ابتلعه فرس نهر .. رجل ناج من الموت يروي أسوأ يوم واجهه في حياته

حكى رجلٌ كيف أن فرس نهرٍ غاضباً ابتلعه ومزقه إرباً، وأنه نجا من ذلك. يقول موقع “ميرور” البريطاني، الذي أورد القصة، ربما يكون بول تيمبلر الشخص الوحيد الذي يبتلعه حيوان عملاق وينجو بأعجوبة ليروي الحكاية العجيبة والمفجعة.

كان مرشد السفاري القديم يجدف في نهر زمبيزي عندما صار كل شيء «مظلماً وهادئاً» فجأة، وكانت هناك رائحة رهيبة وكأنها بيض فاسد، وبينما كان يُمرر أصابعه على شعيرات الأنف، أدرك أنه قد ابتُلع من مقدمة رأسه في حلق فرس نهرٍ عملاق أصابه «الجنون».

قال تيمبلر، البالغ خمسين عاماً، ولديه ثلاثة أطفال، في حديثه إلى موقع صحيفة Daily Mirror: «لم يكن لدي فكرة عما أصابني. وكل ما عرفته هو أنني من وسطي إلى أعلى رأسي لم أكن جافاً، لكنني كذلك لم أكن مبتلاً كما كانت قدماي». وأضاف: «كنت أشعر بضغط شديد يسحق أسفل ظهري».

وبينما كان يخوض هذا الصراع بين الحياة والموت، شعر تيمبلر براحة غريبة أنه لم يكن عالقاً بين فكي تمساح، وفق ما اورد موقع “عربي بوست”، هرب الجندي السابق في الجيش البريطاني بأعجوبة من فكي فرس النهر المفترس على الرغم من تعرضه لإصابات مروعة تسببت في بتر ذراعه اليسرى.

وغرق رفيقه إيفانز ناماسانغو، بعد أن وقع من الزورق خلال الحادثة المروعة في موطنه زيمبابوي في مارس/آذار 1996.

وكان تيمبلر، الذي كان في السابعة والعشرين من عمره وقتها، مع زملائه المرشدين يرافقون ستة سياح في رحلة على زورق قرب شلالات فيكتوريا، عندما مروا بمجموعةٍ من أفراس النهر، في النهر الإفريقي الذي يعج بالتماسيح

كان فرس النهر الذي هاجمهم عدائياً تجاه الزوار في السابق، وقد دفع تيمبلر من على زورقه في رحلة سابقة.

قال المرشد السابق، الذي نشر كتاباً بعنوان What Left of Me، إن مجموعة الزوار كانت في أمان بعيداً عن قطيع أفراس النهر، الذي ضم ذكراً عدوانياً من فرس النهر يصل وزنه إلى 3630 كليوغراماً، أي ضعف وزن سيارة لاند روفر.

قال تيمبلر، الذي كان يمتلك شركة سفاري: «كان هناك صوت هائل خلفي وكنت أعرف ماهية هذه الجلبة. كان صوت فرس نهر يصطدم بالزورق. فالتفتّ لأرى مؤخرة الزورق خارج المياه برماً على ارتفاع ثلاثة أقدام أعلى فرس النهر وكان المرشد المتدرب (ناماسانغو) يطير منه».

حاول تيمبلر التجديف ناحية ناماسانغو لإنقاذه.

وأوضح : “اقتربتُ منه وانحنيتُ لأمسك بيده، ولكن فجأة صار كل شيء مظلماً وهادئاً. وكنتُ أصارع لتحرير نفسي”.

وأضاف: «كنتُ في فم فرس نهر ويداي مضغوطتان إلى جانبي. وكان رد فعلي الأول هو الارتياح التام لأنني لستُ داخل فم تمساح. ثم فكرتُ بعدها بلحظات أن علي الخروج من هنا، غير أنني لم يكن بإمكاني فعل شيء».

تابع: «بصقني فرس النهر أو قذفني مختنقاً، واندفعتُ بعدها إلى السطح لأتنفس هواءً نقياً، ووجدتُ ناماسانغو أمامي». «بدأتُ أسبح مبتعداً لكن ناماسانغو كان يواجه صعوبة في السباحة. وعندما نظرتُ إليه وجدته مذعوراً وفزعاً تماماً».

وقال: «سبحتُ عائداً إليه، لكنني فجأة كنتُ في حلق فرس النهر مرة أخرى، لكن قدمي كانتا في حلقه هذه المرة».

