حليب الأم بناء على الطلب فقط، حيث شهد الموقع نجاحاً كبيراً، إلى درجة أنه دفع كيبل إلى الاستقالة من وظيفتها الأساسية والعمل كمصممة مجوهرات بدوام كامل.
وقبل تحويله إلى قطع مجوهرات، يتطلب الحليب معالجته وتعقيمه أولاً، إذ يستغرق تصنيعه حوالي ثلاثة أو أربعة أسابيع.
ولا يخلو عمل الأم الألمانية من التحديات، فهي تعرف مدى أهمية المجوهرات لعملائها والقيمة المعنوية التي تحملها، لذا تحاول تلبية طلباتهم ورغباتهم على أكمل وجه.
وبالنسبة إلى العملاء المستهدفين، أوصحت كيبل: “هن الأمهات الشابات اللواتي وضعن مولوداً حديثاً، لأن معظم المجوهرات مصنوعة من حليب الأمهات. وهناك الآباء أيضاً الذي يريدون مفاجأة زوجاتهن بمجوهرات من حليب ثدي الأم”.
وأشارت كيبل إلى أن “غالباً ما تشعر الأمهات بالصعوبة عندما يتوقف الطفل عن الرضاعة الطبيعية، لذا الحفاظ على جزء من حليبها كذكرى، هو أمر مدهش ببساطة، ويجعلهن يشعرن بالراحة.”
وما زالت كيبل تواجه حتى اليوم انتقادات عديدة حول تصاميمها، ولكنها تعتبر أن هذه المجوهرات تتمحور حول ذكرى خاصة للغاية لا يمكن استرجاعها، فالأمهات وحدهن يستطعن فهم ذلك.
يُذكر أن الأم الألمانية لا تصنع المجوهرات من حليب الأم فحسب، وإنما أيضاً باستخدام الشعر أو رماد الأقارب المتوفين، بحيث يتمكن الأشخاص من الشعور بقربهم. وفي حال عدم توفر الحليب، يستخدم البعض جزءاً من الحبل السري، حيث أوضحت المصممة أنه “خاص للغاية كون الغذاء يصل للجنين عن طريقه لمدة 9 أشهر”.
[ads3]