شرق ألمانيا على وقع المخاوف من جماعات اليمين المتطرف

جريمة مدينة هاله تظهر إلى أي مدى قد ذهب اليمين المتطرف في ولاية ساكسونيا أنهالت، ويرى مراقبون أن ظهور اليمين المتطرف بشكل مسلح له دلالات خطيرة، رغم تأكيد سياسيين أن مثل هذه الهجمات ليس لها مكان في المجتمع الألماني.

اليمين المتطرف في هاله له بيت قائم، يقع وسط المدينة وهو مشروع سكن لحركة الهوية اليمينية، وهناك يلتقي إيديولوجيون يمينيون مع متكبرين شباب ونازيين جدد، هدفهم نقل العنصرية ومعاداة الإسلام إلى وسط المجتمع.

وتحذر هيئة حماية الدستور (المخابرات الداخلية) من أن “أيديولوجيتهم تهدف إلى تغيير المجتمع بشكل دائم”.

وفي مدينة هاله تغير الكثير في السنوات الماضية، حتى لو أن رئيس وزراء ولاية ساكسونيا أنهالت، راينر هازلهوف، يؤكد أن الهجمات اليمينية المتطرفة مثل ما حصل الآن في هاله ليس لها مكان داخل المجتمع.

سباستيان شارمير يرى الأمر بشكل مختلف، ويقول: “الوسط اليميني المتطرف في ساكسونيا أنهالت كبير، وما أشعر به مزعجاً هو أنه مندمج جيداً في بنية مدنية”.

وشارمير يمثل كمحامي الكثير من ضحايا العنف اليميني، على سبيل المثال عائلة من بلدة آيسليبن التي لا تبعد كثيراً عن هاله، والعائلة تم الهجوم عليها من طرف ثلاثة نازيين جدد، وربة الأسرة تنحدر من سوريا، وأحد الجناة كان قد صرخ:” الأجانب ارحلوا”.

ويحكي شارمير بأن “الناس الذين شاهدوا الهجوم لم يتدخلوا، وأن يجرؤ الجناة على تنفيد هذه الهجمات، فهذا يكشف الكثير عن الوسط”.

وبالطبع يوجد الكثير من المواطنين الذين ينشطون ضد الكراهية، لكن حتى رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، يوزيف شوستر، يلاحظ تحولاً في موضع الخطوط الحمراء: “فما تم فقط التفكير فيه سابقاً يمكن قوله من جديد، والكلمات تتبعها أفعال”.

العنصريون ومعادو السامية لهم الكثير من مراكز الالتقاء في ساكسونيا أنهالت، فهناك مجلس مدني تابع لحزب البديل من أجل ألمانيا الذي يدعم امرأة تنفي حصول المحرقة اليهودية، ثم هناك ما يسمون “مواطنو الرايخ” المعروفون بكراهيتهم للمجتمع المتعدد الثقافات، إضافة إلى عدد من المجموعات اليمينية المتطرفة الصغيرة التي توسعت في ساكسونيا أنهالت مثل “مجموعة النوع” الشعبية التي تمجد النظام النازي.

وحسب جهاز الاستخبارات الداخلية فهي “متحدث مهم بالنسبة إلى الوسط فيما يرتبط بالحياة الثقافية داخل الحركة القومية وتعرض بأنشطتها، لا سيما للنازيين الجدد إطاراً أيديولوجياً لربط العائلات والأطفال بالوسط اليميني ونشر القناعات العنصرية، وفي هذا السياق يتم نشر بعض المثل على غرار “النوع الذاتي” و”العنصر”.

إلى حد الآن لا توجد تقارير حول ارتباط المشتبه به شتيفان ب بالوسط اليميني في المنطقة، الذي ألقي القبض عليه يوم الأربعاء الماضي بعدما أطلق النار على سيدة (40 عاماً) فقتلها أمام كنيس يهودي في حي باولوس بمدينة هاله، ثم قام بإطلاق النار داخل محل للشاورما التركية (دونر) يقع بالقرب من الكنيس فقتل شاباً عمره 20 عاماً.

لكن ربط الاتصال في الزمن الرقمي سهل كذلك انطلاقاً من طاولة المكتب، مثلاً مع سفين ليبش الذي يسكن في هاله وينظم ما يُسمى “مظاهرات الاثنين”، ويتواصل مع أنصاره في الأساس عبر قناته في موقع “يوتوب”.

ويفيد أخصائيون بأن ليبش “أحد الدعاة الذين لهم صدى بنظريات المؤامرة”، فهو يحرض ضد اللاجئين واليهود وضد سياسيين، وعشرات الآلاف يشاهدون التحريض.

وتحدث سفين ليبش في يوم الجناية في هاله على يوتوب، وقال: “أيها الناس ما زلت على قيد الحياة ولم أعايش رحلة مطاردة وأريد ببساطة القول بأنه ليس لي علاقة بالاعتداء على الكنيس ولا محل الوجبات السريعة”.

وليبش يضحك أمام الكاميرا، فالكراهية القاتلة ليست إلا لعبة بالنسبة إليه.

هانس بفايفر – دويتشه فيله[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها