في ألمانيا .. أوعية خزفية للرضاعة من العصر البرونزي ما زالت تحوي بقايا الحليب !

كشف تحليل لثلاثة أوعية خزفية، عثر عليها فى مقبرة من يعود تاريخها للعصر البرونزى والحديدى خصصت لدفن الأطفال والرضع، بولاية بافاريا جنوب شرق ألمانيا، عن بقايا حليب حيوانى، مما يشير إلى أن هذه الأوعية استخدمت فى عملية إرضاع وفطام الأطفال، وهو ما يقدم تصورا جديدا عن حياة البشر ما قبل التاريخ.

بحسب موقع مؤسسة دويتشه فيله الألمانية، قالت الدراسة التى نشرتها مجلة نيتشر العلمية، وفق ما أورد موقع “بوابة الشروق”، فإن هذا الاكتشاف يقدم دليلا عن المواد الغذائية التى تم استخدمها فى فترة ما قبل التاريخ لإطعام الرضع أو فطامهم، و«هو ما يؤكد على أهمية الحليب من الحيوانات المستأنسة للمجموعات البشرية فى تلك الفترة».

ويعتبر هذا الكشف بمثابة أول دليل مباشر على الأطعمة التى تناولها الأطفال، وطريقة إطعام الرضع فى عصور ما قبل التاريخ، حيث أكد الباحثون أنه لا يعرف الكثير من المعلومات عن الأطعمة التى استهلكها الأطفال الرضع فى ذلك الوقت.

وقالت جولى دان، المؤلفة الرئيسية للدراسة وعالمة الآثار الجزيئية والبيولوجية، بجامعة بريستول البريطانية: «أعتقد أن هذا يعطينا لمحة عن الحب والرعاية التى شمل بها هؤلاء الناس أطفالهم فى عصر ما قبل التاريخ».

وقال الباحثون إن أقدم الأوعية الثلاثة التى تم فحصها فى الدراسة صنعت خلال العصر البرونزى قبل نحو 2800 إلى 3200 عام.

الأوعية المكتشفة كانت لها فتحات ضيقة وكانت صغيرة الحجم بما يكفى لتناسب يد الطفل. وتم تشكيل بعضها كرءوس الحيوانات مع القرون والأذن الطويلة والأقدام أيضا.

وقالت عالمة الآثار كاثرينا ريباى ساليسبرى، من الأكاديمية النمساوية للعلوم (OAW) لوكالة رويترز: «أعتقد أنهم لطيفون جدا وبشكل لا يصدق، وأعتقد أن الناس فى عصور ما قبل التاريخ كانوا مدركين لهذا، وقد يكون لتلك الأوانى وظيفة مزدوجة كأن تكون للعب والترفية مثل ألعاب الأطفال الحديثة».

وأضافت ساليسبرى: أن الحياة فى أوروبا خلال العصر البرونزى والعصر الحديدى كانت صعبة وعسيرة، حيث عانى الكثيرون من المجاعة والمرض والظروف المعيشية غير الصحية، مشيرة إلى أن ثلث المواليد الجدد قد ماتوا قبل بلوغهم عامهم الأول ونحو نصف الأطفال فقط هم من بلغوا سن الرشد.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها