4 أسرار مكنت مورينيو من فرض سحره الخاص على لاعبي و جماهير توتنهام

منذ وصول البرتغالي جوزيه مورينيو إلى ملعت توتنهام لقيادة الفريق الذي كان متعثرا منذ بداية الموسم، تحولت الأمور بشكل مذهل، حيث استفاق أغلب اللاعبين وأخرج الآخرون أفضل ما عندهم، كما تمكن مورينيو من كسب ثقة الجماهير بسهولة رغم هزيمته الاولى أمام مانشستر يونايتد الأربعاء.

أبرز مثال على ذلك الدولي الإنجليزي السابق ديلي ألي الذي أبدى صحوة مبهرة في المباريات التي لعبها تحت قيادة مورينيو، فسجل 4 أهداف، بالإضافة إلى تمريرتين حاسمتين في المباريات الأخيرة، بعدما كان خارج الخدمة تقريبا منذ بداية العام الحالي.

وكذلك أحرز موسى سيسوكو أول هدف له منذ أكثر من عامين في مباراة بورنموث التي شهدت الفوز الثالث على التوالي لتوتنهام تحت قيادة المدرب البرتغالي الذي أعاد الشعور بالرضا والسعادة إلى الفريق.

ولكن كيف نجح مورينيو في فعل ذلك؟

صحيفة “تيليغراف” البريطانية رصدت 4 أشياء فعلها البرتغالي ساهمت في الوصول الى هذه النتيجة، أولها الانتصارات المتتالية.

فلا يوجد شيء أفضل بالتأكيد من تحقيق الانتصارات المبكرة لتهدئة المشككين، وإقناع اللاعبين بقدرات المدرب، ونيل دعم المشجعين. وفي هذا الصدد، قال اللاعب هيونغ مين سون، الذي صنع هدفين في مباراة بورنموث: «أعتقد أن النتائج تغيرت كثيراً وكذلك المشاعر الإيجابية. لقد تغيرت الأجواء كثيراً».

وفي ظل إحراز 14 هدفا في المباريات الأربع الأخيرة التي كانت مُثيرةً وممتعة، يعد الأداء أبعد ما يكون عن نمط مورينيو الدفاعي التقليدي وأكثر تماشياً مع أساليب توتنهام الممتعة المعتادة.

تغير تكتيكي

تخلَّى الفريق عن خطة 4-3-3 التي كان يتبعها المدرب السابق ماوريسيو بوكيتينو، مع تحوُّل مورينيو إلى خطة 4-2-3-1 الاعتيادية التي يلعب بها، لكنَّه لعب بخطة 4-4-2 في آخر أوقات مباراة بورنموث.

وأصبح الفريق يتمركز في الخلف قليلاً أكثر من ذي قبل، ويركز على افتكاك الكرة الثانية وإطلاق هجمات مرتدة سريعة.

تجدر الإشارة كذلك إلى أنَّ الفريق يلعب تمريراتٍ طولية من حينٍ إلى آخر، وهي ما يتميز في إرسالها اللاعب توبي ألدرفيريلد، الذي أسفرت تمريراته الطولية الدقيقة عن هدفي ديلي ألي في المباراة الأخيرة.

كذلك فإن تعليمات مورينيو واضحة واللاعبون يتبعونها. إذ يقول سون: «يعرف اللاعبون متى يجب أن نتقدم إلى الأمام، ومتى يجب أن نحتفظ بالكرة. لقد تغيَّر ذلك قليلاً، لكنَّ الثقة تغيَّرت كثيراً. وهذا مربط الفرس. لقد صار اللاعبون يلعبون بشغفٍ وطاقة إيجابية».

دعم اللاعبين

لا شك أنَّ لاعبي توتنهام اقتنعوا بخطة مورينيو وطبَّقوها بسرعة، ولعل ألي أبرز مثالٍ على ذلك. إذ يبدو أنَّه وُلِد من جديد بعدما صار يلعب خلف هاري كين في مركزٍ أنسب له بكثير، وفقاً لمورينيو. وهذا خبرٌ سار لتوتنهام والمنتخب الإنجليزي.

كذلك ظهر كين بشكل أفضل حيث أحرز 3 أهداف منذ وصول مورينيو، كما أنه يبذل قصارى جهده بلا كلل مع الفريق، وقد أبدى تقديراً واضحاً للعديد من محادثاته الفردية مع مورينيو، الذي أوضح أنه يرى المهاجم الإنجليزي قائداً للفريق.

فيما وجد اللاعب إيريك داير مركزاً أنسب له في السيطرة على خط الوسط، أمَّا الظهير الأيمن سيرجي أورييه، الذي يجد صعوبةً في إحداث تأثير حقيقي منذ انضمامه إلى الفريق في عام 2017، بدا فجأةً مفعماً بالثقة، وصار يشكل شراكة قوية في الجبهة اليُمنى مع موسى سيسوكو، الذي أحرز الهدف الثالث لتوتنهام في مباراة بورنموث بطريقةٍ بهلوانية.

لذا يبدو تأثير مورينيو ملموساً. إذ قال سون: «إنَّه طيب للغاية، فهو يبتسم ويمازح اللاعبين، فيبتسمون كثيراً. المدرب يؤدي عملاً رائعاً، ونحن سعداء للغاية بالعمل معه».

تحسين الصورة

قال مورينيو إنَّه أمضى الأشهر الـ11، التي قضاها بعيداً عن التدريب، في إعادة تقييم نفسه واعترف بارتكاب أخطاء. لذا لا توجد مؤشرات على عودة المدرب البرتغالي، الذي انتهت فترته مع مانشستر يونايتد بطريقةٍ سيئة، إلى سابق عهده المتمثل في الشكوى الكثيرة والتصريحات الاستفزازية.

وإدراكاً منه أنَّ العديد من مشجعي توتنهام شعروا بالحزن على رحيل بوكيتينو، تحدث مورينيو بطريقةٍ إيجابية وتقديرٍ بالغ عنه وعن نادي توتنهام وملعبه الجديد الرائع.

فضلاً عن أنَّ إشادته العلنية باللاعبين أمثال ديلي ألي أحدثت نتيجة إيجابية للغاية في غرفة الملابس، وعناقه لكالوم هينيس جامع الكرات البالغ من العمر 15 عاماً -مكافأةً له على إعادة الكرة بسرعةٍ إلى الملعب في مباراة توتنهام ضد أولمبياكوس وتسببه في هدف التعادل- حسَّن صورته العامة إلى حدٍّ كبير.

ولكن ما زالت هناك أشياء يجب تحسينها

صحيحٌ أنَّ توتنهام فاز على وست هام وأولمبياكوس وبورنموث على التوالي، لكنَّ الفريق عانى مخاوف شديدة في كل مباراة، حيث بدا الدفاع عشوائياً ومضطرباً في بعض الأحيان، لدرجة أنَّ بورنموث اقترب للغاية من إكمال عودته في النتيجة بعد تأخره بثلاثية نظيفة خلال النهاية المجنونة للمباراة التي كان يجب على توتنهام التحكم في مجرياتها حتى النهاية.

هذا وسيكون الشغل الشاغل لمورينيو هو تحسين دفاع الفريق، الذي تلقَّى هدفين في كلٍّ من المباريات الثلاث الأولى تحت قيادته. وهي إحصائيةٌ نادراً ما نراها في فرق المدرب البرتغالي، الذي يعرف بالتأكيد أنَّه يحتاج إلى تحسينها في الأسابيع المقبلة في ظل منافسته على حصد مركز في المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز، والذهاب إلى أدوارٍ متقدمة في دوري أبطال أوروبا، والمنافسة على لقب كأس الاتحاد الانجليزي.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها