وزير الخارجية الألماني : علينا ألا نسمح بأن تنفتح مقابر جديدة في أوروبا

بعد نحو 30 عاماً من خريف التحول في عام 1989، الذي بدت فيه إرهاصات سقوط سور برلين، دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لمواجهة تزايد التوجهات القومية واتجاهات الانقسام الجديدة في أوروبا، وحذر من السماح بانفتاح مقابر جديدة في أوروبا.

وفي الذكرى السنوية لإصدار تصريح المغادرة لآلاف لاجئي جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية) في السفارة الألمانية في العاصمة التشيكية براغ، دعا ماس، الاثنين، لاتخاذ شجاعة هؤلاء اللاجئين نموذجاً يُحتذى به حالياً.

وتابع الوزير الاتحادي اليوم خلال استقباله في السفارة الألمانية ببراغ: “من المجدي المخاطرة بشيء لأجل الحرية والعدالة والديمقراطية، لأن لا شيء منها يعد بديهياً”.

وأضاف ماس: “هذا الوعي ما يزال قيماً حالياً في فترات المغريات الشعوبية والإيديولوجيين القوميين، كما كان في الماضي”.

وأكد وزير الخارجية الألماني أن الوحدة الألمانية كانت أيضا “هدية أوروبا لألمانيا”، موضحاً أن ذلك كان في نهاية قرن من الزمن جلب فيه الألمان “معاناة ورعب لا نهاية لهما” عبر أوروبا، وأضاف أن الأمر يتعلق حالياً بالنسبة للألمان والتشيكيين بالقيام بإسهام لتكاتف أوروبا، وقال: “نحن تحديداً يجب ألا نسمح بأن تنفتح في أوروبا مقابر جديدة، سواء بين الشرق والغرب أو بين الجنوب والشمال”.

يُذكر أن آلاف من مواطني ألمانيا الشرقية لجأوا إلى سفارة ألمانيا الغربية في براغ خلال شهري آب وأيلول عام 1989.

وفي 30 أيلول من نفس العام، قال وزير خارجية ألمانيا الغربية هانز-ديتريش غينشر هناك في خطابه الشهير من شرفة السفارة للاجئين: “جئنا لنخبركم بأن اليوم يوم مغادرتكم”، ولم يتم سماع باقي العبارة بسبب تهليل اللاجئين الذين أقاموا لأسابيع في باحة السفارة.

ومن المقرر أن يلتقي ماس بعض هؤلاء اللاجئين السابقين خلال زيارته للسفارة، وقال ماس قبل مغادرته لألمانيا: “كانوا أفراداً يتحلون بالشجاعة، ونحن جميعاً؛ أي أولئك الذين يعيشون في ألمانيا الموحدة اليوم، مدينون لهم بالكثير”.

كما أشاد ماس بمساهمة تشيكوسلوفاكيا آنذاك في رحيل مواطني جمهورية ألمانيا الديمقراطية، “لم تكن هذه مجرد لحظة حاسمة ألمانية-ألمانية، بل كانت أيضا ألمانية-تشيكوسلوفاكية وأوروبية”.

تجدر الإشارة إلى أن مغادرة لاجئي ألمانيا الشرقية من براغ تعتبر من أهم الخطوات الرئيسية في طريق سقوط سور برلين في 9 تشرين الثاني عام 1989، والوحدة الألمانية في 3 تشرين الأول عام 1990.

واحتفل شهود على الأحداث وزائرون بـ”عيد الحرية” في باحة السفارة أول، السبت. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها