واشنطن تقترب من تصور أنقرة لـ ” المنطقة الآمنة ” .. و الطريق السريع يفصل بين الأكراد و الأتراك

بدا من خلال تفاهمات نائب الرئيس الأميركي مايك بنس مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن واشنطن اقتربت أكثر من تصور أنقرة لـ«المنطقة الآمنة» شمال شرقي سوريا. لكن تنفيذ هذه التفاهمات مرتبط بنتائج محادثات إردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عشية انتهاء مهلة وقف النار الثلاثاء المقبل.

وأحد الخيارات المطروحة أن يكون الطريق السريع بين الحسكة وحلب هو «خط التماس» الجديد للفصل بين الجيش التركي وفصائل موالية من جهة و«الوحدات» الكردية والجيش السوري من جهة ثانية، على أن تقيم أنقرة 12 نقطة مراقبة (كما فعلت في إدلب) وتسير روسية دوريات عسكرية.

كانت تركيا تريد «منطقة آمنة» بين جرابلس على نهر الفرات وفش خابور على نهر دجلة بطول 444 كلم وعمق 32 تكون خالية من «الوحدات» الكردية والسلاح الثقيل وبقيادة تركية تمهد لإعادة ثلاثة ملايين سوري، لكن واشنطن وافقت فقط على «آلية أمنية» بين تل أبيض ورأس العين بعمق 14 كلم.

ومن خلال البيان الثنائي وتصريحات المسؤولين الأميركيين، بدا أن واشنطن اقتربت من تصور أنقرة فيما يتعلق بعمق وامتداد «المنطقة الآمنة» والجهة المسيطرة عليها (الجيش التركي) وإن كانت واشنطن قبلت بـ«وجود تركي مؤقت» مقابل حديث تركي عن «وجود دائم».

ووصل أمس وفد أميركي إلى شرق الفرات لشرح تفاصيل التفاهمات مع تركيا التي تتضمن انسحاب «الوحدات» من هذه المناطق قبل الثلاثاء المقبل موعد لقاء إردوغان – بوتين.

وأعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الخميس أن هذه المنطقة ستكون بعمق 32 كلم من دون أن يشير إلى طولها.

وأكد أيضا أن المنطقة ستكون تحت سيطرة الجيش التركي «في شكل رئيسي». كما لاحظ الموفد الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري الخميس أن القوات التركية توغلت أصلا نحو ثلاثين كلم في سوريا، ولكن فقط في القطاع الأوسط من شمال شرقي البلاد بين مدينتي تل أبيض ورأس العين، أي بامتداد 120 كلم.

وقال إن «عناصر وحدات حماية الشعب الموجودين في هذه المنطقة سينسحبون منها. ويشمل هذا القطاع أيضا طريقي إم 4 وإم 10 السريعتين».

في المقابل، تعهدت أنقرة بعدم الدخول إلى عين العرب (كوباني) ذات الغالبية الكردية والموافقة على دخول قوات الحكومة السورية إلى منبج وطي صفحة «خريطة الطريق» الأميركية – التركية حولها.

ويعتقد أن قرب موعد انسحاب الجيش الأميركي سيطلق سباقاً بين الجيش التركي والفصائل الموالية من جهة وقوات الحكومة السورية و«الوحدات» الكردية من جهة ثانية على مناطق المالكية والحسكة في الزاوية الشمالية الشرقية لسوريا قرب حدود العراق.

ابراهيم حميدي – الشرق الأوسط[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها