أداة قد تنقذ متعاطي المخدرات من الموت جراء جرعة زائدة

في حال تناول متعاطي المخدرات لجرعة زائدة، في الأغلب لن يكن هناك شخص آخر بصحبته لإنقاذه بحقنة من دواء “نالوكسون” المُستخدم لمواجهة آثار تعاطي جرعات زائدة من المواد الأفيونية.

ويعمل باحث بجامعة “نورث ويسترن” في ولاية إلينوي الأمريكية على تطوير وسيلة لمواجهة الجرعات المميتة من المخدرات المشتقة من الأفيون. تتألف الوسيلة من شريحة صغيرة يتم زرعها تحت الجلد لرصد انخفاض مستوى الأكسجين في الدم لمستوى خطير، ما يدفعها لإطلاق جرعة من مادة النالوكسون لإنقاذ متعاطي المخدرات من الموت.

ويصف مدير مركز علم الإلكترونيات البيولوجية المتكاملة بجامعة “نورث ويسترن”، جون روجرز، العلاج الجديد بكونه “تلقائي كأنه تقريباً نظام مزروع لمواجهة الطوارئ”، حيث يقدم نوعاً سريعاً من المساعدة بدون أي تدخل بشري، على حد قوله.

وتعاون روجرز مع الباحث بمركز الآلام التابع لجامعة واشنطن، روبرت جيريو، لتطوير العديد من الأدوات الدقيقة المصممة لمراقبة العمليات الجسدية والتدخل إذا لزم الأمر، من خلال تحفيز الأعصاب بطريقة كهربائية أو إطلاق مواد كيماوية للمخ أو إبطاء عمل المثانة النشطة أكثر من اللازم.

واعتبر جيريو أن مواجهة الجرعات الزائدة من الأفيون بمثابة “امتداد طبيعي” لهذا العمل، حيث يقول: “إذا تناول شخص ما جرعة زائدة، حتى إذا كان لديه نالوكسون في بيته، فان هذا لن يساعده إذا لم يكن هناك أي شخص يساعده على تناول هذا الدواء”.

كما يمكن توصيل الشريحة بالهاتف المحمول للمتعاطي محل العلاج لإطلاق إشارة عبر تقنية البلوتوث تدفع الهاتف للاتصال برقم الطوارئ للإبلاغ عن حاجة الشخص للمساعدة.

وقد أشاد بعض الخبراء المعنيين بعلاج مدمني المخدرات بالاختراع، ولكنهم أشاروا إلى إمكانية ظهور تعقيدات أثناء التطبيق على أرض الواقع.

وأثار روجرز نفسه أحد المخاوف الممكنة بشأن الاختراع الجديد قائلاً: “ألن يجعله ذلك أكثر ارتياحاً لتناول جرعة زائدة من الأفيون بدون خوف؟”، إلا انه أضاف: “لقد فكرنا في هذا الأمر، وفي نهاية الأمر أعتقد أن المنافع سوف تفوق المخاطر”.

وكانت الفكرة قد حازت على منحة بقيمة عشرة ملايين دولار من مبادرة “المساعدة في إنهاء الإدمان طويل المدى” التابعة لمعاهد الصحة الوطنية بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي تهدف للتوصل لحلول علمية لأزمة إدمان المخدرات الأفيونية.

ومن المقرر أن تبدأ اختبارات الأداة الجديدة على الحيوانات العام الحالي، على أن تنطلق التجارب السريرية على البشر خلال خمسة أعوام. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها