ألمانيا : تفاصيل محاكمة سوري اتهم شابين سوريين ظلماً و تم سجنهما لعدة شهور بسبب ذلك !
كاد اشتباه خاطئ ناتج عن الإدلاء بشهادة كاذبة أن يؤدي إلى إدانة شابين سوريين.
وقالت صحيفة “أوغسبورغر آلغماينه“، بحسب ما ترجم عكس السير، إن لاجئين سوريين يبلغان من العمر 21 و29 عاماً قضيا ثمانية شهور ظلماً في السجن، بسبب أن مواطنهما (38 عاماً) رفع شكوى ضدهما للشرطة، ولاحقاً أدلى بشهادة كاذبة للمحكمة.
وبدأت القصة غير الاعتيادية في نهاية آذار 2018، حين ظهر الرجل الثلاثيني، الذي فقد زوجته وابنه الصغير أثناء رحله لجوئه إلى ألمانيا في عام 2015، في مركز شرطة حي “ليشهاوزن” بمدينة أوغسبورغ، وادعى أن ثلاثة سوريين قصدوا منزله قبل عشرة أيام، وطلب اثنان منهم المال وأمسك أحدهما سكيناً ووضعه على جبينه.
وكرر الثلاثيني هذا الاتهام ثلاث مرات أمام الشرطة الجنائية، ثم صنف المحققون الجريمة على أنها محاولة سرقة شديدة بواسطة التهديد، وهي جريمة يمكن أن يعاقب عليها بالسجن لعدة سنوات، وتم القبض على السوريين في تشرين الثاني 2018، في حين استدعي الثالث كشاهد.
وفي أوائل تموز 2019، بدأت المحاكمة أمام غرفة الأحداث في المحكمة الإقليمية، بسبب أن واحداً من المدعى عليهما كان ما يزال قاصراً.
وقبع السوريان في السجن لمدة ثمانية أشهر، وفي جلسات المحاكمة التي استغرقت عدة أيام، تم توجيه الاتهام لهما مرةً أخرى من قبل مواطنهما، الذي يستمر في الادعاء بأنه تعرض للتهديد منهما بسكين، وحتى الشاهد الذي تم الادعاء بأنه كان مع المتهمين في شقة الثلاثيني، أكد ظهور السكين في المشهد.
وحتى هذه اللحظة، بدا من الواضح أنه من المرجح ستتم إدانة السوريين، وقبل إغلاق إجراء الاطلاع على الأدلة بفترة وجيزة، استجوب المحامي شتيفان ميتلباخ، الذي دافع عن المتهم البالغ من العمر 29 عامًا، الشاهد مرةً أخرى، فاعترف الأخير بأنه أدلى بشهادة كاذبة، مؤكداً بأن السوري الثلاثيني أقنعه بألا يقول الحقيقة في المحكمة، وأضاف بأن واقع الأمر يتعلق بمجرد نزاع على ديون.
وتابع الشاهد بالقول إن قصة التهديد بالسكين هي مجرد كذبة، وقدم الشاهد أيضًا دليلاً على صحة كلامه في قاعة المحكمة، حيث احتوى هاتفه النقال تطبيقاً سجل تلقائيًا آخر 20 مكالمة هاتفية، شملت مكالمتين مع الثلاثيني، قبل يوم واحد من بدء المحاكمة، ويسمع فيهما صوت الأخير وهو يطلب من الشاهد عدم الإدلاء بشهاداته بشكل صحيح.
وأمرت المحكمة على الفور بمصادرة هاتف الشاهد، وإطلاق سراح المتهمين خطأ فورًا، بينما تم اعتقال الرجل الثلاثيني.
والآن، بعد ستة أشهر تقريبًا، تمت محاكمة المدعي الكاذب، بعد أن وجهت إليه المدعية العامة شتيفاني ديلا تهم الحرمان من الحرية في قضيتين والإدلاء بشهادة كاذبة والتحريض على الإدلاء بشهادة كاذبة.
واعترف الثلاثيني للمحكمة، عبر محاميه، بكل التهم الموجهة إليه، حيث قال المحامي: “لقد ارتكب موكلي خطأ كبيراً، إنه يعاني الآن فعلياً من معنى الاحتجاز”.
من جهتهما، وصف السوريان البريئان، برفقة محاميهما كاترينا مولر وشتيفان ميتلباخ ، لرئيس المحكمة، توماس مولر فروليتش، عواقب سجنهما ظلماً والمعاناة الناتجة عن ذلك، حيث فقد السوري البالغ من العمر 29 عامًا وظيفته وبالتالي ترتب في ذمته حوالي 10 آلاف يورو من الديون، وكان أسوأ ما عاناه هو الانفصال عن عائلته، وقال: “كنت أصلي كل ليلة في السجن، متمنياً أن يصدقني أحد ما”.
ورد السوري البالغ من العمر 21 عامًا على السؤال الذي طرحه رئيس المحكمة عليه، حول ما إذا كان يشعر بالغضب تجاه الثلاثيني، بالقول: “أترك الحكم للمحكمة ولله”.
وفي النهاية، كانت عواقب الاتهام الكاذب الموجه من الثلاثيني، هو الحكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف.[ads3]