ألمانيا .. وجهة التنوّع السياحي و الثقافي
ألمانيا بلد التنوع التاريخي والثقافي والطبيعي، فريدة أوروبا التي تتميز بمناخها المعتدل ومناظرها الطبيعية الخلابة، وتعتبر من أكثر الدول زيارة في القارة العجوز، وهي من أهم الوجهات التي تفضلها العائلات الخليجية، لما تقدمه من منتج سياحي يتناسب مع مختلف الأعمار والأذواق.
ألمانيا إحدى أهم وأجمل الدول الأوروبية، فهي تذخر بالمدن السياحية الجميلة والأماكن السياحية المتنوعة، كما تتميز بطبيعة ساحرة وخلابة تتيح لك التمتع برحلة سياحية مميزة لا تنسى. ناهيك عن التسوق الذي يدمنه الكثيرون، بجانب السياحة العلاجية والاستشفاء في أشهر مستشفيات العالم بالعديد من المدن بألمانيا. ما يجعل السياحة في ألمانيا متكاملة وغنية بشكل واضح، لتتضمن جميع النواحي والمجالات السياحية.
لا تشبه أماكن السياحة في ألمانيا أي أماكن سياحية أخرى قد تكون زرتها خلال جولاتك، حيث تحتل جبال الألب والشواطئ ومناطق البحيرات والمتنزهات الطبيعية وأودية الأنهار منذ سنوات المراتب الأولى على لائحة أهم الوجهات السياحية الألمانية التي تستقطب الحصة الأكبر من الزوار، بالإضافة إلى العديد من المواقع الطبيعية التي تمثل جوهر المنتجعات ومراكز الاستجمام والسباحة، منها بلدة المنتجعات الصحية المعروفة «بادن- بادن»، والتي تعتبر واحدة من أشهر وأجمل الأماكن العلاجية في العالم، فقد اختارها الرومان منذ 2000 عام لخصائصها العلاجية المميزة. كما تضم ألمانيا أكثر من 350 منتجعاً صحياً معتمداً يقدم مستويات عالية من الخدمات الطبية والعلاج وإعادة التأهيل، والتي يقصدها الزوار من جميع أنحاء العالم.
يتمتع زوار ألمانيا بمناظرها الطبيعية الخلابة وبإطلالتها على البحيرات والأنهار والغابات، إضافة إلى أجواء الريف الأوروبي الهادئ وبجبال الألب في الجنوب وبالشواطئ البديعة في الشمال. إنه البلد الذي يرحب بعشاق التجارب الاستثنائية ويقدم لهم المعالم السياحية كالقصور والقلاع التاريخية والحدائق المفتوحة، فهو موطن لأكثر من 130 منظراً طبيعياً وطنياً، و46 موقعاً من مواقع التراث العالمي لليونسكو.
السياحة العلاجية
إن الجودة العالية للرعاية والمعايير الصارمة والنظام الخاص بالصحة والخدمات الطبية، إضافة إلى خيرة الأطباء في جميع التخصصات تجعل ألمانيا وجهة جذابة للرعاية الطبية، كما أن تكلفة الرعاية الطبية في ألمانيا تعتبر أقل بكثير مقارنة بدول أخرى. تضم ألمانيا أكثر من 2000 مستشفى وعيادة طبية، كما أن العديد منها مجهز تماماً لاستقبال المسافرين الخليجيين، سواء بغرف عائلية لتوفير الخصوصية للمرضى وأفراد الأسرة المرافقين أم بوجود موظفين ناطقين باللغة العربية ومطلعين على الثقافة والتقاليد العربية والإسلامية.
التنوع الثقافي
تشتهر ألمانيا بتنوعها الثقافي وريادتها في مجالات الفن والموسيقى والمسرح والأدب، حيث أنجبت العديد من الفنانين والموسيقيين والأدباء المرموقين، الذي تركوا بصماتهم على المشهد الثقافي العالمي. ولكن هناك أيضاً العديد من المثقفين الواعدين، الذين يحظون أيضاً بشعبية وتقدير كبيرين.
ولا تتوقف النشاطات والأحداث في ألمانيا، وهي تشمل مجالات متعددة تلبي أذواق وأعمار وجنسيات شتى. فالتاريخ حاضر في القصور والقلاع والمتاحف والمتنزهات المنتشرة في أنحاء البلاد، ويعد متنزه او حديقة « أوروبا بارك» أو لونا بارك، التي تقع في مدينة روست، وتعد واحدة من أهم المحطات السياحية لزائري منطقة الغابة السوداء في ألمانيا. أما مهرجانات الموسيقى والعروض الفنية، فهي متنوعة وغنية. والثقافة الألمانية متعددة الأوجه، مستمدة من الجذور الرومانية للبلد، وتنعكس على حاضرها المعاصر. والنتيجة مدن عريقة تذخر بالفنون والعمارة.
التسوق
ولمحبي التسوق، تقدم ألمانيا ما يفضلونه من مراكز للتسوق، والمصممة على أحدث الطراز، والتي تضم أشهر العلامات التجارية العالمية بأسعار مميزة إضافة إلى الأسواق التقليدية بوسط المدن المختلفة. ولا ننسى مطبخ ألمانيا التقليدي، والذي يقدم للزوار أكلات مميزة وشهية بجانب المطابخ العالمية، والتي تنتشر في جميع أنحاء البلاد إرضاءً لجميع الأذواق. أما الضيوف الصغار المصاحبين لذويهم، فتخصهم ألمانيا بأنشطة ترفيهية مختلفة، تضم العديد من حدائق الحيوان المنتشرة في مدنها المختلفة، إضافة إلى عدد كبير من المتنزهات وملاهي الألعاب للأطفال وللكبار بجانب الحدائق الوطنية المفتوحة في الهواء الطلق.
وقت الزيارة
ألمانيا هي وجهة سياحية استثنائية للجميع على مدار العام، ولكن موسم الشتاء له سحر خاص، حيث يتم تزيين المدن بديكورات احتفالية، وتقام الأسواق الخاصة بأعياد الميلاد والتي تشتهر بأجوائها وتصاميمها الاحتفالية، وبالأكلات والحلوى اللذيذة، مثل كعك الزنجبيل، وبالمشروبات التقليدية، إضافة إلى الفرق الموسيقية التي تعزف الألحان الحية. وخلال أشهر الشتاء تقدم ألمانيا لزائريها العديد من الأنشطة والرياضات الشتوية، منها رياضات التزلج والتزحلق على الثلج، كما تقدم المنتجعات الصحية الشتوية المشهورة عالمياً.
المواصلات
توفر ألمانيا لزوارها شبكة مواصلات عامة متطورة تشمل القطارات السريعة وقطارات الأنفاق (المترو) وحافلات النقل الجماعي وسيارات الأجرة، كما تقدم 200 مسار من المسارات المخصصة لركوب الدراجات لمسافات طويلة، و300 مسار من مسارات المشي ذات الفئة الممتازة. وحيث إن السفر حق للجميع، توفر ألمانيا لزوارها من أصحاب الهمم (ذوي الاحتياجات الخاصة) سياحة خالية من المعوقات بكفاءة مواصلاتها العامة وجاهزية معالمها السياحية، ومرافق العطلات التي تلبي احتياجات الجميع بمختلف قدراتهم البدنية.
معالم
تضم ألمانيا العديد من المعالم السياحية التي ينصح بزيارتها على مدى العام، منها على سبيل المثال:
1- الغابة السوداء: أو الجوهرة السوداء التي تكسوها الأشجار الضخمة والنباتات الخضراء والزهور الملونة، كما أنها تتميز بوجود العديد من البحيرات والشلالات والحيوانات، ما يجعلها واحدة من أجمل الغابات التي توجد في ألمانيا، إن لم تكن أجملها فعلاً، وهي تستقطب أعداداً متزايدة من السياح الأجانب على مدى العام.
2- قمة تسوغ شبيسته: هي أعلى قمة في ألمانيا على جبال الألب، يبلغ ارتفاعها 2962 متراً فوق سطح البحر، ويمكن استخدام التلفريك للصعود إلى تسوغ شبيتسه لزيارة أعلى كنيسة ألمانية مبنية على سفح هذا الجبل، وتفقّد معرض عن تاريخ تسوغ شبيتسه.
3- بامبيرغ: تقع بلدة «بامبيرغ» التاريخيّة شمالي ولاية بافاريا الألمانية، وتمتاز بأنها مدينة ثقافية من الطراز الأول، إذ تشتهر بالفنون والموسيقى، وتضم العديد من المباني ذات الهندسة المعمارية الجذابة، كما تعتبر أيضاً مركزاً مهماً للمهرجانات والأنشطة الثقافية المنوعة.
4- جبال هارز: أعلى سلسلة جبلية شمالي ألمانيا تمتد عبر أجزاء من ولاية سكسونيا السفلى وساكسونيا انهالت، كما أن تضاريسها وعرة وتتميز بمناجم التعدين العديدة، وتعتبر من أهم الوجهات السياحية في ألمانيا.
لؤي عبدالله – البيان[ads3]