ثريان سوريان .. تعرف على أكبر متبرعين عرب لحزب بوريس جونسون في الانتخابات البريطانية

في أعقاب الاعلان عن إجراء انتخابات برلمانية في بريطانيا في الثاني عشر من شهر ديسمبر/كانون الأول 2019 سارعت الأحزاب المشاركة إلى طلب تبرعات من أنصارها ومؤيديها من أجل تمويل الحملات الانتخابية.

وتلقى حزب المحافظين خلال أقل من أسبوع من الاعلان عن الحملة الانتخابية أكثر من خمسة ملايين جنيه استرليني، بينما تلقى حزب العمال نحو مائتي ألف فقط وهو أقل مبلغ تلقاه حزب من بين الأحزاب المشاركة في الانتخابات.

وخلال الأسبوعين الأولين من الحملة بلغ إجمالي التبرعات للمحافظين 8.6 مليون جنيه استرليني من رجال أعمال وشركات خاصة مقابل 3.7 مليون لصالح حزب العمال منها 3 ملايين جنيه من نقابات العمال.

جاءت تبرعات حزب المحافظين معظمها من شركات ورجال أعمال أثرياء وعلى رأسهم رجال المال الذين يعملون في مجال إدارة الصناديق المالية الذين بات لهم تأثير واضح على سياسات الحزب.

من بين رجال الأعمال من الأصول العربية الذين يتبرعون لحزب المحافظين بمبالغ كبيرة وبشكل دوري شخصان من أصول سورية.

وفيق سعيد البالغ من العمر 79 عاما يعتبر من المقربين من حزب المحافظين ودأب على التبرع للحزب عبر زوجته روز ماري سعيد. كما يدير جمعية خيرية تعمل في عدد من الدول العربية. لكن شهرة سعيد نابعة بشكل أساسي من الدور الذي لعبه في صفقة السلاح الكبيرة بين السعودية و بريطانيا عام 1986 بقيمة 86 مليار دولار والتي حملت اسم “صفقة اليمامة” مراحل صفقة اليمامة.

وقدرت الصحف البريطانية ثروة سعيد عام 2014 بمليار ونصف جنيه استرليني.

ولفت سعيد الأنظار أولاً لدوره في مساعدة الشركات البريطانية في الفوز بعقد اليمامة، أكبر صفقة أسلحة ابرمتهما السعودية والمملكة المتحدة في تاريخهما.

وسعد ابن أسرة دمشقية عريقة فقدت ثروتها ونفوذها في أعقاب الانقلاب العسكري عام 1961 ووصول البعثيين إلى السلطة عام 1963.

بدأ حياته في العمل التجاري عبر افتتاح مطعم فاخر في أحد أرقى أحياء لندن ثم انتقل إلى العمل في مجال البناء والعقارات. في أعقاب أزمة النفط خلال حرب اكتوبر 1973 تمكن من الفوز بعدد من عقود بناء المساكن والمستشفيات في المملكة العربية السعودية.

ونجح في نسج علاقات مع العائلة المالكة السعودية مكنته من الحصول على الجنسية السعودية.

وكانت علاقاته مع المسؤولين السعوديين قد بدأت تجذب اهتمام المسؤولين البريطانيين في أواسط ثمانينيات القرن الماضي، لذلك عندما كانت شركة بريتيش أيروسبيس – الشركة التي أصبحت فيما بعد شركة BAE Systems – تتطلع لبيع طائرات مقاتلة من طراز Tornado وطائرات أخرى للسعوديين توجهت إليه لطلب المساعدة.

ولا يزال سعيد يوصف في الاعلام البريطاني بتاجر الأسلحة السابق لدوره في عقد اليمامة الذي كانت نسبة 20 في المئة فقط من قيمته تتعلق بالطائرات المقاتلة، والباقي نفقات إنشاءات وخدمات ملحقة بالعقد.

وفي عام 2006 أسقطت حكومة توني بلير تحقيقا في عقد اليمامة بعد أن نشرت وسائل الاعلام البريطانية تقارير عن شبهات فساد على نطاق واسع طالت حتى مارك ثاتشر، ابن رئيسة وزراء بريطانيا وقتها مارغريت ثاتشر.

لا يحق لسعيد التبرع للاحزاب في بريطانيا إذ أن مكان اقامته المسجلة هي إمارة موناكو، فتتولى زوجته البريطانية روزماري وابنته هذه المهمة.

تبرع وفيق سعيد بملبغ 50 مليون جنيه إسترليني في عام 1996 لتأسيس كلية سعيد للأعمال في أكسفورد، ولديه جمعية خيرية للأطفال المحرومين.

وتبرعت زوجة سعيد خلال الأسبوع الأول من حملة الانتخابات لحزب المحافظين بمبلغ 200 ألف جنيه استرليني.

وكان سعيد بنفسه يتبرع للحزب حتى عام 2000 لكن بعد تغيير قواعد التبرع لم يعد بمقدوره أن يقوم بذلك لذلك تتولى زوجته الغنية أو ابنته هذه المهمة.

وقالت صحيفة الاندبندنت في شهر يونيو/ حزيران الماضي أثناء التنافس على قيادة حزب المحافظين إن روزماري سعيد قد تبرعت بمبلغ 342 الف جنيه للحزب منذ شهر سبتمبر/أيلول 2018.

المتبرع السوري الآخر هو المهندس أيمن الأصفري، ولد في محافظة إدلب شمالي سوريا 1958، وكان والده الطبيب أديب الأصفري، من مؤسسي حزب البعث الحاكم في سوريا منذ 1963. وكان عضواً في المجلس الوطني الذي شكله البعثيون بعد انقلابهم العسكري عام 1963 لفترة قصيرة. ثم عمل سفيراً في عدد من الدول وبعدها عاد لممارسة الطب في حلب.

تلقى أيمن الأصفري تعليمه الجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية. بدأ حياته المهنية في مجال المقاولات في سلطنة عمان ثم قام بانشاء شركة تعمل في مجال خدمات النفط والغاز.

وخلال 15 عاما أصبحت الشركة من بين أكبر 100 شركة بريطانية. وتُقدر ثروة أيمن أصفري بـ 1.2 مليار دولار أميركي.

وتبرع الأصفري بمئات آلاف الجنيهات الاسترلينية لحزب المحافظين الحاكم خلال السنوات الماضية. ويحقق مكتب قضايا الفساد الكبيرة مع الاصفري بخصوص انشطة في الشركة في الخارج منذ عام 2017.

وقد اقر المدير المالي السابق في الشركة ديفيد لوفكين بالذنب في 11 قضية رشاوى في وقت سابق من هذا العام حيث دفعت الشركة رشاوى لشركة وسيطة مقرها موناكو للفوز بعقود تتجاوز قيمتها خمسة مليارات دولار لبناء مصافي نفط في السعودية والعراق.

وتسبب التحقيق الذي خضعت له الشركة بخسارتها عقودا بقيمة 10 مليارات دولار وتدهور قيمة أسهمها في بورصة لندن.

وتبرع الأصفري وزوجته بأكثر من 860 ألف جنيه استرليني للحزب منذ 2009.

وكان رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون وخليفته تيريزا ماي قد توسطا لشركة بتروفاك لدى الحكومة البحرينية لمنحها عقدا بمليارات الدولارات لكن العقد منح لشركة اخرى. (BBC)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد