ختان الإناث في ألمانيا : حرب ضد عادة عمرها آلاف السنين

عشرات الآلاف من ضحايا الختان يعشن في ألمانيا، والآلاف مهددات بعملية الختان خلال رحلات إلى الوطن الأم، وهي قضية تواجهها ألمانيا بالدعم الطبي للضحايا وحملات توعية لمنع وقوع المزيد من الضحايا.

وتشير الإحصائيات إلى أن هناك أكثر من 70 ألف فتاة وامرأة، من ضحايا الختان، يعشن في ألمانيا، رقم يستدعي وجود مراكز متخصصة تقدم النصح للضحايا حول الإمكانيات الطبية لتقليل آثار تلك العملية.

الطبيبة كورنيلا شترونتس، من مركز “ديزيرت فلاور”، تقدم النصح لضحايا الختان، وتقول: “الكثير من النساء يعانين بعد الختان من صعوبة في التبول وعدم خروج دم الدورة الشهرية بالشكل الصحيح، علاوة على مشكلات تصل أحياناً لإعاقة العلاقة الجنسية تماماً”.

وتشير التقارير إلى أن بعض العائلات التي تعيش في ألمانيا، تسافر عادة إلى الوطن الأم خلال العطلات المدرسية الصيفية، لختان بناتهن، ووفقاً للبيانات فإن أكثر من 17 ألف فتاة في ألمانيا حالياً، مهددات بالخضوع لهذه العملية.

ورغم العقوبات القانونية المترتبة على هذا الفعل، إلا أن هذا لا يمنع بعض العائلات من ختان بناتهن والعودة بهن إلى ألمانيا.

شادية عبد المنعم، الناشطة السودانية التي عاشت تجربةً مريرةً مع الختان، ترى أن الحل يتمثل في المزيد من الحسم تجاه هذه العائلات، وتوضح: “إذا أدركت هذه العائلات أنها ستفقد حق الإقامة في ألمانيا أو أنها ستسجن، فإنها ستتوقف عن فعل هذا الأمر.. يمكن لألمانيا القيام بالكثير في هذا الصدد”.

منظمة “تير دي فام”، المعنية بشؤون المرأة، ترى أن التوعية تلعب دوراً مهماً في مكافحة الختان، كما تقول شارلوته فايل: “علينا تدريب العناصر المتخصصة للتعامل بشكل يومي مع الفتيات المهددات بالختان، العديد من المعلمات والمربيات يفتقرن للمعلومات ولا يتعرفن في الوقت المناسب على الضحايا المحتملات، البعض يفتقد أيضاً الحساسية المطلوبة للتعامل مع هذه القضية”.

وشددت فايل على ضرورة الاستثمار في حملات التوعية، مؤكدةً: “لا يمكن التخلص من عادة عمرها آلاف السنوات، في غضون عامين”.

وعلى الجانب الآخر، وكخطوة واعدة في مجال مكافحة ختان الإناث، من المقرر أن تبدأ خلال العام الجاري وحدة متخصصة في برلين عملها، بهدف منع وقوع المزيد من الضحايا.

ميلينا غروندمان – دويتشه فيله[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها