مسافرة تخسر 1400 دولار بسبب الإنترنت داخل الطائرة !

وضعت غاي هينز هاتفها المحمول في أمتعتها اليدوية قبل أن تبدأ رحلتها إلى بَربادوس ونسيت ضبطه على وضع الطيران. وهذا الخطأ كلفها الكثير. فعند وصولها، اكتشفت أن تكاليف رحلتها بلغت حوالي 1430 دولاراً، أي ضعف رسوم رحلتها التي عبرت المحيط الأطلسي. وقالت: «لم أستخدمه لإجراء أو تلقي أي مكالمات، وعندما فتحته بعد الهبوط لم يكن هناك أي إشارة إلى أي رسوم».

وغاي وفق تقرير نقله موقع “عربي بوست” عن صحيفة “غارديان” البريطانية، هي واحدة من عشرات المسافرين الذين يسافرون جواً وبحراً والذين تلقوا فواتير صادمة بعد اتصال هواتفهم تلقائياً بشبكة التجوال عبر الأقمار الصناعية. وفي حين أن قوانين الاتحاد الأوروبي تحدد رسوم التجوال خارج أوروبا بسعر 55 دولاراً، فلا تنطبق قوانينه على شبكات الأقمار الصناعية على الطائرات والسفن، التي تفرض أسعاراً أعلى على استخدام البيانات، سواء أرادها المستخدم أم لم يفعل، ما لم يغلق العملاء خدمة التجوال.

ويتأثر بعض ركاب السفن عندما تتصل هواتفهم المحمولة بالنظام وهم على متنها، رغم أن سفرهم يكون داخل الاتحاد الأوروبي، حيث يجب ألا تتجاوز رسوم البيانات ما يدفعه العملاء في أوطانهم.

إذ بلغت فاتورة إيما هاميلتون الشهرية من شركة O2 الضعف تقريباً أي نحو 2800 دولار، بعد عودتها إلى أيرلندا بعد رحلة بحرية، رغم أنها لم تغادر مياه الاتحاد الأوروبي أبداً.

تقول: «لقد نشط هاتفي بعد مرور 24 ساعة في بقية العالم، ويبدو أن ثمة جزءاً غامضاً يبدأ في العمل عندما تغادر أوروبا. لقد ذكّرت مركز الاتصال بأن أيرلندا والمملكة المتحدة جزء من أوروبا لكنهم أخبروني أنهم طبقوا الرسوم على أي حال».

وقالت شركة O2 لصحيفة The Observer إنه يجب على العملاء إيقاف تشغيل اتصال البيانات قبل ركوب العبارات لمنع هواتفهم من الاتصال بخدمات الأقمار الصناعية وهم على متن العبارة.

مع تزايد الضغط على شركات الطيران وشركات العبّارات لتوفير خدمات الإنترنت، يجد عدد متزايد من الركاب أن عليهم -دون حتى لمس هواتفهم- دفع رسوم إضافية تحددها الشركات التي تقدم لهم الخدمة في أوطانهم. وقد تتجاوز هذه الرسوم 13 دولاراً لكل ميغابايت، وهي المقدار المطلوب لتصفح موقع واحد. ويمكن أن يبدأ استهلاكها إذا التقط الراكب ببساطة صورة واحدة.

ويمكن أن ترتفع الرسوم أيضاً في حالة مرور السفينة أو الطائرة بالقرب من الحدود الوطنية. إذ إن الهواتف المحمولة مصممة لالتقاط الإشارة الأقوى، وإذا أتت هذه الإشارة من بلد خارج الاتحاد الأوروبي، فستُضاف رسوم التجوال الدولي.

وقد انتقلت إشارة هاتف غاي تلقائياً من هوائي الطائرة عبر الأقمار الصناعية إلى شبكة أرضية تابعة لشركة AeroMobile. بدأت الشركة الكائنة في كراولي، وهي شركة تابعة لشركة Panasonic Avionics، في تقديم خدمات البيانات على متن الطائرات عام 2008، وقد اشتركت 23 شركة طيران في هذه الخدمة.

ولا يستقبل المستخدمون المسافرون بالطائرة رسائل نصية تلقائياً من الشركة المقدمة للخدمة لتحديد تفاصيل الرسوم. وفضلاً عن ذلك، لم يشر طاقم طائرة فيرجن أتلانتيك إلى الرسوم المحتمل أن يتحملها الركاب إذا لم يعملوا بنصيحة تشغيل وضع الطيران.

وقد أقرت شركة الطيران، التي تقدم الخدمة في نصف أسطولها، أنه رغم تحذير الإعلانات على متن الطائرة من رسوم التجوال الدولي عند استخدام خدمة AeroMobile، فإنها لا تشير إلى أن أولئك الذين لا يستخدمونها يمكن أن يتحملوا الرسوم أيضاً. ورفضت ذكر الحصة التي تلقتها من هذه الرسوم.

تلقت غاي الفاتورة من الشركة التي تزودها بالخدمة، Intercity Technology، التي تبيع الهواتف المحمولة والخدمات للشركات وتستخدم شبكة فودافون.

وأكدت شركة Intercity أن خدمة الاتصال بالبيانات داخل الطائرة التي تقدمها تعمل تلقائياً، حتى لو كان الهاتف موضوعاً في الخزانة العلوية. تقول الشركة: «تدخل الرسوم ضمن الفاتورة الشهرية للعملاء باعتبارها رسوم إضافية للتجوال في بلد لا تشمله التعريفة التي اختاروها». وتؤكد أنها تنبه العملاء إلى أي رسوم غير معتادة، وإذا لزم الأمر، تعلق البيانات لحماية مصالحهم.

لكن غاي تزعم أنها لم تتلق أي تنبيه. وتقول: «علمت بالأمر لأول مرة عندما انقطع اتصالي بالبيانات عندما وصلت إلى بربادوس. ظننت أنه نشاط احتيالي. ولم تخبرني شركة Intercity بالسبب إلا في وقت لاحق».

وعرضت شركة Intercity المساهمة بمبلغ 600 دولار في فاتورتها كبادرة حسن نية. ووعدت أيضاً بتذكير جميع العملاء بتشغيل وضع الطيران.

تقول شركة AeroMobile إنها تقترح على عملاء شركات الطيران الإعلان عن تطبيق رسوم التجوال على متن الطائرة. وتقول: «سيتلقى الراكب رسالة من نظام السفر بالطائرة تخبرهم أنهم متصلون بخدمة الهاتف المحمول. إلا أن الشركة التي تقدم الخدمة في منازلهم هي من يجب عليها تحمل التكلفة».

ولم تستجب شركة Intercity لطلبات معرفة الرسوم التي تفرضها على خدمة التجوال عبر الأقمار الصناعية. تتقاضى فودافون، موفر الشبكة الخاص بها، ما يصل إلى 9.41 دولار لكل ميغابايت من البيانات لاتصالات شركات الطيران، فيما تتقاضى شركة Three حوالي 7 دولارات. بينما تتقاضى شركة BT حوالي 12 دولار. وكل هذه الشركات تضيف هذه الرسوم إلى خدمات التجوال وسقف الإنفاق، بحيث يوقف العملاء اتصالهم بالبيانات بعد أن تصل الفاتورة إلى 45 دولاراً، ما لم يطلبوا رفعها.

وتلزم شركة EE العملاء بشراء حصة إضافية بسعر 47 دولاراً يومياً مقابل 5 ميغابايت. فيما تقول شركة Virgin Mobile إن عملاءها لا يمكنهم الاتصال بخدمات الأقمار الصناعية.

يمكن أن تربك هذه الرسوم موظفي خدمة العملاء وكذلك العملاء. عندما تحملت آلي هاينز دفع تكاليف تحميل بيانات بقيمة 56 دولاراً من شبكة نرويجية أثناء عودتها إلى وطنها على متن الطائرة قادمة من إندونيسيا، أخبرتها شركة O2 أنه لا بد أن هاتفها التقط إشارة قوية عبر الحدود. أوضحت آلي أنها كانت على بعد 10 آلاف كيلومتر من النرويج وقت تحميل البيانات، ثم أخبروها، مثل غاي، أن هاتفها المحمول اتصل عن غير قصد بشبكة AeroMobile.

وهي تؤكد أن هاتفها المحمول كان مغلقاً، فيما تعتقد شركة O2 أن هاتفها اتصل بالشبكة أثناء صعودها إلى الطائرة أو مغادرتها إياها، رغم أن تحميل البيانات كان بعد ثلاث ساعات من الإقلاع. وتقول: «لقد أعادوا الرسوم من حينها، لكن لا يوجد ما يحول دون حدوث ذلك مجدداً».

أكدت شركة O2 أن الهاتف كان متصلاً بشبكة AeroMobile، التي تستخدم هوائياً نرويجياً، وأنه كان من الضروري أن تتلقى رسالة تنبيهية. تبلغ رسوم خدمتها للتجوال عبر الأقمار الصناعية 9.80 دولار لكل ميغابايت.

وتقول: «نأسف لأن السيدة آلي تلقت معلومات غير صحيحة وتحملت 66 دولاراً في حسابها».

تعتزم غاي هينز، التي لا تزال مدينة بحوالي 700 دولار، تصعيد شكواها إلى هيئة شكاوى الاتصالات Communications Ombudsman. وقالت: «لا أستطيع أن أصدق أنني الحمقاء الوحيدة التي نسيت تشغيل وضع الطيران».

كيف تتجنب تحمل رسوم إضافية:

– حظر الاتحاد الأوروبي على شركات خدمات الهاتف المحمول فرض رسوم إضافية على المستخدمين عند استخدامهم حصتهم من الدقائق أو الرسائل أو (معظم) البيانات داخل أراضي الاتحاد الأوروبي. يُرجى التزام الحذر عند الاقتراب من الحدود لأن الهواتف تتصل بالإشارة الأقوى، التي قد تكون في بلد خارج الاتحاد الأوروبي.

– فكر جيداً قبل إيقاف تشغيل خدمة التجوال خارج الاتحاد الأوروبي. إذ يتعين على الشركات المقدمة للخدمة قطعها عندما تصل قيمة استخدامك إلى 55 دولاراً بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي، إلا إذا طلبت منهم رفع الخدمة. وإذا فعلت ذلك، فإنك تخاطر بدفع فواتير هائلة.

– في الجو أو في البحر، يمكن لهاتفك المحمول الاتصال بشبكة في بلد خارج الاتحاد الأوروبي أو بأحد أنظمة الأقمار الصناعية على متن سفينتك أو سفينة مجاورة، وفي هذه الحالة لن تُطبق قوانين الاتحاد الأوروبي. اضبط جهازك على وضع الطيران لتجنب ذلك.

– تُقدم شكوى إلى إحدى الهيئات لتسوية المنازعات. وإذا شعرت أنك تتحمل نفقات غير عادلة ولم تتمكن من حل المشكلة مع الشركة التي تقدم لك الخدمة، فيمكنك تقديم شكواك إلى هيئة شكاوى الاتصالات أو هيئة التحكيم Cisas.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها