ما آلية عمل الزلازل و كيف يمكن النجاة منها ؟
يضرب الزلزال بشكل مفاجئ أي منطقة من العالم، يمكن التنبؤ به، ولكن غالباً ما تكون التوقعات غير دقيقة تماماً، وإن حصل فلا يمكن إخلاء مدن كاملة من سكانها من أجل توقع غير مؤكد.
وتختلف قوته من مكان إلى آخر، حيث تشتهر مناطق بأنها أكثر عرضة للهزات الأرضية من غيرها، ولكن في العموم يمكن أن يضرب أي بقعة جغرافية على سطح كوكب الأرض.
ويمكن تسجيل الموجات الصادرة عن زلزال كبير على أجهزة رصد الزلازل في المنطقة المقابلة للزلزال من العالم، وتصل تلك الموجات إلى سطح الأرض في غضون 21 دقيقة.
ما هي الزلازل وكيف تحدث؟
الزلزال أو الهزة الأرضية، هو ظاهرة طبيعية تشكل اهتزازاً أو سلسلة من الهزات الارتجاجية المتتالية لسطح الأرض، والتي تنتج عن حركة الصفائح الصخرية في القشرة الأرضية، ويسمى مركز الزلزال “البؤرة”، يتبع ذلك ارتدادات تدعى أمواجاً زلزالية، وهذا يعود إلى تكسر الصخور وإزاحتها بسبب تراكم إجهادات داخلية نتيجة لمؤثرات جيولوجية ينجم عنها تحرك الصفائح الأرضية.
أثناء عملية الاهتزاز التي تصيب القشرة الأرضية تتولد ستة أنواع من موجات الصدمات؛ من بينها اثنتان تتعلقان بجسم الأرض حيث تؤثران في الجزء الداخلي من الأرض، في حين أن الموجات الأربع الأخرى تكون موجات سطحية.
كما يمكن التفرقة بين هذه الموجات أيضاً من خلال أنواع الحركات التي تؤثر فيها على جزيئات الصخور، حيث ترسل الموجات الأولية أو موجات الضغط جزيئات تتذبذب جيئة وذهاباً في نفس اتجاه سير هذه الأمواج، في حين تنقل الأمواج الثانوية أو المستعرضة اهتزازات عمودية على اتجاه سيرها، وعادة ما تنتقل الموجات الأولية بسرعة أكبر من الموجات الثانوية، ومن ثم فعندما يحدث زلزال فإن أول موجات تصل وتسجل في محطات البحث الجيوفيزيقية في كل أنحاء العالم هي الموجات الأولية والثانوية.
وللزلازل نظريات متعددة؛ لعل من أهمها أن كوكب الأرض كان كوكباً ساخناً كسائر الكواكب، وحينما برد كوّن الغلاف المائي وجذب له الغلاف الهوائي، ومع زيادة البرودة تكونت الطبقة الصلبة الخارجية المعروفة باسم القشرة، لكن باطن الأرض ظل ساخناً حتى الآن.
والقشرة نفسها مكونة من مجموعة من الألواح الصخرية العملاقة جداً، ويحمل كل لوح منها قارة من القارات أو أكثر، وتحدث عملية التحميل أو الشحن بشكل أساسي في مناطق التقاء هذه الألواح بعضها مع بعض، والتي يطلق عليها العلماء الصدوع أو الفوالق، التي تحدّد نهايات وبدايات الألواح الحاملة للقارات، وحينما يزيد الشحن أو الضغط على قدرة هذه الصخور على الاحتمال لا يكون بوسعها سوى إطلاق سراح هذه الطاقة فجأة في صورة موجات حركة قوية تنتشر في جميع الاتجاهات، وتخترق صخور القشرة الأرضية، وتجعلها تهتز وترتجف على النحو المعروف.
أحزمة الزلازل
في ضوء ذلك نشأت على الأرض مجموعة من المناطق الضعيفة في القشرة الأرضية تعتبر مراكز النشاط الزلزالي أو مخارج تتنفس من خلالها الأرض عما يعتمل داخلها من طاقة قلقة تحتاج للانطلاق، ويطلق عليها “أحزمة الزلازل”.
وتلك المناطق هي، وفق ما ذكرت “الخليج أونلاين”: حزام “المحيط الهادي، ويمتدّ من جنوب شرق آسيا بمحاذاة المحيط الهادي شمالاً”، وحزام “غرب أمريكا الشمالية الذي يمتد بمحاذاة المحيط الهادي”، وحزام “غرب الأمريكتين، ويشمل فنزويلا وتشيلي والأرجنتين”.
بالإضافة إلى حزام “وسط المحيط الأطلنطي، ويشمل غرب المغرب، ويمتد شمالاً حتى إسبانيا وإيطاليا ويوغوسلافيا واليونان وشمال تركيا، ويلتقي هذا الفالق عندما يمتد إلى الجنوب الشرقي مع منطقة جبال زاغروس بين العراق وإيران، وهي منطقة بالقرب من حزام الهيمالايا”.
أما حزام “الألب فيشمل منطقة جبال الألب في جنوب أوروبا”، في حين أن حزام “شمال الصين يمتدّ بعرض شمال الصين من الشرق إلى الغرب، ويلتقي مع صدع منطقة القوقاز، وغرباً مع صدع المحيط الهادي”.
وهناك حزام آخر يعتبر من أضعف أحزمة الزلازل، و”يمتد من جنوب صدع الأناضول على امتداد البحر الميت جنوباً حتى خليج السويس جنوب سيناء، ثم وسط البحر الأحمر فالفالق الأفريقي العظيم، ويؤثر في مناطق اليمن وإثيوبيا”.
وكل حزام زلزالي له طبيعة خاصة تختلف عن الأخرى من حيث الطبيعة الأرضية (الجيولوجية) والتراكيب تحت السطحية، والتي يمكن معها القول: إن “نشاطها الزلزالي يكون خاصاً بهذه المنطقة، ولا يعني تقارب زمن حدوث النشاط الزلزالي على أحزمة الزلازل المختلفة أن هناك توافقاً في زمن حدوث بعضها مع بعض؛ إنما يرجع ذلك إلى عوامل كثيرة داخل باطن الأرض لا تزال محل دراسة من قبل العلماء.
قياس شدة الزلازل
قبل عام 1900 لم يكن هناك تأريخ واضح للزلازل، يقول العلماء: إن “الأرض ربما تعرضت لزلازل شديدة في تاريخها الحديث أكثر مما كنا نعتقد في السابق”.
فقد أظهرت دراسة أن نصف الزلازل التي فاقت شدتها 8.5 درجة ووقعت في القرن التاسع عشر لم تسجل، بحسب شبكة “بي بي سي”.
ويعود ذلك لأن اختراع قياس شدة الزلازل كان في بداية القرن العشرين، ومنذ استخدامه بدأ تأريخ كل زلزال ومدى شدته وتأثيره على الحياة البشرية.
وتقاس شدة الزلازل عادة بمقياسين مهمين؛ الأول هو مقياس “شدة الزلزال”، (مقياس وصفي لما يحدثه الزلزال من تأثير في الإنسان وممتلكاته)، وهو مقياس وصفي يختلف فيه إنسان عن آخر في وصف تأثير الزلزال طبقاً لاختلاف أنماط الحياة في بلدان العالم المختلفة، ولتدخل العامل الإنساني فيه بالقصد أو المبالغة فقد ظهرت الصور العديدة لهذا المقياس وأهمها مقياس “ميركالي المعدل”، وهذا المقياس يشمل 12 درجة، فمثلاً الزلزال ذو الشدة “12” هو زلزال مدمر لا يبقي ولا يذر، ويتسبب في اندلاع البراكين، وخروج الحمم الملتهبة من باطن الأرض، وتهتز له الأرض ككل وسط المجموعة الشمسية.
أما المقياس الثاني فهو مقياس “قوة الزلزال”، وقد وضعه العالم الأمريكي تشارلز فرانسيس ريختر، ويعرف بمقياس “ريختر”، ويعتمد أساساً على كمية طاقة الإجهاد التي تتسبّب في إحداث الزلزال، وهذا مقياس علمي تحسب قيمته من الموجات الزلزالية التي تسجلها محطات الزلازل المختلفة، وهو الأكثر شهرة واعتماداً في الدول، وعليه فلا يوجد اختلاف يذكر بين قوة زلزال يحسب بواسطة مرصد حلوان بمصر أو مرصد “أبسالا” بالسويد.
وبحسب مقياس ريختر فإن الهزات بين 4.8 حتى 5.4 قد تحدث تحركاً في الأثاث المنزلي، أما الهزات بين 5.5 و6.1 فقد تسبب الشقوق في الأبنية، أما ما يتجاوز الـ7 درجات فيؤدي إلى انهيار الأبنية وانكسار الأنابيب والقنوات تحت سطح الأرض، وانهيار الجسور والسدود والتواء خطوط السكك الحديدية.
كيف نتعامل مع الزلزال؟
إذا كنت في مبنى فقف تحت مدخل الباب أو تحت طاولة متينة وبعيداً عن النافذة والزجاج، لا تستخدم المصعد، ولا الشموع أو أعواد الثقاب، وأطفئ ما يمكن إطفاؤه من أنابيب غاز وصنابير ماء رئيسية.
أما خارج المبنى فقف بعيداً عن المباني والأشجار وخطوط الهاتف والكهرباء.
وإذا كنت في مركبة فابتعد عن الأنفاق والجسور ولا تخرج من السيارة، وابقَ بعيداً عن الشواطئ التي قد يضربها التسونامي حتى بعد أن يتوقف اهتزاز الأرض.
حاول أن تكون نفسيتك مرتاحة ولا تندهش، حاول أن تسعف بعد تأمين نفسك، اسعَ لتهدئة الآخرين والتخفيف من الاضطرابات خاصة عند الأطفال، لكيلا تنتج حالات نفسية بعد ذلك.
تتبع الأخبار عبر الراديو الرسمي فيمكن انتشار الإشاعات بشكل كبير، واقرأ جيداً عن الإسعافات الأولية وخطة لجمع العائلة في مكان آمن.[ads3]