قناة ألمانية : ” الجمعيات المؤسسة من قبل اللاجئين في هامبورغ تجمع الناس معاً “
سلطت قناة “إن دي إر” التلفزيونية الضوء على ثلاثة لاجئين، قاموا بمساعدة اللاجئين عموماً على الاندماج في مدينة هامبورغ.
وقالت القناة، بحسب ما ترجم عكس السير، إنه من بين الثلاثة، السورية دانيا يعقوب، التي تفتخر بأنها تمكنت من جمع النساء اللاجئات تحت سقف واحد، وذلك عبر تأسيس جمعية تحت عنوان “Wir können – يمكننا” في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا.
وقالت يعقوب البالغة من العمر 42 عامًا، للقناة، بحسب ما ترجم عكس السير: “أسسنا المنظمة قبل أربع سنوات مع عدة نساء وصلن حديثًا إلى ألمانيا، وهدفنا هو تمكين المرأة ونشر الأفكار النسوية في جالياتنا”.
وساعدت منظمة “KomMig” التي يوجد مقرها بالقرب من محطة القطار الرئيسية في هامبورغ، في تأسيس جمعية “يمكننا”، والمنظمة قدمت المشورة لحوالي 15 منظمة وجمعية تم تأسيسها من قبل لاجئين، ففي مركز “KomMig” تمت كتابة القوانين الأساسية للمنظمات والجمعيات المذكورة، وقدمت المشورة للاجئين المؤسسين فيما يتعلق بتقديم طلبات الحصول على التمويل للجمعيات وكيف يصبحون أكثر احترافية.
وأكدت سيدوني فيرناو، مديرة “KomMig” على أن اللاجئين يرون المشاكل التي لا يلاحظها الغالبية، وقالت: “أصبحت التحديات المجتمعية لدينا أكثر تعقيدًا، ونحن بحاجة إلى إيجاد أكبر عدد ممكن من وجهات النظر المختلفة لإيجاد الحلول”.
ونشأت دانيا يعقوب في دمشق، وعملت في سوريا في وزارة التعليم، وأسست منظمةً هناك لدعم النساء والأطفال أثناء الحرب، وفي عام 2014، فرت يعقوب إلى لبنان، حيث عملت هناك في إدارة جمعية تعليمية.
وأوضحت يعقوب: “عندما وصلت إلى هامبورغ في عام 2015 ، كان الأمر واضحًا بالنسبة لي: علي أيضًا دعم النساء هنا وإخراجهن من عزلتهن”.
وقد ساعدت منظمة “KomMig” في تذليل عقبات تأسيس الجمعية، حيث أن الطريق في البداية لم يكن سهلاً، فدانيا يعقوب لم تكن تتحدث اللغة الألمانية، ولم تكن تعرف أين يمكن تقديم طلب تأسيس جمعية وكيفية كتابة قانون تأسيسها.
وقالت يعقوب بخصوص موضوع الجمعية، الذي يتعلق بالنسوية: “ليس من السهل دائمًا إقناع بعض اللاجئات بأنهن يتمتعن بنفس الحقوق التي يتمتع بها الرجال، ويتعين على البعض أن يتعلمن أنه بإمكانهن مغادرة المنزل والعمل ورفع أصواتهن”، كما تحاول الجمعية أن توضح للنساء أن لديهن حقوق سياسية وتريد تشجيعهن على كسر نماذج الأدوار التقليدية للمرأة.
وأوضحت يعقوب: “بعض المنظمات الألمانية تطلب منا المساعدة في التواصل مع اللاجئات بسبب اللغة بالطبع، ولكن أيضًا لأن اللاجئين يخشون من أن الألمان لن يستطيعوا فهم احتياجاتهم”، وتعاني الكثير من اللاجئات من عواقب نفسية طويلة المدى للحرب والاكتئاب والشعور بالوحدة.
وذكر موقع القناة أن نادي “يمكننا” يمنح البعض، وهم عادة من المعلمين والدارسين في مجال التربية، فرصةً لتعليم الأطفال باللغتين العربية والكردية، وهم بذلك يكتسبون الثقة بالنفس والشعور بالفائدة كجزء من المجتمع.
وفي جمعية “يمكننا”، تغني النساء ويطبخن معًا ويتحدثن عن السياسة وعن الحرية والديمقراطية وحقوق المرأة.
وأشارت يعقوب إلى أنها في يوم ما تريد الاستقالة كعضو في مجلس إدارة ناديها الخاص لإفساح المجال للنساء الأخريات اللائي لديهن أفكار جديدة.
وسلطت القناة الألمانية الضوء أيضاً على السوري نهاد المالكي، وهو شاب يبلغ من العمر 28 عامًا لديه طموح للدخول في عالم السياسة.
وبدأ طموح المالكي عندما قرر هو وتسعة لاجئين سوريين آخرين تأسيس جمعية “واصلون إلى ألمانيا An(ge)kommen in Deutschland”.
ويقول المالكي: “نريد أن نعمل كبناة جسور ما بين اللاجئين والمجتمع الألماني، ومساعدة اللاجئين في العثور على طريقهم هنا، سواء أكان من خلال الحصول على تدريبات مهنية أوالدراسة الجامعية أو العمل”.
ومرت أربع سنوات منذ وصول المالكي إلى هامبورغ، وهو يعمل حالياً كمحلل مالي، وعند وصوله إلى ألمانيا في عام 2015، تعلم اللغة الألمانية لمدة عام واحد وحاول التواصل وتشكيل صداقات من أجل فهم ما الذي يجعل ألمانيا مختلفة، والقواعد المطبقة فيها.
وتوصل لاحقاً مع أصدقاءه ومعارفه إلى فكرة مساعدة الوافدين الجدد على الاندماج في المجتمع الألماني، وأفرزت هذه الفكرة تأسيس جميعة “واصلون إلى ألمانيا”، التي تقدم دورات تعليمية وتوفر الدعم للاجئين أثناء كتابة التقدم بطلبات للدراسة الجامعية أو التدريبات المهنية “آوسبيلدونغ”، وكذلك تساعد في البحث عن عمل وسكن.
إن تأسيس جمعية كانت خطوةً مهمةً للشبان، حيث أنه فقط من خلال “جمعية مسجلة، يُنظر إلينا كممثلين، ويمكننا أيضًا المشاركة في أنشطة اللاجئين والاندماج في المدينة”، كما يقول المالكي.
ولم تواجه فترة التأسيس صعوبات تتعلق فقط بالتعاملات مع دوائر الدولة والقوانين، بل واجهت أيضًا تعليقات نقدية من أشخاص من نفس الثقافة على صفحة الجمعية على “فيسبوك”، وقال المالكي: “كان البعض لا يثق فينا إلا قليلاً، لأنهم كانوا يعتقدون بأننا أنفسنا وافدون جدد إلى ألمانيا”.
وسلطة قناة “إن دي إر” الضوء أيضًا على أحمد نور إبراهيم، الذي أسس “الجمعية الصومالية في هامبورغ”، قبل ثلاث سنوات، وأراد إبراهيم التواصل بالمجتمع وفي الوقت نفسه جعل جاليته تتبع طريق الإمعان في التفكير، ويقول الشاب البالغ من العمر 31 عاماً: “نقوم بتنفيذ مشاريع لتعزيز التراث الصومالي لأطفالنا وكذلك تعريف سكان هامبروغ به، عدا عن أننا نريد المساعدة في إنهاء العنف ضد المرأة في وطننا”.
بالطبع، تساعد الجمعية الصومالية في هامبورغ في الحياة اليومية للاجئين في تعاملاتهم مع دوائر الدولة، إلا أنها تصب تركزيها على دعم النساء ومحاربة العنف والختان، ويقول إبراهيم: “نريد أن يستمر تطور نسائنا ونسعى لمنحهن هنا ما فقدنه في بلادنا”.
وفر إبراهيم كصحفي بسبب الحرب في الصومال، ومنذ وصوله، كان يحاول إعطاء مساحة للصوماليين والأفارقة في هامبورغ حتى يتمكنوا من التجمع ومساعدة بعضهم البعض، ويقول: “نحن نفهم تقاليدنا وثقافتنا واحتياجاتنا، لذلك مساعدتنا تكون أكثر فعالية”.
وكذلك تلقى إبراهيم إعانات ومكتبًا في منظمة “KomMig”، لكن الهدف هو الاستقلالية وتمويل الذات، ويوضح إيراهيم هذا الهدف بقوله: “لم نعد نريد أن نكون ضيوفًا، ولكن ببساطة نريد أن نكون جزءا من هذا البلد”.
وختمت قناة “إن دي إر” بالقول إن عنوان “دمج القادمين الجدد والتعرف بين الثقافات” يناسب ما يقوم به كل من أحمد نور إبراهيم ودانية يعقوب ونهاد المالكي، وهم لاجئون يستثمرون قدراً كبيراً من الوقت والمال والأعصاب لجمع سكان هامبورغ الجدد والقدماء.
[ads3]