ألمانيا : قناة تسلط الضوء على لاجئ سوري منخرط في تدريب مهني .. و تكشف نسبة العاملين من اللاجئين
اللاجئون يبحثون عن عمل، وأصحاب العمل يحتاجون إلى عمال مهرة، فهل يمكن أن يستفيد كلا الجانبين من ذلك؟.
سلطت قناة “زود فيست روندفونك” الألمانية الضوء على التدريب المهني للسوري محمد العبد الله كدهان في ولاية راينلاند بفالتس، وهو الذي قابله الصحفي أكسل جون في صيف 2018، والآن جدد المقابلة، من أجل الإجابة عن السؤال السابق.
وقال الصحفي، بحسب ما ترجم عكس السير، إنه قابل لاجئين سوري وعراقي في صيف عام 2018، انخرطا في تدريب لدى شركة دهان في جنوب راينلاند بفالتس.
وحينها، ذكر السوري محمد العبد الله للصحفي أنه انخرط في التدريب المهني لدى شركة الدهان “C&U Sturm” من أجل الحصول على موطئ قدم له في ألمانيا.
وبعد حوالي عام ونصف، في زيارته الجديدة، وجد الصحفي أن المسيرة المهنية لمحمد العبد الله تعد مثاليةً بالنسبة لكثير من اللاجئين.
وعرض العبد الله البالغ من العمر 33 عامًا للقناة الاختبارات التي اجتازها في تدريبه المهني في الشركة، وقال الرجل: “كنا في إحدى الدورات المهنية 15 متدربًا، ولقد قيّم المدير أعمالي، وكنت الأفضل في الدورة من بين زملائي.. أنا فخور بذلك، إنه لأمر رائع”.
وليس فقط مهنياً، ولكن أيضاً لغوياً، أحرز العبد الله تقدماً، ففي صيف 2018 كان عليه دائمًا التفكير قليلاً للإجابة على أسئلة الصحفي، بينما “نحن الآن نتحدث مع بعضنا البعض بطلاقة تقريبًا”، بحسب ما قال الصحفي.
وقال العبد الله: “عندما أتيت إلى ألمانيا، انخرطت في دورة الاندماج على الفور.. تعلم اللغة الألمانية كان أمرًا صعبًا للغاية، وكنت أدرس لوقت طويل في المنزل، وبالإضافة إلى ذلك، دعمتني عائلة ألمانية بصورة طوعية.. أنا أتحسن الآن باستمرار”.
وقالت مديرة الشركة، كلوديا شتورم، إن ثقة الشركة في اللاجئين، السوري والعراقي المتدربين فيها، أتت ثمارها، وأضافت: “وصفة النجاح تتطلب متابعة تدريب كل لاجئ في العديد من الأعمال.. هذه ليست مهمة حكومية فقط، فنحن الشركات أيضًا نتحمل مسؤولية دمج هؤلاء الأشخاص معنا”.
وطريق محمد العبدالله في جنوب ولاية راينلاند بفالتس كـ”متخصص مهني” هو نموذج مثالي لكثير من اللاجئين في ألمانيا، وهذا يبرز من دراسة جديدة أجراها معهد سوق العمل والبحث المهني (IAB)، حيث حلل الباحثون التطور المهني للاجئين الذين أتوا إلى ألمانيا بين عامي 2013 و 2016.
وفي النصف الثاني من عام 2018، وفقاً للدارسة، كان 35% من اللاجئين يعملون بأجر، وشارك 25% منهم في تدابير التدريب أو الاندماج، في حين أن 49% من اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ خمس سنوات حصلوا على وظيفة، وأكثر من نصفهم يعملون كموظفين مؤهلين “متخصصين مهنياً”.
ويستنتج الخبراء من الدراسة أنه كلما طالت فترة تلقي المهاجرين لتدريبات مكثفة، يكون النجاح أكبر، كما يدعم ذلك الاتجاه الاقتصادي بشكل جيد.[ads3]