في ذكرى أوشفيتز .. الرئيس الإسرائيلي يذكر ألمانيا بمسؤوليتها التاريخية
في ذكرى تحرير معسكر أوشفيتز النازي قبل 75 عاماً، ألقى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أمام النواب الألمان في برلين، ظهر الأربعاء، كلمةً دعا فيها الألمان إلى الالتزام بمسؤوليتهم من أجل مكافحة معاداة السامية المتنامية.
“أنظار العالم برمته تتجه إلى ألمانيا”، يقول ريفلين أمام نواب “البوندستاغ”؟ مشدداً على أنه “لا يجب على ألمانيا الإخفاق في مهمتها”.
وأوضح الرئيس الإسرائيلي أن ألمانيا “أخذت على عاتقها حماية الحريات الفردية المهددة من قبل الشعبوية”، متابعاً: و”إذا ما فشلت ألمانيا في ذلك سوف يفشل العالم كله”.
وتعد كلمة الرئيس الإسرائيلي أمام البرلمان الاتحادي الألماني “بوندستاغ” لحظةً قويةً في سياق إحياء ذكرى ضحايا الهولوكس، وتأتي بعد المراسم التي شهدها متحف ياد فاشيم ومعسكر أوشفيتز-بيركينو.
وكلمته هي الأولى التي يلقيها رئيس إسرائيلي منذ عشر سنوات، والثانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بعد ألقى الأولى شيمون بيريز في 2010.
غير أنّ كلمة الرئيس الإسرائيلي العاشر، جاءت هذه المرة أمام مجلس يضم في صفوفه 89 نائباً ينتمون إلى حزب البديل لألمانيا الشعبوي، وظهر هذا الحزب ضمن المشهد السياسي في السنوات الأخيرة، وينشط عدد من مسؤوليه في سياق الدعوة إلى وضع حد لثقافة التندّم الألمانية إزاء جرائم الرايخ الثالث.
واستقبت كلمة الرئيس الإسرائيلي كلمة لنظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي حذر أمام نواب البرلمان الألماني من جميع المحاولات التي تقلل من أهمية ذكرى ما حدث في العهد النازي والتي تعمل على التقليل من حجم الجرائم المروعة التي قام بها النازيون.
وتشهد ألمانيا زيادة في الاعتداءات العنصرية والمعادية للسامية، خاصة بعد تسجيل اعتداء مسلح على كنيس في نهاية 2019 في مدينة هاله.
وبحسب إحصاءات الشرطة، فقد ارتفعت الاعتداءات في 2018 بنسبة 20%، مقارنةً بعام 2017، وتقف نزعة “النازية الجديدة” خلف عدد مهم من تلك الاعتداءات.
ويثير تصاعد الأفعال المعادية للسامية خشية الحكومة من تسجيل مغادرة “واسعة النطاق” ليهود ألمانيا.
وسبق لوزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن حذر، الأحد الماضي، من أنّ يهودياً من أصل اثنين يعتزم مغادرة ألمانيا، موضحاً أن الشتائم والاعتداءات المعادية للسامية تتكرر بشكل يومي في ألمانيا.
وسوف يمثل هذا الملف أولوية لبرلين الرئيسة الدورية للاتحاد الأوروبي اعتباراً من تموز، ورئيسة المجلس الأوروبي بدء من تشرين الثاني القادم.
كما تعوّل حكومة المستشارة أنغيلا ميركل أيضاً على اتخاذ إجراءات تعاقب على معاداة السامية بشكل أقسى، وذكرت ميركل بهذا الخصوص: “نحن نتحمل مسؤولية أن يشعر الجميع بأمان لدينا في ألمانيا وفي أوروبا”.
ويتوقع أن ينص مشروع قانون قيد الدراسة على تدابير مثل إجبار وسائل التواصل الاجتماعي على تنبيه الشرطة من رسائل تهدد بالقتل أو تأمين حماية أكبر لمسؤولين مهددين.
وأُقرّ الإجراء الأخير بعد مقتل المسؤول المحلي المؤيد للمهاجرين والتر لوبكه في حزيران، في عملية ينتمي منفذها المشتبه به إلى صفوف اليمين المتطرف. (DPA – AFP – DW)[ads3]