حاول تيمبلر الوصول إلى مسدسه في غمده لكن فرس النهر كان يحركه بعنف شديد فلم يتمكن من ذلك.

قال: «كنتُ هادئاً إلى حد ما، وأتذكر الآن تعجبي من كتم نفسي فترة طويلة هكذا». وأضاف «كنتُ أرى دمي ينزف وأتساءل ما إذا كنتُ سأموت من النزيف أو غرقاً».

لكن فرس النهر صعد إلى السطح وبصقه مرة ثالثة. وهذه المرة أنقذه أحد زملائه المرشدين، يدعى ماك، حيث جذبه إلى الصخور وحاول إيقاف النزيف بينما كان تيمبلر في حالة صدمة. وعندما سأل عن ناماسانغو قالوا له إنه قد «رحل».

وقال تيمبلر إنه كان في حالة مزرية، وإن إحدى ذراعيه كانت محطمة تماماً من الكوع إلى أسفل.

وأوضح: «كانت ذراعي الأخرى وكأنها معلقة. وبدت قدمي وكأن أحداً دقها بمطرقة. وبدأ الدم يخرج من فمي بسبب الجروح الداخلية. كان يمكنك رؤية جزء من رئتي من خلال فتحة في ظهري. وكانت هناك عضة في مؤخرة رأسي».

وأضاف: «أدت إحدى العضات إلى قطع شريانٍ لكن فرس النهر أصابه في الزاوية الصحيحة بحيث أغلق (الشريان) نفسه بنفسه».

وأردف تيمبلر «عندما أُنقذت، كنتُ قد فقدتُ الكثير من الدماء وكانت حالتي أقرب إلى الموت. لم يكن ينبغي أن أظل حياً».

حُمل تيمبلر الفزع والمتألم على زورق وذهبت المجموعة تبحث عن المساعدة.

كانت علبة الإسعافات الأولية قد غرقت في النهر، وكانت الشمس تغرب، وفرس النهر المجنون يضرب الزورق.

وقابلت المجموعة لحسن الحظ فريق إنقاذ صادف أنه يتدرب في مكان قريب.

استغرق وصوله إلى المستشفى ثماني ساعات بدون أي مسكنات، قبل أن يخضع لعمليات جراحية متعددة لإنقاذ حياته.

وقد تعين بتر ذراعه اليسرى، لكن الجراحين تمكنوا من إنقاذ الذراع الأخرى وقدمه التي كانت مصابة بجروح خطيرة.

استعيدت جثة ناماسانغو بعد أيام قليلة من الحادثة. قال تيمبلر: «في الطبيعة، نكون نحن الزائرين، ونحن المتطفلين. لقد هاجمني فرس النهر لأنني اخترقت منطقته».

وقد تلقى تأهيلاً جسدياً مطولاً خلال الأشهر والأعوام التالية، ولا تزال ذكرى الهجوم المميت تلاحقه.

إذ أوضح قائلاً: «كنتُ غاضباً، وشعرتُ بالذنب، شعرتُ بالمسؤولية عن إيفانز لأنني كنتُ الشخص المسؤول في هذه الرحلة».

وبعد عامين من الحادثة، جدف تيمبلر بزورقه في نهر زمبيزي مسافة 1600 ميل بيدٍ واحدة، وهي رحلة استغرقت شهراً وأثبتت «علاجيتها» بالنسبة له».

يبدو تيمبلر مقتنعاً بأنه رأى فرس النهر نفسه مرة أخرى عندما ظهر له من تحت الماء بجوار الزورق. غير أنه غاص في الماء مرة أخرى عندما صرخ تيمبلر بأعلى صوته.

ويقول بعد مرور عشرين عاماً على الهجوم: «إذا استطعت إلغاء هذا اليوم وأن يكون إيفانز حياً إلى هذه اللحظة وأن أظل محتفظاً بذراعيّ، سأفعل ذلك بلا تردد. لدي إيمان قوي، وأعتقد أن هناك ما يُستفاد منه مما حدث».

وأطلق تيمبلر مؤسسته Templer Foundation التي تساعد المصابين باضطراب ما بعد الصدمة، والأطفال المرضى الميؤوس من شفائهم وذوي الإعاقات، وعائلاتهم.

وقال: «جميعنا نمر بأيام سيئة، لكنني تعلمتُ أن الحوادث تقع، لكننا نحن من نختار ما يحدث بعدها».

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها