في واحدة من أجمل مدن العالم .. فينيسيا: إغلاق ساحة سان ماركو بسبب اجتياح المياه و الأضرار تقدر بنحو مليار يورو ( فيديو )
اجتاحت المياه مدينة البندقية الجمعة إلى مستوى استثنائي جديد دفع رئيس بلديتها إلى إغلاق ساحة سان ماركو الشهيرة غداة إعلان السلطات حالة الطوارئ في المدينة المدرجة على لوائح اليونيسكو.
وطلب رئيس البلدية لويجي برونيارو إغلاق الساحة التاريخية في وقت ارتفع مستوى مياه البحر جراء المد إلى 1,54 متر قبيل الظهر واجتاحت الرياح القوية والعواصف الماطرة المنطقة. ومستوى ارتفاع المياه خطير لكنه أدنى من الذروة المسجلة الثلاثاء.
وأعلن برونيارو أنه “مضطر لإغلاق الساحة لتجنب مخاطر صحية على المواطنين”، واصفا ما حدث بالكارثة. وتابع برونيارو: “لقد دمرنا البندقية، نتحدث عن أضرار بنحو مليار يورو، تعود ليوم واحد فقط، ليس اليوم”. وجاءت تصريحاته فيما انضم زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف ماتيو سالفيني إلى عدد من المسؤولين السياسيين الذين تفقدوا المدينة المنكوبة.
وغرقت كنائس ومحلات ومنازل في المدينة المعروفة بقنواتها إثر ارتفاع غير مسبوق لمستوى المياه والذي سجل الثلاثاء رقما قياسيا في نصف قرن. ودفعت الأزمة الناجمة عن رداءة الطقس بالحكومة لتخصيص 20 مليون يورو (22 مليون دولار) من الأموال للتصدي للكارثة.
وقبل إغلاقها كان السياح يجوبون ساحة سان ماركو مستغلين اختراق أشعة الشمس لهطول الأمطار، منتعلين جزمات بلاستيكية ملونة. واعتبر السائح المكسيكي أوسكار كالزادا (19 عاما) لوكالة الأنباء الفرنسية الجمعة أن “رؤية هذا المشهد تبعث على الصدمة، فالمياه تصل إلى مستوى الركبة”. وأضاف “نأمل ألا يحدث هذا مجددا”.
وحذر وزير الثقافة داريو فرانشيسكيني خلال تفقد الأضرار من أن أعمال ترميم المدينة ستكون ضخمة. وقال في بيان “أننا نحتاج لفهم الضرر الهائل الذي لحق بالإرث الثقافي”.
تراث للجميع
وكان رئيس الوزراء جوزيبي كونتي الذي وصف الفيضانات بـ”طعنة في قلب بلدنا” قد أعلن الخميس حالة الطوارئ. ويذكر أن أهالي البندقية الذين تضررت منازلهم سيحصلون على ما يصل إلى 5 آلاف يورو فورا بشكل مساعدة حكومية، فيما يمكن أن يحصل أصحاب المطاعم والمحلات على ما يصل إلى 20 ألف يورو، وطلب المزيد لاحقا، بحسب كونتي.
وأعلن برونيارو عن فتح حساب مصرفي للراغبين في المساهمة في أعمال الترميم من إيطاليا وخارجها. وأوضح في بيان أن “البندقية تراث للجميع، فريدة في العالم. وبفضل مساعدتكم ستشرق البندقية مرة أخرى”.
وقرر الأهالي مواجهة الوضع، فتوقف العديد لشرب القهوة كعادتهم في الحانات الغارقة، وشربوا القهوة وهم يقفون في عدة سنتمترات من المياه. غير أن بعض الفنادق أفادت إلغاء بعض الضيوف حجوزاتهم بعد مشاهدة صور البندقية الغارقة. وكالعديد من المؤسسات الثقافية في المدينة، تراجع متحف غوغنهايم عن قرار إعادة فتح أبوابه الجمعة، “بسبب سوء الأحوال الجوية بشكل كبير”.
إنذار من الاحتباس الحراري
تسبب ارتفاع مستوى المياه الثلاثاء، مع الرياح الشديدة والأمطار، بإغراق قرابة 80 بالمئة من المدينة، وفق مسؤولين. ومرة واحدة فقط منذ بدء التسجيل عام 1923، تخطى ارتفاع المياه ذلك المستوى عندما وصل إلى 1,94 مترا في 1966.
وقال الطالب ديفيد ميلينديز (20 عاما) من كاليفورنيا “أتساءل كيف ستكون البندقية في 50 عاما”. وأضاف “آمل أن تنجو هذه المدينة الجميلة وأن يتمكن أولادنا وأحفادنا من رؤيتها”. وكثيرون، ومن بينهم رئيس بلدية البندقية، ألقوا باللائمة في الكارثة على الاحتباس الحراري وحذروا من أن إيطاليا، البلد المعرض لكوارث طبيعية، يجب أن تتنبه للأخطار التي تسببها فصول أكثر اضطرابا.
وقال وزير البيئة سيرجو كوستا الخميس “يجب أن نتحلى بالليونة وأن نتكيف. نحتاج إلى سياسة تنظر إلى المناخ من أعين مختلفة تماما”. والبندقية الملقبة بـ”المدينة العائمة” لا يتجاوز عدد سكانها 50 ألفا، لكنها تستقبل كل عام 36 مليون سائح.
ولا يزال مشروع بنية تحتية ضخم يهدف إلى “حماية المدينة” قيد التنفيذ منذ 2003، وقد تأخر بسبب أعطال وتحقيقات بشأن الفساد. ويتضمن المشروع بناء 78 بوابة يمكن رفعها لحماية بحيرة البندقية عند ارتفاع مياه البحر الأدرياتيكي لثلاثة أمتار. لكن محاولة أجريت مؤخرا لاختبار أجزاء من الحاجز أحدثت ارتجاجات أثارت قلقا فيما اكتشف المهندسون أن الصدأ لحق بأجزاء منه. (AFP)
[ads3]