العلماء يفككون المزيد من الألغاز بخصوص ظاهرة الانتحار
في اكتشاف علمي جديد، يحيي الآمال بشأن إنقاذ الأشخاص اليائسين قبل فوات الأوان، حدد العلماء مؤخرا وجود دائرتين في المخ، يتم تنشيطهما لدى الأشخاص الذين لديهم ميول وأفكار انتحارية.
بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يشكل الانتحار أكبر قاتل في العالم بالعصر الحديث، إذ شهدت المملكة المتحدة مقتل 6507 أشخاص في عام 2018، بينما كانت أكثر فئة عمرية معرضة للخطر بين الذكور البريطانيين، تلك التي تتراوح بين 45 و49 عاما.
وبحسب صحيفة “إيلاف”، يلقى نحو 800 ألف شخص حول العالم حتفه سنويا بسبب الانتحار، بل وأصبح السبب الرئيسي وراء وفاة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما.
يقول العلماء إنه استنادا إلى أبحاث استمرت عقدين من الزمان، تم تحديد شبكتين رئيسيتين في المخ، اللتان تم تحديدهما بأنهما “يزيدان من مخاطر تفكير الشخص في الانتحار”.
وقالت الدكتورة، آن لورا فان هارميلين، من بين المشاركين في الدراسة، من جامعة كامبريدج، بحسب وكالة “سبوتنيك”: “تخيل وجود مرض أودى بحياة ما يقرب من مليون شخص سنويا، ربعهم قبل سن الثلاثين، ومع ذلك لم نعرف سببا عن إقبال بعض الأشخاص دونا عن غيرهم على الانتحار”.
وأردفت عن الدائرتين اللتين في المخ: “هذا هو المكان الذي نحن فيه مع فعل الانتحار، فنحن لا نعرف إلا القليل عما يحدث في المخ”.
وفحص فريق البحث الجديد، الذي نشرت نتائجه في مجلة الطب الجزيئي، 131 دراسة شارك فيها أكثر من 12000 مشارك، والتي درست التعديلات التي تحدث في بنية الدماغ ووظيفته.
وعن الشبكتين في الدماغ اللتان تدفعان للانتحار، اكتشف العلماء أن الأولى تنطوي على مناطق الدماغ الأمامية، المعروفة باسم “القشرة البطنية الأمامية والجذنية”، والتي تساعد على تنظيم العاطفة، وأشاروا إلى أي تعديلات تطرأ بها قد تؤدي إلى أفكار سلبية مفرطة.
أما الشبكة الثانية، فتتمثل في “القشرة الأمامية الجبهية الظهرية ونظام التلفيف الأمامي السفلي”، والتي تنشط عند صنع القرارات والتحكم في السلوك، وقد تعزز أي تعديلات فيها من فرص محاولة ارتكاب الانتحار.
وقال العلماء معدو الدراسة، إنه من الممكن أن تؤدي التغييرات في كلتا الشبكتين إلى دفع الناس إلى التفكير بشكل سلبي، ودحض الأفكار الإيجابية في المقابل، ويصبحون أكثر عرضة للانتحار.
وأكد البروفيسور هيلاري بلومبرغ، من كلية الطب بجامعة ييل بالولايات المتحدة: “توفر الدراسة دليلا لدعم مستقبل يبعث على الأمل للغاية، إذ سنجد طرقا جديدة ومحسنة للحد من خطر الانتحار”.
وفي ذات السياق، قالت الدكتور ليان شمال، المشاركة في إعداد الدراسة، وهي من جامعة ملبورن في أستراليا: “إذا استطعنا إيجاد طريقة لتحديد هؤلاء الشباب الأكثر عرضة للخطر، فستكون لدينا فرصة للتدخل وإنقاذهم”.[ads3]