برلين ترفض الانتقادات الإيرانية لتفعيل آلية فض المنازعات في الاتفاق النووي

أعربت الحكومة الألمانية عن رفضها للانتقادات الإيرانية للتصرف الأخير الذي أقدمت عليه ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بغرض دفع إيران إلى عدم انتهاك الاتفاق النووي.

وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية، الأربعاء: “نعتقد أننا دائماً ما التزمنا بالاتفاق”، مشيراً إلى أن الأمر الآن يتعلق بإنقاذ الاتفاق.

يشار إلى أن الدول الغربية الثلاث كانت قد زادت من الضغوط على إيران من خلال تفعيل آلية فض النزاع التي يشملها الاتفاق بغية دفع طهران إلى التوقف عن انتهاك الاتفاق النووي، الذي تم إبرامه في عام 2015 مع ست دول أخرى للحد من قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات بشكل شامل.

كان الرئيس الإيراني حسن روحاني وجه حديثه إلى الدول الثلاث في وقت سابق من الأربعاء، قائلاً: “إذا اتخذتم (أى دول الاتحاد الأوروبي) خطوةً خاطئةً، فسوف يكون لها تأثير ضار عليكم.. ينبغي عليكم أن تتصرفوا بشكل صحيح”، وأكد أن تفعيل آلية فض النزاع ليست هي الطريق الصحيح لإنقاذ الاتفاق بل تنفيذه، وفقاً لما تم التعاقد عليه.

كانت إيران التزمت في الاتفاق بالإبقاء على برنامجها النووي في إطار الاستخدام السلمي وعدم تطوير قنبلة نووية وذلك مقابل رفع العقوبات عنها، وكانت إيران تتوقع أن تحقق تعافياً اقتصادياً لكنه لم يحدث على نطاق واسع.

وفي ظل استمرار العقوبات، فقد امتنعت مصارف أوروبية كبرى، لا سيما التي لها تعاملات مع الولايات المتحدة، عن التعامل مع إيران، وقد تعرض مصرف “كومرتس بنك” الألماني لعقوبات بقيمة 45ر1 مليار دولار بسبب قيامه بتعاملات مع إيران في عام 2015، بما يعد انتهاكا للعقوبات الأمريكية.

وأصبح الاتفاق في خطر منذ عام 2018، عندما أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من جانب واحد وفرضت عقوبات اقتصادية.

وفي أيار الماضي، أعلنت إيران أنها ستتجاهل الأحكام الرئيسية للاتفاق، وانتهكت بعد ذلك القيود المفروضة على كمية اليورانيوم المسموح بتخصيبها ودرجة النقاء.

وفي 5 كانون الثاني الجاري، قالت الحكومة إنها لم تعد ترى نفسها ملزمة بالاتفاق بعد أن قتلت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة جوية في العراق.

وفي رده على سؤال لصحفي عن موعد استفادة إيران اقتصادياً من وعود الاتفاق، اعترف المتحدث باسم الخارجية الألمانية بأن التجارة مع إيران عبر آلية دعم التبادل التجاري المعروفة اختصاراً باسم (اينستكس) تعتبر مهمة معقدة.

وأشار المتحدث إلى أن الآلية مستعدة الآن لإنجاز أول الصفقات وأضاف أن عدم حدوث هذا الأمر حتى الآن يعزى إلى عدم صدور أذون من السلطات الإيرانية “فلم ترد الإشارة الخاصة بهذا من الجانب الإيراني”. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها